بغداد – الراصد 24
يجاور العراق ثلاث اقطار قوية تتزايد قوتها مع الايام، ولها مصالح استراتيجية معه ومشاكل كثيرة كذلك.
ولم تتفق الطبقة الحاكمة والقوى السياسية العراقية إلى الآن على كيفية التعامل مع هذه الدول بشكل يؤدي الى ما فيه مصلحة للجميع، ويزيد الوضع تعقيداً ان الدول العظمى لا تريد ترك العراق وشأنه، وتريد منه مراعاة مصالحها الاستراتيجية!
العراق الضعيف غير قادر على ان يحقق مصالحه معها بشكل متكافئ ولسبب بسيط يكمن في عدم وجود رؤية واضحة متفق عليها، واستراتيجية عراقية بعيدة المدى، وفي احيان كثيرة فان صانع القرار العراقي يفتقد الرؤية الاستراتيجية والعوامل المهمة لدى صناع القرار في تلك الدول.
ان استقرار العراق يأتي من تمكنه من بناء استراتيجية شراكة وتعاون بينه وبين الدول ذات التأثير عليه بما يؤدي الى حرص تلك الدول على استقرار وضعه الداخلي واستعدادها للتعاون معه وتقبلها ان يتعاون ايضاً مع غيرها.
ولنا ان نضرب امثلة بدولة عمان التي نجحت في توازن علاقاتها مع اطراف متشاكسة، وكذلك النمسا وروسيا في خضم الصراعات الاوربية المتصاعدة، وسنغافورة التي تزداد حدة المواجهات حولها، ودول اخر قد تكون تحدياتها اقل من ذلك.
والمهم ان العراق يشهد ازمات داخلية تهدد وجوده ومن غير تلك الشراكات الاستراتيجية لن يستطيع النهوض، وستنهال عليه معاول الاخرين القريبين والبعيدين دون توقف.