بغداد – الراصد 24..
يحلم كل من منتخبي كوريا الجنوبية والعراق بتقديم أداء قوي يليق بتاريخهما عندما يلتقيان، اليوم الاثنين، بمدينة سيدني في أولى مباراتي الدور قبل النهائي لبطولة كأس آسيا 2015 المقامة حاليا بأستراليا.
تقف كوريا الجنوبية مجددا بين العراق والإنجاز الذي لم يكن في حسبان أحد، وذلك عندما تواجهه اليوم الاثنين في سيدني ضمن الدور نصف النهائي من كأس آسيا 2015.
ودخل المنتخب العراقي نهائيات النسخة السادسة عشرة من البطولة القارية وهو خارج دائرة حسابات المنافسة على اللقب حتى من أشد المتفائلين بقدراته. وراهن المنتخب العراقي وجهازه التدريبي بقيادة مواطنه راضي شنيشل، على فترة انتقالية يمر بها الآن ويأمل في أن تؤدي به إلى مشاركة جيدة بنهائيات أستراليا 2015 بعد أن طوى أسوأ مشاركة خارجية قريبة ماضية له وكانت في خليجي 22 في السعودية.
ورغم قصر فترة الإعداد التي قام بها المنتخب بعد تكليف شنيشل بالمهمة خلفا لحكيم شاكر المقال بسبب تداعي النتائج، إلا أن البرنامج التدريبي للمنتخب اختلف عن سابقه نتيجة التركيز على قائمة محددة من الأسماء من جهة والانتظام بمعسكر تحضيري مستقر في الإمارات استمر أسبوعين قبل الذهاب إلى أستراليا من جهة أخرى.
ويبدو أن هذا البرنامج كان مثمرا تماما لأن منتخب “أسود الرافدين” يقف على عتبة تكرار إنجاز نسخة 2007 حين فاجأ الجميع بإحرازه اللقب القاري على حساب السعودية بهدف ليونس محمود، إذ بلغ الدور نصف النهائي على حساب جاره الإيراني.
سيناريو 2007
ويأمل المنتخب العراقي في أن يكرر سيناريو 2007 حين وضعه دور الأربعة في مواجهة كوريا الجنوبية بالذات وخرج فائزا بركلات الترجيح بعد تعادلهما 0-0 في الوقتين الأصلي والإضافي في طريقه إلى خوض النهائي للمرة الأولى في تاريخه.
وبخصوص المباراة المقبلة أمام كوريا الجنوبية والتي ستكون السابعة عشرة بين الطرفين (فوز واحد للعراق و5 لكوريا الجنوبية مقابل 10 تعادلات)، قال شنيشل “الآن نريد أن نرتاح، فقد لعبنا أربعة أشواط في هذه المباراة، والشيء المهم بالنسبة إلينا هو أن نتعافى قبل مباراة الدور قبل النهائي”.
وتابع “أعتقد أن منتخبات مثل كوريا الجنوبية وأستراليا جاءت إلى هنا من أجل الفوز بلقب كأس آسيا، ولكن المنتخبات الأربعة التي ستلعب في نصف النهائي تمتلك ذات الفرصة بالتأهل إلى النهائي”.
وختم “هناك تاريخ كبير بيننا وبين كوريا الجنوبية، وقد حقق العراق العديد من النتائج الإيجابية أمامها، وهناك لاعبان كوريان يحترفان معي في الدوري القطري (شو يونغ-شيول وهان كوك يونغ)، وأنا أدرك أن المباراة لن تكون سهلة، لكننا نأمل في القيام بعمل جيد يوم الاثنين”.
ومن المؤكد أن مواجهة كوريا الجنوبية لن تكون سهلة على الإطلاق بالنسبة إلى العراق خصوصا أن “محاربي التايغوك” لا يريدون أن ينتهي مشوارهم عند دور الأربعة للمرة الثالثة على التوالي والرابعة في النسخ الخمس الأخيرة من أجل مواصلة حلمهم بإحراز اللقب للمرة الأولى منذ 1960 حين توّجوا به للمرة الثانية على التوالي في أول نسختين من البطولة القارية.
وكان “محاربو تايغوك” قريبين جدا من اللقب الثالث لكنهم سقطوا في المتر الأخير في ثلاث مناسبات عام 1972 بالخسارة أمام إيران بعد التمديد، ثم عام 1980 حين سقطوا أمام الكويت 0-3 رغم أنهم فازوا على الأخيرة في دور المجموعات بالنتيجة ذاتها، وصولا إلى 1988 حين منيوا بخسارة مؤلمة جاءت بركلات الترجيح أمام السعودية بعد حملة ناجحة دون هزيمة انطلاقا من التصفيات ووصولا إلى مباراة اللقب.
وكانت ركلات الترجيح على الموعد مع الكوريين في النسخة الأخيرة عام 2011 حين أخرجتهم من الدور نصف النهائي على يد اليابان ما جعل الأهداف الخمسة التي سجلها كو غا-شيول في النهائيات تذهب هدرا.
حنكة ألمانية
سيعول المنتخب الكوري الجنوبي في مواجهته العراقية على حنكة مدربه الألماني أولي شتيليكه وعودة نجم باير ليفركوزن الألماني سون هيونغ مين الذي تعافى من الفيروس الذي أصيب به في بداية البطولة وعطل مشاركاته، وأبرز دليل على استعادته عافيته تسجيله هدفي الفوز على أوزبكستان في ربع النهائي. وكشف شتيليكه بعد المباراة إلى أنه كان في طريقه لاستبدال سون قبل تسجيله في المرمى الأوزبكستاني.
مضيفا “كنت قريبا من استبداله قبل تسجيله الهدفين. كان متعبا جدا بعد فترة مرضه لكن لحسن الحظ اتخذت القرار الصائب. لم يكن في مستواه الكامل لكن هذه المباراة (أمام أوزبكستان) ستساعده على أن يكون في لياقة جيدة في نصف النهائي”.
ونجحت كوريا الجنوبية أمام أوزبكستان في تسجيل هدفين لأول مرة في النهائيات الحالية، بعد أن سجلت 3 أهداف فقط في ثلاث مباريات في الدور الأول لكنها كانت كافية لمنحها 3 انتصارات على عمان بهدف تشو يونغ تشول، الكويت بهدف نام تاي هي، ثم أعادت أستراليا المضيفة إلى أرض الواقع بهدف لي جونغ هيوب بعد أن كانا قد ضمنا التأهل إلى ربع النهائي. ويأمل الكوريون بأن يتحرروا هجوميا في مباراتهم أمام العراق مع المحافظة على تألقهم الدفاعي لأنهم لم يتلقوا أي هدف حتى الآن.