بغداد – الراصد 24 ..
مع احتدام الدعاية الانتخابية للمرشحين لخوض انتخابات البرلمان العراقي المقرر اقامتها في 12 ايار ( مايو) انتقل التنافس من الشارع ومافيه من حرب تمزيق مصلقات وصور المرشحين الى مواقع”السوشل ميديا” بكل انواعها التي شهدت غزوات “جيوش الكترونية” اخذت على عاتقها شن حملات وفبركة مقاطع “اباحية” استهدفت بعض المرشحات.
وسمح المزاج الشعبي الرافض لوضع العملية السياسية في ظل الازمات الراهنة التي يمر بها العراق بتصديق كل ما يتم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي من قصص او احداث او مقاطع مصورة حتى لو كانت مفبركة تمس المرشحين او قادة اللوائح الانتخابية التي يتم نشرها بصورة منسقة ومقصودة من قبل “جيوش الكترونية” مشكلة من مال انتخابي “فاسد” يتم استخدامه ضد المرشحين خلال فترة الانتخابات.
ولايخفي مهتمون بالشأن السياسي او مرشحون على لوائح انتخابية خشيتهم من تورط مخابرات بعض الدول الاقليمية وتحريك اذرعها وجيوشها الالكترونية داخل وخارج العراق لغرض تقوية سطوة ادواتها داخل البلد وافشال واسقاط الجهات التي تعتقد انها ستفشل مشاريعها من خلال الاستعانة بمجموعات مدربة تعمل وفق اجندة خاصة هدفها اختراق مواقع الخصوم والترويج لوجهة نظر معينة واسكات وتشويه سمعة المناوئين الى جانب ترويج الإشاعات والاكاذيب وخلق البلبلة لحض الناخبين والراي العام عموما على مقاطعة الانتخابات وزعزعة الثقة بالمرشحين مهما كان مستواهم او توجههم.
وقال رحيم شلال غازي المختص بالحملات الدعائية الانتخابية ان “التسقيط عبر المواقع الالكترونية يتم من خلال الاستعانة بافراد محترفين بالتصوير والتدوين والإخراج والانتقاء” منوها الى ان “الجانب الالكتروني خاصة الفيسبوك وتوتير وانستغرام وواتساب وفابير يعتبر الاخطر على مرشحي انتخابات العراق عام ٢٠١٨ فزعماء الكتل والمسؤولين فيها يتحملون مسؤولية اختيار أشخاص واستهدافهم لضرب قائمة وائتلاف باكملها”.
واضاف غازي في تصريح لـ ( الراصد 24) بان” الحذر والهدوء مهم للمرشحين بالانتخابات العراقية كون الإنترنيت بات متاحا في كل مكان وقد يدار التسقيط من دولة اخرى مع وجود تاثيرات إقليمية وتدخلات لكتل وأشخاص على حساب اخرين”، داعيا المرشحين الى” الابتعاد على مواقع السوشل ميديا قدر المستطاع والتوجه بالدعاية والترويج الانتخابي الى الجمهور مباشرة لاقناعهم بالتصويت والمشاركة.”
ولجأت اغلب اللوائح الانتخابية بحسب ما ابلغت به مصادر مطلعة ( الراصد 24) الى ” تشكيل كتائب الكترونية تتكون كل مجموعة من نحو 20 شخصا يديرون حسابات باسماء وهمية لتسقيط منافسيهم من اللوائح الاخرى او نشر اخبار مفبركة لتسقيط المرشحين سياسيا او تشويه سمعتهم “، موضحة بان ” بعض اللوائح الانتخابية خصصت ميزانية مالية تصل الى مئات الاف الدولارات وربما اكثر كما انها تمنح رواتب شهرية لاعضاء الجيوش الالكترونية تبلغ 500 دولار على اقل تقدير للعنصر الواحد كما ان بعض اعضاء الجيوش الالكترونية يقيمون في دول اخرى ويديرون صفحات لتشويه سمعة المرشحين “.
ومع ان بعض الساسة والمرشحين غاضبون من عدم قدرة البرلمان العراقي على تشريع قانون جرائم المعلوماتية من اجل الحد من استغلال مواقع التواصل الاجتماعي للتشهير والتسقيط السياسي الا انهم يعولون على دور الجهات الحكومية المعنية مثل وزارة الاتصالات وهيئة الاعلام والاتصالات ومفوضية الانتخابات باستخدام كل الوسائل الممكنة لمتابعة الصفحات الوهمية التي يقودها محسوبين على كتل واحزاب سياسية لتسقيط الخصوم والطعن بالاعراض واتخاذ اقصى العقوبات الممكنة بحقهم.
واتسعت ظاهرة التشهير ضد المرشحين في انتخابات عام 2018 في وسائل التواصل الاجتماعي بشكل لافت ومختلف عن ما كان عليه الحال في الاستحقاقات الانتخابية للدورات البرلمانية السابقة مما يدلل على احتدام التنافس وشراسته بين الكتل واللوائح الانتخابية .
وتداولت صفحات التواصل الالكتروني خلال الايام الماضية مع بدء التنافس على خوض الانتخابات التشريعية مقاطع مصورة فاضحة واباحية استهدفت عدد من المرشحات منهن الاستاذة الجامعية انتظار احمد الشمري التي اعلن ” ائتلاف النصر” الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والتي تنتمي اليه استبعادها من خوض الانتخابات النيابية لكن المرشحة الشمري خرجت عن صمتها لتوجه اصابع الاتهام لسياسيين بـ”فبركة” مقطع فيديو لها قائلة في تصريح مصور تابعته جريدة ( الراصد) على صفحتها في “الفيسبوك” “اسفي على الشعب العظيم الذي يصدق فبركات السياسيين العفنة ويتهم أعراض الاخرين وينشر مقاطع مفبركة ” مشددة “ارجوكم ارجوكم لا تنصتوا الى الاشاعات وسأنشر الفيديو امام الجميع وقارنوه مع ندواتي ومقابلاتي الشخصية ارجوكم ارجوكم لا تطعنوا بأعراض النساء العراقيات فهن شرفكم وعرضكم”.
ولم يقتصر الامر على المرشحة الشمري وانما استهل بالمرشحة الحقوقية حلا قاسم الياسري عن تحالف “تمدن” ( بزعامة النائب فائق الشيخ علي) في محافظة بغداد عندما تداولت بعض الصفحات المدعومة من قبل احزاب نافذة فيديو ” اباحي” مشكوك به وهو ما اثار صخبا في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقالت الياسري في منشور لها على موقعها في ” الفيسبوك ” ان” بعض الصفحات الوهمية المدعومة من قبل بعض الاحزاب تداولت فيديو فوتوشوب ومفبرك من اجل تسقيط سمعتي” مؤكدة “انا لا اسقط أبداً”.
واشارت المرشحة حلا الياسري “نرى بين الحين والاخر جيوش الاكترونية مقعدة لاتعرف سوى الكتابة علينا بكل سوء وليس لنا الا أفكارنا للقضاء على الفقر وتشغيل الأيادي العاملة ولنجعل التعليم بأرقى الوسائل المتطورة” موضحة “نجدكم أيها الجهلة تتملقون وتتحدثون عنا من خلال الصفات المأجورة التي تدعمها جهات سنقاضيها اجلا ام عاجلا”.

المرشحة حلا قاسم