بغداد – الراصد 24 …
اشعل قرار اصدره وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين شهرستاني بتعيين المعاون الاداري لرئيس جامعة كركوك عباس حسن تقي وهو تركماني شيعي يحظى بدعم المرجعية النجفية رئيسا للجامعة بدلا من رئيسها الكردي السابق بهرام خورشيد الذي تقاعد قبل خمسة شهور، فتيل ازمة يتوقع تصاعدها في الفترة المقبلة بين الاحزاب الكردية التي تصر على ان المنصب من حصتها، والاحزاب والجماعات الشيعية التي تؤكد أحقيتها في توليه.
وقالت مصادر سياسية في كركوك،ان محافظ كركوك وهو قيادي بارز في حزب الاتحاد الوطني نجم الدين كريم، طلب من رئيس الجامعة الجديد تقديم استقالته، والا فانه يتحمل مسؤولية تمسكه بالمنصب وما يترتب عليها من نتائج وخيمة.
ويعتقد حزب الاتحاد الوطني الذي ما زال يقوده رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني الذي يعاني من شلل اصابه قبل عامين اقعده في السليمانية، ان منصب رئيس جامعة كركوك من حصته ولا يسمح بتعيين آخر من خارج الحزب فيه، وتنقل شبكة (ردواو) عن مسؤول حزب الاتحاد الكردي في المدينة رزكار حاجي تأكيدات بانه حزبه لن يتخلي عن هذا المنصب ويقول بلغة تهديدية : لا يحق لغير الاكراد تولي رئاسة جامعة كركوك ويتساءل: كيف يمكننا استخدام وتطبيق المناهج في تقوية الدراسة ورفع المستوى العلمي في الجامعة تحت رئاسة تركماني شيعي (في اشارة واضحة الى المنهج السائد في الجامعة بان كركوك كردية). وكان رئيس الجامعة السابق بهرام خورشيد المحسوب على الحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني قد تقاعد في نهاية العام الماضي لاسباب صحية بعد ان شغل منصبه لاكثر من عشر سنوات.
ويقول النائب عن الحزب شاخوان عبدالله ان قرار شهرستاني بتعيين عباس حسن تقي رئيسا لجامعة كركوك غير قانوني، لان المنصب من حصة الاكراد حصرا، ويصف رئيس الجامعة الجديد الذي شغل وظيفة المعاون الاداري للرئيس السابق بهرام خورشيد لسنوات طويلة بانه لا يصلح وعليه دعاوى تلاعب بدرجات الطلبة اضافة الى وجود ملفات فساد عليه، في حين يرفض تقي هذه الادعاءات ـ كما يصفها ـ ويقول ان رئاسات الجامعات العراقية لا تدخل في نظام المحصصات الطائفية والعرقية ويؤكد ان الجهة الوحيدة المسؤولة عن ذلك هي وزارة التعليم العالي.
ويقول الاستاذ السابق في الجامعة البروفيسور حبيب السلطان ان جامعة كركوك تعرضت عقب الاحتلال الى تراجع مروع في مستواها العلمي بسبب هيمنة الاكراد عليها والعبث في مناهجها واستقدام تدريسيين غير مؤهلين للعمل فيها رغم ان الجامعة كانت تضم مجموعة من الاساتذة والعلماء تم اقصاؤهم وتشريدهم لكونهم من العرب.
ويتساءل البروفسور السلطان انه كاستاذ جامعي امضى قرابة ربع قرن في التدريس بالجامعات العراقية يشعر بالاسى للدرك الذي انحدرت اليه هذه الجامعات ومن ضمنها جامعة كركوك، ويقول انها تحولت مع الاسف الى ساحة للصراعات السياسية.
ويقول مصادر في كركوك ان رئيس جامعة كركوك الجديد عباس تقي اضطر الى مواجهة تهديدات محافظ كركوك والنواب والسياسيين الاكراد بالاعلان بانه مسنود من المرجعية الشيعية في النجف التي ارسلت بالفعل وفودا اليه من رجال الدين لدعم موقفه ومباركة تعيينه بمنصبه الجديد، في حين يواصل نائب رئيس الوزراء روز نوري شاويس ووكيل وزارة التعليم العالي سلام خوشناو وهما كرديان ينحدران من اربيل والسليمانية جهودهما في العاصمة بغداد لايجاد معالجة (توافقية) لرأب الصدع في التحالف الشيعي ـ الكردي الذي احدثه تعيين الشيعي تقي خلفا للكردي بهرام.