جدة – وكالات – الراصد 24
اجتمع زعماء الدول الخليجية ومصر، والأردن، والعراق، السبت 16 يوليو/تموز 2022، قمة جدة للأمن والتنمية في السعودية، بحضورالرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي يزور الشرق الأوسط لأول مرة كرئيس للولايات المتحدة. .
خلال انطلاق قمة جدة، قال ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان: “ قمة جدة تُعقد في وقت يشهد العالم تحديات كبيرة.. نأمل أنتواجه قمة جدة التحديات العالمية”.
ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كشف خلال كلمته أن المملكة ستزيد قدرتها الإنتاجية للنفط إلى 13 مليون برميل يومياً، وبعد ذلك لنيكون لدى المملكة أي قدرة إضافية للزيادة”، مضيفاً أن اتباع سياسات غير واقعية تجاه مصادر الطاقة سيؤدي إلى التضخم.
كما وجه الأمير بن سلمان دعوة إلى إيران للتعاون قائلاً:”ندعو إيران للتعاون مع دول المنطقة لتكون جزءاً من هذه الرؤية والالتزام بالمبادئالشرعية الدولية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
من جهته، أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مع بداية انطلاق هذه القمة دعم شركاء الولايات المتحدة والدول الحليفة لحل المشكلات التيتواجهها المنطقة، واعتبر بايدن أن “أنشطة إيران تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط، ولدينا العزيمة لمواجهة التهديدات الإرهابية فيالمنطقة، وسنوفر الدعم لحلفائنا في المنطقة لمواجهة الإرهاب”، فيماقال بايدن إن الولايات المتحدة ستظل شريكة نشطة ومتعاونة في الشرقالأوسط.
وأضاف بايدن أنه “ما زال من الممكن التعاون معاً حتى لو لم نتفق دائماً على كل شيء”، مشيراً إلى أنه لا توجد دولة تتصرف بشكل صحيحطيلة الوقت، بما في ذلك أمريكا.
قمة جدة
وشارك بايدن، القادم الجمعة من زيارة إسرائيل والأراضي الفلسطينية، في القمة، إلى جانب قادة السعودية، الإمارات، قطر، الكويت،البحرين، سلطنة عمان، مصر، والأردن، والعراق.
ووفق وكالة الأنباء السعودية، استقبل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، السبت، بمطار “الملك عبد العزيز” الدولي في جدة نظيره الكويتيمشعل الأحمد الجابر الصباح، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
كما استقبل ولي العهد السعودي بالمطار، أسعد بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء الممثل الخاص لسلطان عمان، وعاهل البحرين الملكحمد بن عيسى آل خليفة، وعاهل الأردن الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
والجمعة، استقبل ولي العهد السعودي بمطار جدة، نظيره البحريني سلمان بن حمد آل خليفة، ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي،وتعرف القمة باسم “قمة جدة للأمن والتنمية”، وفق إعلام سعودي رسمي.
وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي خلال قمّة جدّة للأمن والتنمية ان اللقاء يعقد وسط تحديات إقليمية ودولية حساسة، وأيضاً وسط آمالوتطلعات كبيرة أن تثمر جهود التعاون ومدّ جسور الثقة وتغليب لغة الحوار؛ من أجل تحقيق بيئة ومستقرة تضمن الحياة الكريمة لشعوبالمنطقة.
وتابع لقد كان للعراق، بتعاون أشقائه وجيرانه وأصدقائه دور أساسيّ في محاربة الإرهاب والانتصار على تنظيم “داعش” ولكن لا يزالأمامنا طريق إضافيّ لاقتلاع جذور الإرهاب، ما يستدعي تعزيز الجهود الوطنية والإقليمية والدولية لوضع استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهابوتجفيف منابع تمويله عبر التعاون الأمنيّ المشترك وتبادل المعلومات والخبرات.
واوضح الكاظمي إن المخاطر التي أفرزتها الأزمة في أوكرانيا، تتطلب تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لإيجاد الحلول السـريعة وتوحيدالمساعي في مجال ضمان الأمن الغذائي لشعوبنا وتأمين إمدادات الطاقة.
واضاف ان منطقة الشـرق الأوسط تضررت بصورة ملموسة من تبعات التغيير المناخيّ وأزمة المياه ومخاطر التصحّر مضافاً إلى ذلك كلّهالتحديات الصحية إثر ظهور وانتشار الأوبئة مثل جائحة كورونا. وكل هذه الأزمات تستدعي أن نتحرك سوية متكاتفين للتصدي لها.
ولفت الكاظمي ان عمر النظام الديمقراطي الدستوري في العراق يقترب من العقدين، عقب عقود من الدكتاتورية، وهذه الديمقراطية الناشئةلا تزال تتقدم رغم التحديات والأزمات الكبيرة. ولكن لا تزال هناك مصاعب سياسية بعد الانتخابات، وهذا ما يؤكد الحاجة للحفاظ على القيموالمبادئ الديمقراطية في الحياة العامة، وهو مسار يستلزم المزيد من الوقت وتراكم الخبرات.
