النازحون.. مأساة حقيقية .. شامل عبد القادر ..
بصراحة اعد أكثر من أساء للنازحين وأسهم في عمق مأساتهم وتشريدهم وموتهم المجاني هم ما يسمون بـ”قادة السنة”.. هؤلاء الأعراب المتصارعون على “إمارة ولو على حجارة” يقفون وراء ما يعانيه النازحون من محافظات ديالى وصلاح الدين والأنبار والموصل.. أنا لا اتهم أحدا بعينه لكني والآلاف معي يعرفون أن هؤلاء “القادة!!” هم من اتعب أهلنا وقتل أطفالنا وشرد النساء وأهان كبار السن وسرق مخصصاتهم وتلاعب بأقدارهم ومقدراتهم!!
ما يزال الآلاف من أهالي القرى والقصبات والمدن مشردين ويهيمون على وجوههم ويسكنون الهياكل وقاعات تفريخ الدجاج و”طوايل!” الحمير والخيول والأبقار والمواشي.. تركوهم يعانون ويلعقون جراحهم بينما “قادتهم!!” في بغداد وأربيل وعمان وانقرة والقاهرة يتنعمون هم وعوائلهم وأقاربهم ومعارفهم وحماياتهم بـ”خيرات!” النازحين!!
أين الكرفانات المخصصة للنازحين؟ أين منحة المليون؟ أين ملاجئ الأطفال والنساء والعجائز؟! أين فرق المتطوعين لتحرير المدن؟! أين الحرس الوطني وأمواله الطائلة؟؟ وملايين الـ”أين” من دون أي جواب!
إن “قادة السنة” من زعماء سياسة ورؤساء عشائر وأحزاب وكتل ونواب في البرلمان مسؤولون مسؤولية مباشرة وكاملة عما حل بالنازحين برغم الجرائم البشعة التي ارتكبها “داعش” بحق مناطقهم وبرغم آلاف الأسئلة والتساؤلات حول هوية داعش ولمن تنتمي ولماذا تستهدف “السنة” في العراق وبيوتهم ومناطقهم وما زلنا نتابع سياسة “تجريف السنة!” المشبوهة التي تتبعها داعش بقوة ومن خلال أهداف مشبوهة وملغزة في آن واحد!!
أجزم أن 99% من أهل العراق لا يعرفون أصل داعش ومَن مؤسسوها ورعاتها ولمصلحة من تنشط في المناطق “السنية”!!
إن ما يسمون بـ”قادة السنة” في العراق شغلهم الشاغل هو حجز الوقت والمكان للظهور مع أنور الحمداني لتبادل الاتهامات وسيول من القذف والشتائم ونشر غسيلهم القذر أمام الجمهور.. شغلهم الشاغل ليس إنقاذ المهجرين والنازحين مما يعانون بل الظهور بكامل الأناقة أمام عدسات الفضائيات لتبادل التهم والسب والفشار أحيانا!
لقد تحول هؤلاء “القادة” إلى أضحوكة أمام العراقيين.. هل تساءلوا ولو لمرة واحدة: لماذا تحترق مدنهم بالنار بينما بقية مدن العراق تنعم بالاستقرار والأمان؟! والجواب أن هؤلاء القادة هم من أسوأ ما أنجبهم العراق بعد سنة 2003 وهؤلاء الفاسدون بعيدون تماما عن معاناة أهلهم.. لقد حررت جرف الصخر وآمرلي وقصبات كثيرة بجهود “شعبية” إن صح التعبير، بينما يسقط المئات من أبناء العشائر في هيت والبغدادي وحديثة من دون أي سبب وجيه، بل ولم يتمكن واحد من هؤلاء “القادة” الامعات من تحرير شبر واحد من أراضيهم التي احتلها داعش وأنهم مشغولون ببيع السلاح والمتاجرة بصناديق العتاد وسرقة أموال الحكومة المخصصة لـ”تحرير!!” مناطقهم ومدنهم!!
إن أوضاع النازحين مأساوية بشكل مطلق ولا مساعدات إنسانية تقدم لهم لا من المنظمات الإنسانية العالمية والدولية ولا من الحكومة ولا من قادتهم ولا من عشائرهم ولا من أمريكا ولا السعودية وتركيا ولا من العبادي نفسه!
مأساة حقيقية يتعرض لها النازحون في هذا الموسم البارد المثلج والجميع يتفرج إلا أصحاب الخير والضمائر الحية الذين تبرعوا بالمال والبطانيات والملابس بطريقة فردية جزاهم الله ألف خير ولعن الله سراق المال العام والكرفانات والبطانيات والمليون دينار!!..