وكالات – الراصد 24
أعرب رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام الجمعة عن أسفه لقرار السعودية إيقاف المساعدات المخصصة لتسليح الجيش وقوى الأمن اللبناني، معبرا عن أمله في إعادة النظر فيه.
وقال سلام في بيان “إننا تلقينا بكثير من الأسف قرار السعودية المفاجئ القاضي بإيقاف المساعدات المخصصة لتسليح وتجهيز الجيش وقوى الأمن الداخلي”.
وذكر أنهم في لبنان ينظرون إلى هذه الخطوة باعتبارها “أولا وأخيرا شأنا سياديا تقرره السعودية وفق ما تراه مناسبا”.
وأعرب سلام عن أمله في أن تعيد السعودية “النظر بالقرار الخاص بوقف المساعدات عن جيشنا وقواتنا الأمنية”.
وأعلنت المملكة العربية السعودية اليوم الجمعة توقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، والتي تقدر بحوالي اربعة مليارات دولار، نظرا للمواقف التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية خاصة من حزب الله اللبناني وموقف الحكومة اللبنانية من عدم إدانتها للاعتداء على سفارة الرياض بطهران والقنصلية بمشهد.
وقال مصدر سعودي مسؤول في تصريح له اليوم الجمعة نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن المملكة دأبت وعبر تاريخها على تقديم الدعم والمساندة للدول العربية والإسلامية, وكان للبنان نصيب وافر من هذا الدعم والمساندة .
وقال المصدر الرسمي ان آخر تلك المساعدات ما أعلنته من دعم للجيش اللبناني وقوات الأمن الداخلي حرصاً منها على ما يحقق أمن لبنان واستقراره ويحافظ على سيادته, ورغم هذه المواقف المشرفة, فإن المملكة تقابل بمواقف لبنانية مناهضة لها على المنابر العربية والإقليمية والدولية في ظل مصادرة ما يسمى حزب الله اللبناني لإرادة الدولة.
واعلن المصدر ان من اسباب توقف المساعدات ايضا ما ” حصل في جامعة الدول العربية وفي منظمة التعاون الاسلامي من عدم إدانة الاعتداءات السافرة على سفارة المملكة في طهران والقنصلية العامة في مشهد التي تتنافى مع القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية والتي حظيت بتنديد من كافة دول العالم, ومن مجلس الأمن الدولي والمنظمات الدولية الأخرى, فضلا عن المواقف السياسية والإعلامية التي يقودها ما يسمى (حزب الله في لبنان) ضد المملكة, وما يمارسه من إرهاب بحق الأمة العربية والإسلامية”.
وأفاد المصدر أن المملكة ترى أن هذه المواقف مؤسفة وغير مبررة ولا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين, ولا تراعي مصالحهما, وتتجاهل كل المواقف التاريخية للمملكة الداعمة للبنان خلال الأزمات التي واجهته اقتصادياً وسياسياً.
وأضاف المصدر بأنه في ظل هذه الحقائق فإن المملكة قامت بمراجعة شاملة لعلاقاتها مع لبنان بما يتناسب مع هذه المواقف ويحمي مصالح المملكة.
وقال البيان ان المملكة قررت ” إيقاف المساعدات المقررة من المملكة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا وقدرها ثلاثة مليارات دولار أمريكي”.
وقررت المملكة “إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أمريكي المخصصة لقوى الأمن الداخلي اللبناني”.
ومن جهتها أعلنت الامارات العربية المتحدة والبحرين الجمعة “تأييدهما الكامل” لقرار السعودية اجراء مراجعة شاملة للعلاقات مع لبنان وبوقف مساعداتها لتسليح الجيش وقوى الامن الداخلي اللبنانية بسبب المواقف الرسمية الاخيرة للبنان في المحافل العربية والاقليمية، واخرها عدم ادانة الهجوم على سفارة وقنصلية المملكة في ايران.
وذكرت وزارة خارجية الامارات في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية ان قرار السعودية “يأتي في اعقاب تكرار المواقف السلبية اللبنانية تجاه الاجماع العربي بصورة واضحة ومسيئة ومثيرة للاستياء والاستغراب رغم التواصل مع الجهات اللبنانية المعنية.”
وقالت الوزارة في بيانها “ان القرار اللبناني الرسمي بات مختطفا ضد مصلحة لبنان ومحيطه العربي كما يبدو واضحا من هيمنة ما يسمى بـ +حزب الله+ ومصادرته للقرار الرسمي اللبناني ما اسفر عن موقف لبناني متباين ضد المصالح العربية الجامعة”.
وافاد البيان انه “على الرغم من الدعم التاريخي والتقليدي للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي للبنان واحتضانها للبنانيين ليكونوا جزءا اصيلا في مسيرة التنمية والازدهار على مدى السنوات الماضية ووقوفها الى جانب لبنان في الظروف الصعبة التي مر بها فاننا وللاسف نرى هذه التوجهات السلبية التي لا تعبر عن توجه غالبية اللبنانيين،” بحسب الوكالة.
وخلص البيان الى القول انه “في ضوء ذلك فان دولة الامارات تدعم وبشكل كامل قرار المملكة العربية السعودية الشقيقة بايقاف المساعدات المقررة للجيش اللبناني وقوى الامن اللبنانية داعية لبنان واللبنانيين في الوقت ذاته الى اعادة لبنان الى محيطه العربي بعيدا عن التأثيرات الايرانية التي يتبناها ما يسمى بـ “حزب الله”.