عمان – الراصد ٢٤:
قدم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم استقالته من منصب رئاسة الجمهورية وذلك بعد وقت قليل من إعلان رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح تقديم استقالة حكومته إلى رئيس الجمهورية احتجاجا على ممارسات الحوثيين التي باتت تقوض كل السلطات وتهدد أمن واستقرار البلد بشكل كامل .
وقال هادي في خطاب الاستقالة الذي وجهه إلى البرلمان أن الأمور وصلت إلى طريق مسدود في البلاد، مقدما اعتذاره للشعب.
وأكد أنه “لم يعد قادرا على تحقيق الاهداف التي تحمل المسؤولية من أجلها”.
وأضاف “عانينا من الخذلان من فرقاء العمل السياسي للخروج بالبلاد إلى بر الأمان”
فيما قال بحاح في نص استقالته إن حكومته لم تعد قادرة على العمل في ظل الظروف الراهنة، وأكد “أن الأمور تسير في طريق آخر، لذا فإننا ننأى بأنفسنا أن ننجر إلى متاهة السياسة غير البناءة والتي لا تستند إلى قانون أو نظام”.
وأضاف خالد بحاح أن حكومة الكفاءات التي ترأسها قبلت تحمل مسئولية قيادة اليمن وتنميتها في ظروف صعبة ومعقدة جداً، وعملت من أجل خدمة اليمن والمساهمة في إحلال الأمن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وتابع بحاح في بيانه “قررنا اليوم أن نقدم استقالتنا لفخامة رئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني، حتى لا نكون طرفاً في ما يحدث وفيما سيحدث، ولا نتحمل مسؤولية ما يقوم به غيرنا أمام الله وأمام الشعب”.
وجاءت استقالة الرئيس والحكومة في خطوة مفاجئة وغير متوقعة، وبعد يوم واحد من توقيع اتفاق مع جماعة انصار الله الحوثيين لإنهاء الأزمة في اليمن، وذلك بعد اقتحام الجماعة لدار الرئاسة ومنزل الرئيس هادي ذاته.
ومن المتوقع ان تخلق الاستقالة للرئيس وحكومته وضع فراغ في اليمن، ربما يحرج الحوثيين.
وما زال المسلحون الشيعة منتشرين في كل انحاء صنعاء الخميس على رغم التزامهم بالانسحاب من القطاعات الرئيسية في مقابل تنازلات سياسية من جانب الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ووصل مبعوث الامم المتحدة جمال بن عمر الخميس الى صنعاء حيث بدا مساء محادثات مع ممثلي الاحزاب السياسية اليمنية، وضمنهم الحوثيون، كما افاد مكتبه في صنعاء.
ويحاول بن عمر وهو من المغرب تهدئة التوتر الذي ادى الثلاثاء الى سيطرة الحوثيين على مجمع القصر الرئاسي اثر معارك اوقعت 35 قتيلا و94 جريحا.
وما زال التوتر واضحا في عدد كبير من الاحياء، لكن المتاجر فتحت ابوابها بعد معارك بداية الاسبوع، كما ذكر مراسل وكالة فرانس برس.
وينص اتفاق النقاط التسع الذي اعلن مساء الاربعاء، على تعهد عناصر الميليشيات الانسحاب من القصر الرئاسي، وكذلك من “كل المواقع التي تشرف على مقر اقامة الرئيس”.
ووعد الحوثيون ايضا بالانسحاب من منطقة سكن رئيس الوزراء خالد بحاح في وسط المدينة، وبالافراج عن مدير مكتب الرئيس احمد عوض بن مبارك الذي خطف السبت.
لكن الحوثيين لم يغادروا اماكن انتشارهم.
لكن مسؤولا في الرئاسة قال لوكالة فرانس برس ان بن مبارك “لم يفرج عنه بعد”.
وفي شمال المدينة، تظاهر مئات الاشخاص امام جامعة صنعاء، رافعين شعار “لا للانقلابات”. واحتشد آخرون بالقرب من مقر اقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي للتعبر عن تضامنهم معه.
وقد استولت الميليشيا الشيعية التي دخلت صنعاء في 21 ايلول/سبتمبر، على القطاعات الاساسية في العاصمة هذا الاسبوع، واحكم عناصرها الطوق حول الرئيس بعد المعارك مع قوات حكومية.
وفي مقابل هذه الالتزامات، قدم الرئيس اليمني تنازلات مهمة، وقال بعض الخبراء ان الرئيس قدم تنازلات “تحت التهديد”.
وسيكون ممكنا “ادخال تعديلات” على مشروع الدستور الذي كان ينص حتى الان على صيغة فدرالية تتضمن ستة أقاليم يرفضها الحوثيون.
كذلك بات يحق للحوثيين والحراك الجنوبي والفصائل السياسية الاخرى “المحرومة من تمثيل عادل في مؤسسات الدولة تعيينهم في هذه المؤسسات”.
واعتبرت الولايات المتحدة، حليفة صنعاء مساء الاربعاء ان الرئيس اليمني ارغم على الموافقة على “معظم مطالب” الحوثيين.
وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان عناصر الميليشيات يعتبرون هادي رئيسا لليمن.
وتعتبر واشنطن حكومة صنعاء حليفا استراتيجيا في التصدي لتنظيم القاعدة. وتقدم لها الولايات المتحدة مساعدة عسكرية وتستخدم طائرات من دون طيار لتوجيه ضربات الى مسؤولي القاعدة.
وقد قدم الرئيس اليمني تنازلات فيما كانت البلدان العربية الخليجية الست المجاورة التي اجتمعت الاربعاء في الرياض، تعلن عن دعمه الاكيد وتنتقد “انقلاب” الحوثيين.
وكانت هذه البلدان تولت مع الامم المتحدة وبلدان غربية، رعاية الاتفاق السياسي الذي اتاح في 2012 تنحي الرئيس السابق علي عبدالله صالح وتسلم عبد ربه منصور هادي مقاليد الحكم، والذي ينص على انتقال سياسي في اليمن.