بغداد – الراصد 24
عقد رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح الأحد في قصر السلام ببغداد، اجتماعاً موسّعا بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، بحضور وزير البيئةالسيد جاسم الفلاحي وممثلين عن الأمم المتحدة واليونسكو ومنظمات المجتمع المدني العراقية المُتخصصة في موضوع حماية البيئة.
وشدد رئيس الجمهورية على ضرورة أن يصبح التصدي لتغير المناخ أولوية وطنية في العراق، لكونه يمثل خطر وجودي لمستقبل البلد باعتبارهواحدا من أكثر البلدان عُرضة لمخاطر تأثير تغير المناخ، مشيراً إلى ضرورة إنعاش وادي الرافدين عبر الخطط الاستراتيجية الوطنيةالموضوعة في هذا الصدد إلى جانب الشراكة الضرورية لمنظمات المجتمع المدني والشباب في هذا الجانب.
وأضاف صالح أن، عدد سكان العراق اليوم أكثر من 41 مليونا، وسيكون 52 مليونا بعد عشر سنوات، و80 مليونا في العام 2050 ستترافق مع زيادة الطلب على المياه، فيما يؤثر التصحر على 39% من أراضينا وشحة المياه تؤثر الآن سلبا على كل أنحاء بلدنا وسيؤديإلى فقدان خصوبة الأراضي الزراعية بسبب التملح، مشيرا إلى ضرورة عدم الاعتماد على الاقتصاد الريعي، بل الانطلاق نحو تحقيقالتحول الاقتصادي.
وأشار الرئيس صالح إلى أنه من المتوقع أن يصل عجزنا المائي إلى 10.8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035 حسب دراسات وزارة المواردالمائية بسبب تراجع مناسيب دجلة والفرات والتبخر في مياه السدود وعدم تحديث طرق الري.
ولفت الرئيس برهم صالح إلى أن مشروع إنعاش بلاد الرافدين المُقدم من رئاسة الجمهورية وتبناه مجلس الوزراء، هو مشروع للعراق وكلمنطقتنا التي تتقاسم التهديد الخطير للتغير المناخي، ويعتمد على برامج استراتيجية تشمل التشجير وتحديث إدارة مياه دجلة والفراتوتوليد الطاقة النظيفة ودمج الخطط البيئية لبلدان المنطقة مع بعضها عبر التضامن المشترك.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن العراق بموقعة الجغرافي في قلب المنطقة، وتنوعه البيئي حيث النخيل والأهوار وجبال كردستان، يُمكّنه أنيكون منطلقاً لجمع دول الشرق الأوسط بيئيا.
وشدد الرئيس على ضرورة دعم الشباب بقوة في العمل المناخي، مشيرا إلى أن الشباب العراقي مُساهم أساسي في موضوع حماية البيئة،ولهم مبادرات ممتازة في هذا الصدد، إلى جانب الدور الكبير لمنظمات المجتمع الدولي المُتخصصة في قضية البيئة.
وأضاف صالح أن أزمة المناخ لا تُميز أو تستثني بلداً دون آخر، والتكيّف معها وتحجيم أضرارها لن ينجح عبر خطوات فردية، ولن يسلم بلدٌيعتقد أن إجراءاته كفيلة لحمايته من مخاطر التغير المناخي من دون إجراءات مماثلة لجيرانه ومنطقته والعالم ككل، منوها إلى أن العواصفالرملية وشحة المياه وارتفاع درجات الحرارة والتصحر مخاطر عابرة للحدود لن تُعالج إلا بتنسيق وتخطيط دولي مشترك عال المستوى يدمجالخطط الوطنية والإقليمية والدولية مع بعضها البعض.