د.فواز الفواز ….
ظاهر الأمور تشير لنا هناك صراع ايدلوجي ما بين توجهات السيد الصرخي العروبي وبين توجهات وطموحات السيد خامئني المرشد الأعلى لإيران ، السيد الصرخي العروبي يرى عكس ما يراه مرشد إيران ، هنالك تقاطعات كثيرة في التوجهات حتى في مسألة دعم بشار الأسد، هناك خلاف واضح ما بين السيد الصرخي والسيد السيستاني ايضاً، السيد الصرخي على خلاف مع أغلب مراجع المذهب الجعفري علنا، فهو على خلاف مع أتباع السيد السيستاني، ومع أتباع السيد الحكيم ومع أتباع السيد الصدر، رغم عدم وجود تصريحات مباشرة من السيد الصرخي بذلك، بالذات في ما يخص السيد الصدر والحكيم ومراجعهما.
السيد مرشد إيران يعتقد كما سمعناه بأن التظاهرات الحالية والاعتصامات أمام ابواب الخضراء هي من فعل السيد الصرخي واتباعه، في حين أن كل العالم يعلم أن التظاهرات والاعتصامات خرجت بأمر من السيد مقتدى الصدر، سؤالنا ما هو السر والغاية من زج أسم السيد الصرخي في هذا المسألة مع علم المرشد الأعلى ومعه المخططون أن السيد الصرخي مع جماعته بعيد عن هذه التظاهرات، فجماعة السيد الصرخي لا تتحرك قيد أنمله بدون توجيه من السيد الصرخي ، والسيد الصرخي لم يوجه اتباعه بالخروج في هذه التظاهرات والمشاركة بالاعتصامات، فما هو السر والغاية وراء تصريحات السيد خامنئي .
لنفترض بعض الفرضيات سواء كانت فرضيات سلبية أو ايجابية عسى قادم الأيام يبين لنا أي من هذه الفرضيات تكون صادقة فعلاً .
الفرضية الأولى هي هل يخشى السيد خامنئي نقداً مباشراً للسيد مقتدى الصدر ؟ الفرضية الثانية هل يحاول تذكير الحكومة الرشيدة بالعودة لمربع الانتقام من أتباع السيد الصرخي؟ الثالثة ربما يعتقد أن السبب الرئيس في خروج هذه التظاهرات المزعجة لإيران ( ظاهرياً ) هم أتباع السيد الصرخي؟ الفرضية الرابعة هل وصل خبر من جنوب العراق بأن الذين يمزقون صور خامنئي وخميني هم اتباع السيد الصرخي محاولاً الانتقام منهم بهذه الخطبة التي وجهها في يوم عيد رأس السنة الفارسية ؟ الفرضية الخامسة هل يهيأ السيد خامنئي لقيادة الصرخي بعد السستاني بطريقة السيطرة الجديدة على العراقيين بوجه عروبي لضمان استمرار السطوة الإيرانية السرية على مرجعية النجف بعد أن شعر الإيرانيون كره العرب الشيعة لإيران واتباعها ؟ هل يحاول السيد خامئني توجيه بوصلة الحكومة ضد أتباع السيد الصرخي خوفاً من تنامي قوتهم وازدياد أتباعه ومريدوه ؟ الفرضية الأخيرة هل يخشى تحول المرجعية في العراق إلى مرجيعة عربية فسارع في توجيه التهم للصرخي؟
كلها فرضيات لا بد أن نجد من بينها ما يرنو إلية السيد مرشد الثورة، وماعلينا إلا الانتظار لنعرف الفرضية الصحيحة من تصريحات المرشد الأعلى واتهامه لأتباع السيد الصرخي بهذه التهمة التي لا تتوافق مع المنطق، فالسيد مقتدى الصدر هو وراء كل التظاهرات الأخيرة والاعتصامات وهذا أمر مسلم به للكل وقبله كانت تظاهرات مدينة خالص، فكيف بالمرشد يذهب للسيد الصرخي ؟
ــــــــــــــــــــــــــ
خارج النص : دهاء إيران كان فيما مضى يُعد ذكاءً، أما الآن فأرى أنه اصبح غباءً لا ينطلي على العراقيين .