بغداد – الراصد 24 ..
اظهرت دراسة بريطانية حديثة أن الشعور بالبرد يمكن أن ينتقل بالعدوى تماماً كالأمراض المعدية، فبمجرد النظر إلى شخص وهو يرتجف من شدة البرد، تنخفض حرارة جسمك بشكل تدريجي لينتقل هذا الشعور إليك.
وأجرى باحثون من جامعة ساسيكس تجارب عملية على مجموعة من المتطوعين، طُلب إليهم متابعة مقاطع فيديو لممثلين يضعون أيديهم في ماء ساخن، ثم ينقلوها إلى ماء مثلّج بحيث لا يظهر من الممثل سوى كفي يديه.
وبينت النتائج أن درجة حرارة أيدي المتطوعين لم يطرأ عليها أي تغيير، عند متابعة الممثلين الذين غمسوا أيديهم في المياه الساخنة، في حين شهدت حرارة أيديهم انخفاضاً ملموساً، عندما شاهدوا الشخص الذي غمس يديه في وعاء مكعبات الجليد.
وأوضحت مختصة الأعصاب نيل هاريسون من جامعة ساسيكس سبب هذا الشعور، بأن محاكاتنا لردود الأفعال الجسدية للآخرين تساعدنا على فهم ما يشعرون به، حيث أن الخلايا العصبية المتطابقة الموجودة في مناطق معينة من الدماغ هي المسؤولة عن هذه الظاهرة.
وكشفت دراسة اميركية سابقة عن وجود علاقة بالفعل بين الطقس البارد والاصابة بنزلات البرد والتي ظلت تعتبر على نطاق واسع أسطورة طبية.
وقالت الدراسة التي نشرها علماء في جامعة ييل الاثنين إنه حتى البرودة الخفيفة تزيد سرعة تكاثر الفيروسات الانفية، التي تسبب أدوار البرد، في فئران المعمل. وتسبب البرودة أيضا تغيرات في النظام المناعي تجعل الفيروسات تتكاثر دون رادع تقريبا.
ويشتبه العلماء منذ أكثر من نصف قرن في أن الفيروسات الأنفية تزدهر في البرودة الخفيفة. ووجدت دراسة عام 1960 أنها تتكاثر بسرعة أكبر عند 33 درجة مئوية بالمقارنة مع درجة حرارة الجسم (37 درجة مئوية).
وأكدت الدراسة التي نشرت في بروسيدنجز أوف ذا ناشونال اكاديمي اوف ساينس ذلك الكشف وأظهرت أن فيروسات البرد تتكاثر بكفاءة أكبر وتنتج مستويات أعلى من الجسيمات المعدية عند درجات الحرارة الأقل.
لكنها توسع أيضا نتائج 1960 مشيرة إلى ثلاثة آثار بيولوجية للطقس البارد يمكن أن تزيد احتمال الإصابة بالبرد.
وذكرت اخصائية علم المناعة اكيكو ايواساكي وزملاؤها في جامعة ييل أنه في الخلايا المبطنة للممرات الأنفية لدى الفئران كانت الجينات التي تنتج بروتين انترفيرون الذي يحارب الفيروسات أقل نشاطا عند درجة حرارة 33 بالمقارنة مع 37 درجة مئوية.
وعلاوة على ذلك تقل مع انخفاض الحرارة حساسية الجزيئات التي تكتشف الفيروسات داخل الخلايا ثم تأمر الخلية بانتاج انترفيرون. ولم يقلص انخفاض الحساسية انتاج انترفيرون فقط بل ايضا انتاج بروتينات تهاجم جينات الفيروس وتعطل انطلاقه وتقتل الخلايا المصابة بالفيروسات.