بغداد – الراصد 24 ..
لا تخفي الأحزاب والشخصيات السياسية الشيعية العراقية القريبة من طهران خشيتها من طبيعة الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام الإيراني كونها تُسهم بإرباك وضعها وتدق ناقوس خطر احتمالات تحجيم دور إيران وحلفائها في المشهد العراقي في حال أخذت التظاهرات منحاً تصاعدياً قد يهدد نظام الحكم القائم.
واحجم رؤساء الجمهورية فؤاد معصوم والحكومة حيدر العبادي والبرلمان سليم الجبوري في العراق عن اتخاذ موقف رسمي إزاء التظاهرات التي تشهدها عدد من المدن الإيرانية، مع أن معظم المواقف ولا سيما الصادرة من الشخصيات الشيعية، انصبت على رفض الاحتجاج والترويج لقدرة طهران في السيطرة على الأوضاع.
وباتت مواقف بعض الساسة العراقيين في بغداد صدى لما يصدر من مواقف سياسية في طهران، إذ اعتبر نائب الرئيس العراقي نوري المالكي في بيان له أمس أن «ما يحصل في إيران حالياً هو شأن داخلي»، مضيفاً أن «أعداء طهران وامتداداتهم في الداخل يحاولون إثارة الشغب والإرباك»، داعياً «الى التهدئة واتخاذ الإجراءات المناسبة التي تصب في مصلحة الشعب الإيراني».
بدوره، رأى جلال الدين الصغير، القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي (بزعامة نائب رئيس البرلمان الشيخ همام حمودي)، أن أحداث إيران «فراقيع متمردة»، مؤكداً أن الأمور «ستبقى زوبعة في فنجان»، في توصيف مشابه لتصريحات القادة الإيرانيين وتعليقهم على الأحداث.
وفي المقابل، أوضح محافظ نينوى السابق والقيادي السني أثيل النجيفي بأن «ما يحدث في إيران لا بد أن يلقي بثقله على الأحزاب المرتبطة بها أو تلك التي تتبنى مفهوم ولاية الفقيه»، لافتاً إلى أن «هذه الأحداث فرصة جيدة لإعادة الحسابات واعتبار سنة العراق أقرب إليهم وأكثر نفعاً وديمومة من إيران».
وأبلغت مصادر مطلعة وكالة ( الراصد 24) بأن «تظاهرات إيران تمثل نقطة تحول للأحزاب الشيعية العراقية، ليكون انتماؤها وطنياً»، معربة عن اعتقادها بأن «الأحزاب العراقية التي لديها امتداد سياسي في إيران، ليست مرتاحة لما يجري من احتجاجات في المدن الإيرانية».
وأضافت المصادر أن «القلق يسود أوساط الميليشيات الشيعية خصوصاً في حال استمرت الاحتجاجات لفترة طويلة أو أخذت منحاً تصاعدياً يقود إلى أعمال عنف على شاكلة السيناريو السوري أو الليبي كون استمرار الأزمة الإيرانية سيؤثر على المساعدات المالية والعسكرية المقدمة إلى المليشيات المدعومة من طهران»، موضحة أن «بعض الميليشيات العراقية لا تخفي استعدادها الذهاب إلى إيران للقتال إلى جانب الحرس الثوري الإيراني في حال اقتضت الضرورة أو انهارت الأوضاع الأمنية في المدن الإيرانية وفقدت السيطرة عليها».
وأشارت المصادر إلى أن «بعض القنوات الفضائية التابعة لأحزاب إسلامية شيعية خصصت ساعات لتغطية الأوضاع في إيران ودعم النظام الإيراني فضلاً عن بث الأناشيد الحماسية باللغة الإيرانية والتي تمجد الحرس الثوري الإيراني وبعض قياداته»، مؤكدة أن «اشتداد وطأة التظاهرات المطلبية وازدياد البطالة دفعا السلطات الإيرانية إلى فتح معبرين حدوديين مع أربيل والسليمانية».
وفي ملف آخر، تتجه الرغبة لدى العديد من الكتل البرلمانية العراقية نحو تأجيل الانتخابات التشريعية مع تصاعد وتيرة المطالب بهذا الخصوص وسط استمرار أزمة النازحين في المحافظات السنية.
وكشف مصدر برلماني لوكالة ( الراصد 24) عن «وجود رغبة لدى العديد من الكتل النيابية لتأجيل الانتخابات التشريعية والمحلية لمدة 6 أشهر أو سنة، لغرض تسوية المشاكل العالقة وخصوصاً ما يتعلق بالنازحين وصعوبة مشاركتهم في الانتخابات، وإعادة إعمار المناطق المُدمرة»، لافتاً إلى أن «الحكومة العراقية تصر على إجراء الانتخابات في موعدها الدستوري في أيار المقبل». وأضاف أن «بعض الفرقاء السياسيين يعتقدون أن التأجيل أقرب إلى الواقع، خصوصاً أن ملف إعادة النازحين إلى مناطقهم، لم يُحسم بعد».