ونوه انه بعدما تجاوزنا مرحلة طرد تنظيم “داعش” من أرضنا، امسكت قواتنا العسكرية والامنية بالملف الأمني، وهي في مرحلة تطور بشكلمستمر لحفظ أمن العراق ومقدرات شعبنا مشيرا الى ان العراق يسعى الى تعزيز بيئة الحوار في منطقتنا، ويعتبر أن أجواء التعاونالاقتصادي والتنسيق الأمني بين جميع الأشقاء في المنطقة تخدم بشكل مباشر مصالح شعبنا كما تخدم مصالح كل شعوب المنطقة.
ولفت إن اللقاءات والمؤتمرات الثلاثية التي جمعت العراق بجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية قد انتجت رؤيةً مشتركةً لفتحمديات التعاون والتكامل في مجالات مختلفة، كما كان مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة معبراً عن الروابط التأريخية التي تجمع بين كل دولالمنطقة. وقد خطى العراق ودول مجلس التعاون الخليجي خطوات مهمةً لتمتين علاقاتهم الرامية إلى تحقيق التكامل في مختلف المجالات،ومن هذا المنطلق، أبرمنا مجموعة اتفاقات للربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية ومع دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك الربطالكهربائي مع المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية.
وبين قمنا بمبادرات لتعزيز الحوار والتعاون والشراكة في المنطقة، والعراق ماض بهذا المنهج الذي يصب في مصلحته الوطنية ومصلحةالمنطقة بشكل عام وفي هذا السياق يدعم العراق مسار الحوار والمفاوضات لإبعاد الأسلحة النووية عن منطقة الشرق الأوسط وجعلها منطقةًآمنة بما يصبّ في مصلحة دول المنطقة والعالم بأسره.
واستطرد في هذا الصدد تبرز أولوية إيجاد حلّ شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، بما يلبي الطموحات والحقوق المشـروعة للشعبالفلسطيني، وضرورة وقف جميع الإجراءات العدوانية والانتهاكات والاعتداءات بحق الشعب الفلسطيني وويؤكد العراق أن حلّ الصـراع علىأساس قرارات الشـرعية الدولية هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في المنطقة كما يدعم العراق الهدنة في اليمن القائمة بصفتها بدايةًمثمرةً لإنهاء الأزمة اليمنية وعودة الاستقرار، ودعم المبادرات الدولية والإقليمية الرامية إلى إنهاء الصـراع.
واشار ان العراق يدعم الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى حلّ الأزمة السورية، ومعالجة تداعياتها الإنسانية وإيقاف هذه الحرب العبثية.
واوضح يجدد العراق وقوفه إلى جانب لبنان من أجل تجاوز أزمته السياسية والاقتصادية ، وبناء جسور الحوار والتعاون لعودة الاستقرار إلىهذا البلد مذكرا بأن العراق رغم أنه يبقى منتجاً مهماً للنفط، ولكن شرياننا الاقتصادي هذا يزيد من تحدياتنا البيئية. لذلك إننا نعمل بسـرعةعلى استثمار الغاز الذي يحرق في حقول النفط، كما نوسّع نطاق الاستثمار في الطاقة البديلة.
واضاف إنّ دولنا التي تشكل الأجيال الشابة نسبتها الكبرى تواجه استحقاقات مضافةً لجهة فهم متطلبات هذه الأجيال التواقة إلى التقدموالإنجاز والتكامل مع الآخر، وتطلعاتها إلى استثمار الإمكانيات، وتحويل الأزمات إلى فرص نجاح.
واشار الكاظمي في هذا السياق، يقترح العراق إنشاء بنك الشـرق الأوسط للتنمية والتكامل بالشـراكة مع دول مجلس التعاون الخليجيومصـر والأردن. ويهتمّ البنك بالتنمية الإقليمية المستدامة عبر تمويل المشاريع في البنية التحتية التي من شأنها أن تساعد في ربطاقتصادات المنطقة، ويضع البنك في أولوياته تطوير شبكات الكهرباء الإقليمية، وخطوط أنابيب النفط والغاز، وشبكات الطرق السـريعة،والموانئ والمطارات والصناعات الثقيلة ذات السوق الإقليمية الواسعة، كما يموّل مشاريع في مجال إدارة الموارد المائية والتصحّر والتخفيفمن آثار التغيّر المناخي.
وعبر الكاظمي عن الامل بأن تحقق القمة أهدافها المرجوة خدمةً لبلداننا، وأن نجتمع دائماً لبناء مستقبل أفضل لشعوب المنطقة في ظل وجودقادة من الشباب يستطيعون أن ينقلوا المنطقة إلى الأفضل.
وهذه أول زيارة يجريها بايدن للسعودية منذ توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2021، والـ12 لثامن رئيس أمريكي خلال 5 عقود، وهوأول رئيس أمريكي يسافر من إسرائيل إلى مدينة جدة السعودية.
وتأتي الزيارة بعد “توتر” شهدته العلاقات السعودية الأمريكية، لاسيما مع وصول بايدن للسلطة، وفق مراقبين، قبل أن يتحدث الأخير عنإعادة توجيه العلاقات مع المملكة.