.بقلم د.عمار.العزاوي. رئيس مركز اليرموك للدراسات و التخطيط الاستراتيجي.
رُبما أخر مرحلةٍ يمكنُ الوصول لها في وضعٍ سياسيٍ متشابكِ ومتنافرٍ وغَير واضحٍ !! هو مرحلة الاحتراق السياسي والانتهاء بذوبانِ كلِ هدفٍ و غاية في نار الاحتراق.. ؟؟
فبدون ماء سياسي يجري بحريةٍ لا تنبت ولا تزدهر اي وضعية سياسية ، ودون تفاعلاتٍ اجتماعية مستقلة ومبادرات طوعية لايتعاظمُ ويتمايزُ مجتمع حديث ، ودون اعتراف بتعددِ المصالح السياسية والاجتماعية وشرعيةٍ تنافسها في ميدانٍ عام مفتوح لا تقوم سلطة عمومية ؟؟
فالانكفاءُ على الذات وانعدامُ الثقةِ بالغير ، وانحلال الرابطة الاجتماعية والوطنية، والتآمر، واللاعقلانية في تحليل الواقع وفي السلوك الفردي والجمعي، والمشاكسة وثقافةُ الكراهية،هي نتيجةٌ حتميةٌ للوصول الى مراحل وطريق اللاعودة.. !!
لذلك مطلوبٌ من كلِ سياسي حقيقيٍ ، يفهم و يعي ادوات اللعبة السياسية ويحترف الحلول الاساسية ويوازن بين الظاهر والباطن والمعلن والمخفي ، ان يبتعد عن اي نتيجةٍ حتمية تؤدي الى مرحلة الاحتراق السياسي والانهيار على مختلف الاصعدة، وذلك من اجلِ إستغلالِ ابسط واسهل الفرص لإيجاد حلولٍ وليسَ حَلاً واحداً للخروجِ من الازماتِ والمشكلات والمضي بطريق سالكٍ ومزدهر وتجنبِ الوصول الى مَرحلة الاحتراق السياسي والانهيار التام والاضمحلال؟؟.