بغداد – الراصد 24 ..
تزخر مواقع التواصل الاجتماعي والانترنيت بصفحات ومواقع مجهولة الهوية اخذت على عاتقها نشر الاكاذيب ونسج القصص الوهمية عن البرلمان العراقي لغايات سياسية تقف خلفها اطراف مشاركة في العملية السياسية.
وعلى الرغم من ان البرلمان العراقي يعاني من وجود نواب هامشيين او ديكور سياسي الا انه يعتبر الركيزة الاساسية في الحياة الديمقراطية التي يشهدها عراق مابعد 2003 الا ان بعض مواقع التواصل الاجتماعي تشن بين الفينة والاخرى حملات محمومة تهدف الى تشويه المطبخ السياسي الذي يتم عبر كواليسه تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية فضلا عن رئيس البرلمان وجميع رؤساء الهيئات المستقلة وكبار الموظفين والسفراء وقادة الجيش فعبره يكتسبون الشرعية.
ومع ان الخلافات السياسية القت بضلالها على واقع البرلمان العراقي وساهمت بتراجع مستواه عن المتوقع الا ان واقع الحال يشير الى ان دعم الحياة البرلمانية وتشذيبها امر اساسي لنقل العراق ممن حال الى اخر فاضعاف البرلمان هو اضعاف لمفصل مهم من ديناميكية التقدم السياسي والديمقراطي الذي لاتتمتع به كثير من الدول المجاورة.
ونجح البرلمان العراقي خلال السنوات الماضية بتشريع قوانين مهمة والتحقيق في قضايا حساسة وتوفير بعض احتياجات المواطن العراقي وحتى الاهتمام بفعاليات شبابية وفنية يسعى من خلالها الى ديمومة الحياة رغم العنف والاضطرابات التي يمر بها العراق.
وتؤكد مصادر سياسية مطلعة لوكالة (الراصد 24) ان “احزاب سياسية فاعلة بعضها مشارك في الحكومة العراقية ويمتلك دورا اسياسيا في مجلس النواب تقف خلف العشرات من الصفحات الوهمية او المواقع الالكترونية التي تتخصص بمهاجمة البرلمان العراقي واقتناص اي هفوة حتى وان كانت غير مقصودة لغرض تضخيمها”.
وتشير المصادر ان ” زعيم سياسي كبير يراس حزب مشارك في الحكومة الحالية مازال يشرف من خلال بعض العاملين معه على جيش الكتروني سري يدير عشرات الصفحات في الفيس بوك وعدد من المواقع الالكترونية متخصصة بمهاجمة البرلمان كمؤسسة والعمل على تشويه دوره وسمعته ممن خلال تزوير الوثائق واختلاق الاخبار او اجتزاءها والترويج لها على انها حقائق”.
وتوضح المصادر ان ” الصفحات الالكترونية همها الاساس يتلخص باقناع الناس بفشل دور البرلمان والحكومة انتقاما من حالة التغيير السياسي التي مر بها العراق بعد سنوات من محاولات الاستئثار بالسلطة “، لافتة الى ان ” كتاب معروفون واعلاميون بارزون واساتذة جامعات منخرطون في تنفيذ استراتيجية تشويه وضع البرلمان وعمله وسط الاجواء الصعبة التي يمر بها العراق”.
وترى المصادر ان” وجود العديد من النواب الهامشيين او الموجودين لغرض الديكور السياسي يمثلون احد القواعد التي يستند عليها من يهاجم البرلمان خصوصا ان دورهم ضعيف ولايسمع لهم صوت فيما انخرط اخرون في صفقات تجارية بينما يستعين اخرون بنفوذهم للحصول على وثائق رسمية لغرض تسقيط كتل سياسية او شخصيات نيابية زميله لهم في البرلمان من اجل مصالح سياسية او حزبية او لغرض المنافسة لكسب الجمهور.”
ومع ان البرلمان العراقي يعاني العديد من السلبيات الا ان دوره ووجوده يعتبر حائط صد اساسي لحماية الديمقراطية من الانهيار.