بغداد – الراصد 24 ..
مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية العراقية في 12 ايار ( مايو) تقع على كاهل اللوائح الانتخابية الكبيرة مهمة صعبة تتمثل باقناع الناخبين بالذهاب الى صناديق الاقتراع والتصويت لصالحهم بعد مؤشرات واضحة عن عزوفهم عن المشاركة في وقت تتصدر فيه نسب البطالة والفقر وسوء الخدمات معدلات عالية في مختلف انحاء العراق.
ويبدو ان اللوائح الانتخابية العراقية وجدت بالعزف على نغمة التخويف المذهبي والعرقي والتخوين اهم سلاح من اجل حشد الناخبين وحضهم على المشاركة في الانتخابات لاسيما في ظل الانقسامات المذهبية والعرقية والدينية التي يعاني منها العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003 .
ووجد الكثير من الشخصيات المعروفة واللوائح الكبيرة المشاركة في الحملات الدعائية ان البرامج الانتخابية واطلاق الوعود والشعارات رغم استغلال المنصب واستخدام المال العام لاتجذب الناخبين من اجل المشاركة في الانتخابات وكسر العزوف المتوقع لاسيما ان الحكومة العراقية او الاحزاب لم تقم بخطوات تحفز على انهاء اليأس الشعبي.
وقالت اشراق السامرائي المرشحة عن تحالف القرار العراقي في تصريح لـ ( الراصد 24) بان ” العديد من المرشحين ضمن القوائم الانتخابية يلمسون عزوف الناخبين عن المشاركة في الانتخابات التشريعية بسبب قلة الخدمات وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة على حل الازمات “، مشيرة الى ان ” الناخب محق في موقفه ومن مسؤولياتنا ان نقنعه بان المقاطعة وعدم الاشتراك في الانتخابات ليس هي الحل كونها تتيح لمن ساهم بالازمات الامنية والاقتصادية والاجتماعية ان يعود الى تصدر المشهد السياسي من جديد “.
واوضحت السامرائي بان “بعض زعماء الكتل الانتخابية الكبيرة ومرشحين بارزين باتوا يعزفون على نغمة تخويف الشيعة من السنة او السنة من الشيعة او تخويف العرب من الاكراد والعكس او حتى تخوين بعض المرشحين واتهامهم بالعمالة واستلام الاموال من دول مجاورة من اجل حشد الناخبين من خلال هذه الاساليب كونهم لايملكون برامجا سياسية واضحة لاقناع ناخبيهم بالمشاركة في الانتخابات”.
ودفعت مشاكل متراكمة في العديد من المدن العراقية ولاسيما المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة “تنظيم داعش” والتي لازال بعضها مدمرا وسط نزوح مئات الالاف من السكان في مخيمات نائية ، لاخذ قرار مسبق بعدم المشاركة في الانتخابات كما ان العديد من المحافظات الامنة وخاصة في الوسط والجنوب الشيعي بات عزوف الناخبين فيه ظاهرة واضحة كونهم مصدومين او حائرين من ضخامة عدد المرشحين والاحزاب القوائم وبين افتقارهم الى ابسط الخدمات والازمات وخصوصا أزمات السكن والبطالة وخصخصة الكهرباء وتلكؤ الاستثمار وانتشار الفساد الحاد والمشاكل الاجتماعية والسياسية وهو مايجعل البيئة غير ملائمة لاجراء الانتخابات التشريعية.
وقالت الحقوقية خديجة خدا باش في تصريح لـ ( الراصد 24 ) بان “نجاح التصويت بالانتخابات التشريعية الحالية يرتبط بالخروج من التخندقات القومية والمذهبية والاتجاه الوطني ورغم وجود قوائم انتخابية مشاركة تشمل كافة محافظات العراق الا ان توجهها ما زال يحتاج لترسيخ الروح العراقية الخالصة حيث عانت دورات الانتخابات السابقة من استغلال الدين والعرق للوصول الى قبة البرلمان ومن ثم الحصول على المناصب التنفيذية مما انعكس على اداء الحكومة وتجزئة مفاصل الدولة وفقا للمحاصصة المذهبية والعرقية حتى لاصغر وظيفة”.
ويحاول زعماء بعض اللوائح الانتخابية الاستعانة بالمرجعيات الدينية الروحية الاسلامية ( الشيعية والسنية) او حتى المسيحية والصابئية والايزيدية من اجل حض الناخبين على الاشتراك بالانتخابات المقبلة ولاتخفي بعض المرجعيات الشيعية تخوفها من مقاطعة الانتخابات والعزوف الشعبي عنها وهو ما دفع بزعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الى التحذير من عزوف الناخبين بتاكيده على ان العزوف عن الادلاء بالاصوات في الانتخابات ” سيؤدي الى الويلات ” ولن يكون “حلا لواقعهم المرير”.
كما ان الوقف السني في العراق بحسب ما ابلغت به مصادر مطلعة ( الراصد 24) ” لجأ الى اصدار توجيهات مكتوبة لخطباء المساجد السنية في كل المحافظات بان تكون خطب الجمعة حتى موعد الانتخابات التشريعية في 12 ايار ( مايو ) المقبل موحدة ومخصصة للانتخابات وضرورة المشاركة فيها باعتبارها واجبا شرعيا”.
واتخذت مفوضية الانتخابات العراقية سلسلة اجراءات من اجل تلافي حلات عزوف الناخبين ولاسيما النازحين منهم عن الاشتراك في الانتخابات التشريعية خصوصا ان نسبة كبيرة ممن يحق لهم التصويت لم يستلموا حتى الان بطاقة الناخب التي يحق لمن يحملها حصرا المشاركة في الانتخابات رغم التسهيلات المقدمة من المفوضية.
وقال كريم التميمي الناطق الرسمي بأسم مفوضية الانتخابات ان” المفوضية اتخذت اجراءات خاصة بالنازحين من محافظات كركوك ونينوى وصلاح الدين والانبار والية تصويتهم في الانتخابات البرلمانية المقبلة”.
واضاف التميمي ان” تصويت النازحين المتواجدين في اقليم كردستان سيكون حسب محافظته التي نزح منها من خلال استخدام بطاقاتهم الانتخابية الالكترونية وفي مراكز اقتراع خاصة للنازحين سيتم افتتاحها في محافظات الاقليم الثلاث اما النازحين المتواجدين في مخيمات النزوح اذا كانت مخيماتهم داخل محافظات النزوح او خارجها فستتم عملية تصويتهم بطريقة التصويت المشروط ” مشيرا الى ان ” النازحون المتواجدون في محافظات النزوح ونتيجة العمليات العسكرية ولا يستطيعون العودة لمناطقهم الاصلية فسيكون تصويتهم باستخدام بطاقاتهم الانتخابية في مراكز اقتراع تفتح بالقرب من مناطقهم الاصلية وسوف يسمح لهذه الفئة فقط التصويت في مراكز اقتراع الحركة السكانية داخل المحافظة”.
ولفت الناطق باسم مفوضية الانتخابات الى ان” النازحون الذين حدثوا بياناتهم وحصلوا على بطاقة الناخب فستتم عملية تصويتهم في مراكز اقتراعهم في المحافظات المتواجدين فيها وتذهب اصواتهم الى محافظات النازحين منها ويبلغ عددهم فقط في هذه الحالي حوالي 29 الف ناخب”
وتريد مفوضية الانتخابات من هذه الاجراءات ضمان مشاركة اكبر عدد ممكن من الناخبين والنأي بنفسها عن الانتقادات المتعلقة باتساع ظاهرة العزوف عن التصويت في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

تجمع انتخابي لحشد الناخبين