د.فواز الفواز …
يدور الحديث بقوة عن تأسيس وتشكيل جيش خاص لإقليم السنة وتحديداً من اولاد وشباب أهل السنة في مناطق العراق وسط ترويج إعلامي متقن من قبل بعض تجار الحروب المجرمين مثل (الخنجر وأثيل النجيفي ورافع العيساوي ومضر شوكت وغيرهم)، في حين لم نجد في حديث أي سياسي أميركي ولحد يوم 16 شباط سواء كان ديمقراطي أو جمهوري هكذا كلام .
هناك نقطة مهمة لم يتطرق لها هؤلاء اللصوص، ولن يتم توضيحها من قبل الكُتاب والمحللين ولهذا وجدت نفسي ملزماً بتوضيحها ليعرف الناس وبالذات أهل السنة من الضباط المهنيين والشباب المثقف كيف يتم بيعهم وشرائهم من قبل شلة مارقة نصبت نفسها قادة لأهل السنة، وهم من ساهم بشكل أو بآخر في تشريد وقتل الكثير من أهل السنة، وللأسف أفضلهم كان هارباً من الخدمة العسكرية إن لم يكن يعمل خادم (مراسل) لضباط الجيش السابق، ولا داعِ لذكر الأسماء، فالتاريخ القريب كان واضحا في تعرية هذه الشلة الناقصة .
في الولايات المتحدة هناك حزبان وهما في صراع علني وسري في تحديد الأيدلوجيات ورسم خطوطها، فالديمقراطيون معروف عنهم نوعا ما يميلون للهدوء، في حين أن الجمهوريين ميالين للحروب والقتال، وهذا ما نجده واضحا في حسابات الخارجية الأميركية وفي حسابات وزارة الدفاع ناهيك عن الدوائر والغرف السرية التي تدعم هذا الحزب وذاك .
هناك خلاف واختلاف مابين صقور الولايات المتحدة وحمائمها، الحمائم للتشبيه هم الديمقراطيون ،والصقور هم الجمهوريون، وهناك خلاف ايضاً مابين الصقور انفسهم والحمائم ايضا حول العراق ، فالصقور يريدون فدرالية لكل محافظة (الفدرلة المفردة) وبالامكان بعدها تتفق أكثر من محافظة لتكوين فدرالية اقليمية أو نصف اقليمية إن صح التعبير، وهناك وأقصد الديمقراطيون يريدون إنشاء ثلاثة اقاليم ، والعاصمة لها قانون خاص وبعيدة عن الأقاليم ، وهناك منهم يرى بضرورة حساب العاصمة من ضمن الإقليم السني ( تحديدا ) لضمان بقاء بغداد كما هي بغداد ،ورأي بقاء بغداد سنية هو رأي الطرفين سواء كانوا حمائم أو صقور .
لحد هذه اللحظة لم تقرر الحمائم من اتخاذ الموقف النهائي بشأن الجيش السني لأنها لا تستطيع أن تقنع الصقور، والصقور يتوقعون بأن كرسي الولايات المتحدة قاب قوسين أو أدنى لهم بعد كذا شهر ولثمان سنوات كما صرح أحدهم لي ، وهذا يعني لا يوجد اجماع ( أكرر ) اجماع أميركي على تأسيس جيش سني لحد ساعة كتابة هذه السطور، لكن الظاهر أن تجار الحروب يعتقد أحدهم أنه الأكثر مهارة من التاجر الآخر فذهبوا بنفس الوقت إلى اعلانات وترويج وتزويق وذهاب خاوي للولايات المتحدة واعلان ساعة الذهاب لأميركا لإيهام الناس بأنه ( الزعيم السني القادم )
السيد البارزاني لمن لا يعرف فهو مدعوم من الجمهوريين ليكون قائداً لمجموعة فدراليات ( محافظات ) سنية وكردية وقد مضى على هذه الفكرة والتوجه ستة شهور، وقد خصصت المخابرات الكوردية في أربيل ضابط كبير اتحفظ على اسمه الحقيقي وأسمه الحركي هو ( كاكا صلاح أو الدكتور صلاح ابراهيم ) لهذا العمل، وهو ماض في لقاء الكثير من ساسة أهل السنة لبيان الرأي ، وبهذه الحالة ستكون البيشمركه هي من تتولى تدريب وترتيب (هيكلية الجيش السني)، وللتوضح هنا نقول أن أميركا لا تريد دولة كردية كبيرة ( شاملة ) تضم كورد سوريا وتركيا وإيران والعراق، السبب لأنها لا تريد الاضرار بحليفها القديم ( تركيا ) الحليف والدولة المؤسسة لحلف الناتو،وعليه اتخذت هذا الخيار الذي وافق عليه البارزاني ( مجبراً ) بعيدا عن كورد تركيا وسوريا وتركيا تعلم بهذا المشروع وقد شجعت الخطوة مما زاد من طيب العلاقة البارزانية الاردوغانية، فأميركا لا تريد تقوية الكورد على حساب تركيا، ولا تريد لتركيا أن يكون لها قوة كاملة شاملة على الكورد، فأميركا تحسب كثيراً ودائما ما تضع بيض قليل في يد الضعيف، لتضمن توازناً على قدر عدد البيض وهي من تتحكم بحركة البيض .
