بغداد – علي سعد
احيت الهند ذات التنوع المدهش الذكرى الـ 75 لاستقلال البلاد عنالاستعمار البريطاني الذي يصادف في 15 اب من كل عام.
وشهدت السفارة الهندية بحضور السفير الهندي لدى العراق براشانت بيساي احتفالا كبيرا ازدان فيه مبناها بمعالم الزينة والعلم الوطني للهند،احتفالا بهذه المناسبة الخاصة التي شهدت استعراض التنوع الثقافيللهند والمعالم السياحية بها والإنجازات التي حققتها في مجالات العلوموالتكنولوجيا والاقتصاد.
وتوافد ابناء الجالية الهندية العاملين في العراق بمختلف المهنوالتخصصات على مبنى السفارة وهم يحملون الأعلام الهندية وينشدونالاناشيد الوطنية الهندية احتفالا بالتحرير.
وبعد قرنين من الاستعمار نالت الهند حريتها يوم 15 آب 1947، اثر نضالطويل لحركة التحرر، انتهى بإقرار مجلس العموم البريطاني مشروعقانون الاستقلال الهندي في 4 تموز من نفس العام، ومرر بعد أسبوعينفقط.
ورغم إعلان الاستقلال من طرف مجلس العموم، بعد قرنين من الزمن، إلا أنالهند لم تنل استقلالها بسهولة، حيث ناضل أبناءها ببسالة للتخلص مننير الاستعمار في الربع الأول من القرن الماضي.
وعرفت تلك المقاومة الطويلة أشكال الرفض بدءا بالثورة المسلحة ضدالجيش البريطاني ثم النضال السياسي وصولا إلى العصيان المدني فيفلسفة “اللاعنف”، التي تزعمها رجل السلام والزعيم الروحي الشهيرالمهاتما غاندي.
واستهل احتفال السفارة الهندية في بغداد برفع العلم الهندي على وقعالنشيد الوطني الهندي والعراقي وسط مراسيم عسكرية قام بها جنودهنود بحضور السفير الهندي واركان السفارة واعضاء الجالية الهنديةوضيوفهم من العراقيين والدبلوماسيين الاجانب
والقى السفير براشانت بيساي جانبا من خطاب رئيسة جمهورية الهنددروبادي مورمو التي اكدت بان الديمقراطية في الهند لم تتحقق ببساطةوكافحت كثيرا بفضل القادة التاريخيين.
ونوه السفير الهندي الى ان الرئيسة اكدت بان الأجيال الماضية اسهمتفي تكوين الهند الجديدة مشيرا الى تطلع الهند للاحتفال بمئويةالاستقلال وتاسيس الدولة الهندية الجديدة في طل التقدم الكبير.
ولفتت الرئيسة الهندية في كلمتها الى نجاح بلادها في مواجهة فايروسكورونا واعطاء ملياري جرعة لجميع السكان بشكل فاق كثير من الدولالمتقدمة خاصة ان اللقاحات كانت صناعة الهند مشيرة الى التطورالرقمي والإصلاحات الاقتصادية. واكدت الرئيسة مورمو تركيز حكومةبلادها على التعليم لجميع المواطنيت اضافة الى تقديم منح دراسيةلمختلف دول العالم التي ترتبط معها باتفاقات صداقة .
واشارت الرئيسة الهندية الى دور الشركات في دعم القطاعات الفقيرةوتوفير فرص العمل والحياة الكريمة لهم موضحة بات مسألة الحكومةالرشيدة عكست خلال السنوات الاخيرة الصورة الجديدة للهند فيمختلف دول العالم وجعلت لها مكانة لدى كل دول العالم وخصوصا الدولالكبيرة، مبينة مشاركة النساء في الحياة العامة والحياة السياسية حيثبلغ أعداد النائبات بالبرلمان نحو 1400 سيدة خلال السنوات ال75 سنةالماضية ، مشيرة الى جمالية الهند وتنوعها من حيث الطبيعة وحمايةالبيئة فضلا عن تقديم اليوغا هدية الهند للعالم.
وتصادف هذا العام مرور 70 سنة على إقامة علاقات الصداقة بين الهندوالعراق عندما تم توقيع اتفاقية الصداقة المشتركة في عام 1952 ابانالعهد الملكي لكن العلاقات بين البلدين متجذرة في عمق التاريخ وتمتدلالاف السنين حيث كان لبلاد ما بين النهرين وحضارة وادي السند علاقاتتجارية مزدهرة، ووسعت الحقبة الإسلامية الروابط الحضارية والثقافيةوالتاريخية كما ازداد ارتباط المسلمين الهنود بالعراق منذ أواخر القرنالثامن عشر.
وشهدت العلاقات العراقية الهندية في السبعينيات مرحلة مهمة فيالتعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية، وتكللتهذه العلاقات بزيارة رئيسة الوزراء الهندية السابقة إنديرا غاندي الىبغداد لكن العلاقات الثنائية تاثرت في ثمانينيات وتسعينيات القرنالمنصرم لعدة أسباب منها الحرب العراقية – الايرانية، وغزو العراقللكويت، وحرب الخليج 1991 وفرض العقوبات الدولية اضافة الى غزوالولايات المتحدة للعراق في 2003.
وعقب الغزو الاميركي سعى كل من العراق والهند الى تحسين علاقتهمافي مختلف المجالات ولاسيما الاقتصادية من خلال تبادل الزياراتوالانفتاح المتبادل.
وقدمت السفارة الهندية في بغداد تسهيلات لافتة للتأشيرات إلتي تمنحهاولا تتجاوز 24 ساعة سواء كانت مرضية أو سياحية فيما تم رفع عدد المنحالدراسية التي تمنح للعراق من 20 منحة الى 55 منحة دراسية.
وتهتم الحكومة الهندية بالترويج للسياحة في الهند حيث جهزت السفارةفي بغداد بمناسبة الاحتفال بالاستقلال ، باصا بطابقين امام مبنىسفارتها تزين بملصقات عن تاج محل والجبال والشلالات ومناظر الطبيعةالخلابة.
وتخلل الاحتفالية عرض نماذج من اكلات المطبخ الهندي وتوزيع كتبتتحدث عن تاريخ الهند وثقافتها اضافة الى مختلف التخصصات.
كما تبدى السفارة الهندية اهتماما خاصا بنشر رياضة اليوغا في العراقحيث تم تقديم وحدات تدريبية مجانية من قبل المدرب جوشي والتي تممنح شهادات تقديرية لمجموعة من المشاركين في هذه الدورات خلالالاحتفال بالعيد الوطني الهندي.