بغداد – الراصد 24 ..
اقامت لجنة الاوقاف والشؤون الدينية في البرلمان العراقي جلسة استماع بمشاركة اكثر من 150 شخصية من رجال الدين ونخبة من الباحثين والاكاديمين من مختلف الطوائف والاديان والتوجهات السياسية والفكرية لنبذ التطرف والارهاب وتعزيز قيم التسامح بين العراقيين.
وقال بيان لمجلس النواب حصلت (الراصد 24) على نسخة منه ان “رئيس مجلس النواب سليم الجبوري اكد في كلمة له ان الجلسة تبحث قضية هامة وحساسة وفاصلة في تحديد بوصلة المزاج الفكري والممارسة الميدانية التي تحكم علاقتنا ببعضنا وفق المفهوم الديني والاجتماعي وضمن اطار الثوابت التي تجمعنا وتعزز انتماءنا للوطن والهوية وتضبط ايقاع التفاهم بين مختلف التوجهات لتطوف حول ثابت احترام الاخر واعذار المخالف والايمان بالتنوع الايجابي ومغادرة الافتراق السلبي الذي توحيه نظرية التطرف والتعسف والتعصب والانغلاق وفق النظرية الفرعونية .”
واضاف رئيس المجلس بحسب البيان ان ” ديننا الحنيف خط منهجا سويا وسطا واضحا مستقيما سهلا ميسرا ووضع له أسسا للتطبيق تتنوع بتنوع قدرات الناس وإمكانياتهم بل ومهاراتهم وكفاءاتهم” مشيرا الى ان قوى التطرّف والتشدد حاولت ان تمنع بأي حال ذلك وان تصور الاسلام على انه دين احادي لا يؤمن بالتعدد الفكري ولا يتقبل التطور العصراني ولا يتفق مع امّم البشر بمشترك التفاهم معهم على ظهر البسيطة.
ودعا الرئيس الجبوري الباحثين المشاركين في الجلسة الى إيجاد فرصة عملية ومبادرة فعلية لتخليص الشعوب من الفكر الوباء الذي يهدد امتنا ويستهدف وسطيتها التي هي سر امتيازها، مطالبا المؤسسات الدينية والتعليمية والمراجع في العراق الى تبني خطة عمل لمواجهة كل أصناف الفكر التكفيري ومن اي جهة كان وتحت اي مسمى وعنوان وردع كل أصناف واشكال التحريض على الكراهية الدينية والطائفية والوقوف بوجه حملات نبش التاريخ واستخراج المختلف عليه لتعبئة المجتمع بالمواقف الموجعة منه ، فضلا عن الخروج بتوصيات يتم صياغتها على وجه تشريعي يصلح لإقراره في البرلمان ليكون لبنة في تعزيز وحدتنا واشاعة روح التسامح والاخوة والوسطية.
واشار البيان ان ” رئيس مجلس النواب اقترح تشكيل مجلس حكماء مجتمعي يتنوع من كل الفعاليات الاجتماعية والدينية والأمنية والمهنية لينشط في خط خارطة طريق للمصالحة الوطنية المستندة على التوافق والتفاهم بين الجميع.”
من جانبه اكد رئيس لجنة الاوقاف والشؤون الدينية النائب عبد العظيم عبد الفتاح العجمان في كلمته خلال الجلسة ان “المجتمع العراقي يعيش تنوعا دينيا ومذهبيا وقوميا دأب على حفظ هذا التنوع والتعايش فيما بينهم ضمن اطار الاحترام المتبادل وحفظ الحقوق لجميع مكوناته.”
واضاف العجمان بحسب البيان انه “بعد التغيير عام 2003 ظهرت جملة من المشكلات والتعقيدات على الساحة السياسية وبمؤشرات خارجية وداخلية أثرت على طبيعة الواقع الاجتماعي والامني في العراق لكن المشكلة ازدادت تعقيدا بعد احتلال عصابات داعش الارهابية لبعض المحافظات والمدن ومحاولة تمزيق النسيج الاجتماعي للشعب العراقي مما استدعى وقوف كافة مكونات الشعب في وجه هذه الهجمة البربرية.”
فيما شدد مستشار رئيس الجمهورية الدكتور محمود العيساوي على ضرورة اعادة روح الثقة بين المواطنين ونشر ثقافة الوسطية بين الشباب والتركيز على القواسم المشتركة بين جميع المكونات ليبقى الوطن اكبر من المذهب والقومية والسعي الحثيث على الحفاظ على التنوع الديني والعرقي في البلاد.
من جانبه حث البطريرك لويس ساكو بطريك الكلدان في العراق والعالم على اهمية ايجاد ميثاق مجتمعي شجاع وواضح ينطلق من ان كل مسؤول في الدولة هو مسؤول عن كل العراقيين ، مشددا على ضرورة تبني خطاب في جميع دور العبادة من الجوامع والكنائس وايضا المدارس بالابتعاد عن روح الانتقام وتعزيز قيم العيش المشترك وتحصين المواطنين من عواقب التطرف والارهاب.
من جانبه حذر الدكتور قولو سنجاري عضو المفوضية العليا لحقوق الانسان من خطر الفكر التكفيري وانعكاسه على الاقليات الدينية في العراق واصفا ما جرى في سنجار من بيع للنساء وتعذيب وقتل الاطفال والرجال بالنقطة السوداء في تاريخ العراق داعيا المرجعيات الدينية الشيعية والسنية الى اصدار فتاوى تحرم الدم العراقي.
اما السيد هاشم العوادي رئيس مؤسسة الغدير فقد لفت الى ان الدولة العراقية اختطفت وتحولت الى ولاءات حزبية وعرقية ومذهبية مما انتج صراع الهويات، داعيا الى استثمار الدبلوماسية العراقية في تحقيق مصلحة العراق كأساس وعدم السماح بالتدخل في الشؤون مشددا على ضرورة توحيد الخطاب الداخلي واحترام التعددية داخل المجتمع العراقي.
وركزت مداخلات عدد من المشاركين على اهمية تحقيق قيم التسامح والاعتدال ومعالجة ظواهر الارهاب والتطرف في المجتمع وتفعيل الاليات التي تحقق الوصول الى تلك الاهداف .
كما انصبت جلسة الاستماع على مناقشة اعداد وثيقة مجتمعية شاملة لكل اطياف الشعب العراقي تمهد لحقن الدماء و توحيد الرؤى حول منهجية الاعتدال ومكافحة التطرف و العمل على ايجاد اطار وأليات للتواصل بين الذين يؤمنون بالتسامح والاعتدال فضلا عن التواصل مع الجهات التنفيذية التي تعمل في نفس المجال لا سيما هيئة المصالحة الوطنية والجهات الاخرى ذات العلاقة.
وقدم المشاركون في الجلسة اوراق عمل وبحوث متنوعة تناولت قضايا تتعلق بالحوار بين الاديان والمذاهب و ودور المكونات في بناء الدولة العراقية الحديثة و نظرة تاريخية عن التعايش الديني والمذهبي في العراق والاتفاقيات والمعاهدات والقرارات الدولية بشأن حظر التجاوز والاساءة الى المقدسات والرموز الدينية .
وتضمنت محاور الجلسة اوراق عمل بشان اهمية التعاون بين المنظمات الدولية في مواجهة التطرف الديني وسمات الخطاب المعتدل لمواجه تحديات المرحلة و التطرف والغلو الجذور والعلاج و بحث حملة الاساءة الى شخصية الرسول الاعظم محمد(ص) ودور الاعلام في اظهار صورة الاسلام الحقيقي فضلا عن المناهج الدراسية والمسار التشريعي.