هناك من يقول: وكيف كلا وهناك في أميركا تم افتتاح مكتب مششترك لجماعة النجيفي ومعهم الخنجر وغيرهم ؟ هنا سيكون جوابنا لكل قارىء : هل تحب أن نفتتح مكاتب أنا وأنت أيها القارىء في أميركا خلال أسبوع واحد ونروج لهم مانريد ، نحتاج فقط لخمسين ألف دولار وسنفتح مكاتب وليس مكتب في أميركا ، وأنا أتعهد بفتح مكتب في نيويورك وواشنطن وتكساس وفلوريدا وكاليفورنيا والباما ، وليس هذا فحسب بل قادر على لقاء كذا سيناتور وسط كاميرات الإعلام، فاليوم مع سيناتور جمهوري، وغداً مع ديمقراطي، واستطيع أن اجعل أحدهم يردد لي ما أريد خصوصاً واميركا الآن في أوج الدعايات الانتخابية .
ملخص سطوري هو أن لا وجود لدعم أميركي سواء جمهوري أو ديمقراطي لفكرة الجيش السني لحد هذه اللحظة، ولا وجود قناعة عند كل ساسة أميركا بوجوه ظهرت على الساحة سواء كانوا ساسة (مابعد الغيرة) أو (تجار حرب) يعتاشون على ويلات الناس ومصائبهم كما هو الخنجر وغيره،وعليه لا وجود لحقيقة تأسيس جيش سني بتوجيه أميركي لحد الآن ، هذا لا يعني أن فكرة تأسيس جيش غير موجودة بحساب الأميركان ، لكننا نقول ( وهنا المهم ) بأن لا وجود لحد ساعة كتابة هذه السطور توجه أميركي لهذه الفكرة، بل هناك ترويج إعلامي من شلة فاسقة كما اسلفنا فقط لضمان قبولاً ووجوداً جديداً لهم بين اوساط الناس بعد أن قلت قيمة هؤلاء أثر دخول داعش للأنبار والموصل واكتشاف الناس دجل تجار الحروب ولهذا نرى من يروج لهذه الفكرة وسط صراخ إعلامي هم المحسوبون على الموصل مثل النجيفي أثيل بعد أن فقد بريقه، وجماعة الأنبار بعد أن شعروا أن قيمتهم اصبحت كحذاء طفل ممزق قرب جسر بزيبز وانكشفت سرقات الخنجر في قضية مدارس الأقليم والسنة القادمة لا وجود لمدرسة واحدة في الأقليم
ـــــــــــــــــــــــــ
خارج النص : أيها الضباط الأشاوس والشباب الواعي احذروا تجار الحروب وتعاملوا مع البشر كتاريخ، فمن كان تاريخه مخزِ لا يمكن أن يكون بحاضر ومستقبل مشرف، ولو قرأنا تاريخ ساسة وتجار حروب هذا الزمن الأغبر لعرفنا خط سير هؤلاء المجرمون ، فارجو الحذر، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، واعلموا أن الحكومة ستقوم بقطع راتب كل ضابط وضابط صف سيكون من ضمن الأسماء التي طلبها الخنجر والنجيفي، وماعليكم إلا الانتظار فإن اصبحنا اقليم سوف نجد دعوات من المجوقلة بضرورة الالتحاق وحتى لمن برتب عالية سيكون بتقاعد من الأقليم لذا وجب الحذر فلا تتورطوا وامسكوا العصا من الوسط .

مقاتلو العشائر