بغداد – الراصد 24 ..
فوجئ مشيعو قادة (بدر) الثلاثة الذين سقطوا قتلى بالقرب من ناحية الصقلاوية شمالي الفلوجة بغياب رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي ووزير الدفاع خالد العبيدي عن المشاركة في مراسيم تشييعهم التي بدأت من مقر بدر الرئيسي في حي الجادرية الراقي الواقع في الجهة المقابلة للمنطقة الخضراء قبل نقلهم الى النجف ودفنهم في مقبرة وادي السلام فيها، مما أثار دهشة عدد من السياسيين والنواب والاعلاميين الذين شاركوا في التشييع ولكنهم فضلوا الصمت وعدم الاستفسار عن سر هذا الغياب تقديرا للموقف..!
وكان القادة الثلاثة وهم ابو حبيب السكيني آمر لواء الامامين الرابع اقوى الوحدات العسكرية المسلحة في مليشيا بدر وابو منتظر المحمداوي مسؤول غرفة العمليات فيه وابو سرحان الصبحاوي مسؤول التجهيز والتسليح في اللواء قد قتلوا في اول مهمة حربية يتولون قيادتها في الهجوم على الفلوجة الاثنين الماضي، عندما سقط رتلهم العسكري في كمين نصبه مسلحو تنظيم (داعش) قرب ناحية الصقلاوية شمالي الفلوجة وادى الى خسائر بالغة في الارواح والمعدات.
ورغم ان مسؤولي مكتب رئيس مجلس الوزراء الذين تم الاتصال بهم للاستفسار عن اسباب عدم حضور العبادي لمراسيم تشييع قتلى بدر قالوا لمراسلين صحفيين محليين ان رئيس الحكومة اتصل هاتفيا بزعيم منظمة (بدر) هادي العامري ونقل اليه تعازيه بـ(استشهاد) القادة الثلاثة معتذرا عن المشاركة في التشييع لانشغاله بمتابعة المعارك في الفلوجة والرمادي وبيجي، وانه أناب عنه وزير الداخلية محمد الغبان لحضور التشييع، الا ان المراقبين السياسيين في بغداد فسروا غياب العبادي ووزير دفاعه خالد العبيدي في التشييع بانه يعكس حالة من الخلافات القائمة بين العامري وقادة الجماعات المنضوية الى الحشد الشعبي من جهة، ورئيس الحكومة ووزير دفاعه من جهة ثانية، حول سير المعارك في محافظة الانبار، واكدوا انهم يستبعون تكليف العبادي لوزير الداخلية للمشاركة في التشييع نيابة عنه لان الاخير قيادي في (بدر) وحضوره في مثل هكذا مناسبات (تحصيل حاصل).
وكانت انباء قد راجت في وقت سابق قد ذكرت ان العبادي والعبيدي قد طالبا بناء على نصيحة المستشارين العسكريين الامريكيين بالهجوم على مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار واستعادتها من سيطرة مسلحي داعش عليها ومن ثم التوجه الى قضاء الفلوجة وتحريرها، في حين أصر العامري وقادة فصائل الحشد على ان تكون الفلوجة أول صفحة للقتال في المحافظة لما تحمله المدينة من رمزية وطنية وقومية ودينية سنية لا بد من تحطيمها لتكون مدخلا لتحرير الرمادي وغيرها من مدن الانبار.
ولم يستبعد نائب سابق (طلب عدم ذكر اسمه) ان يكون نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي الذي تصدر مراسيم تشييع قتلى بدر، قد حرض العامري وقادة المنظمة على منع العبادي والعبيدي من الحضور الى مثل هذه المناسبة المهمة لدى الاوساط الشيعية في مسعى منه لزيادة النقمة الشيعية عليهما واظهارهما وكأنهما لا يباليان بـ(شهداء) الحشد.