بغداد – الراصد 24 ..
وجد الاف المرشحين الجدد في مختلف اللوائح الانتخابية ضالتهم في النقمة الشعبية على الطبقة السياسية الحالية في البرلمان والحكومة في ظل الاخفاقات السياسية والاقتصادية والامنية خلال السنوات الاربع الماضية او ماقبها والتي ادت بزعماء الكتل الكبيرة الى الدفع بوجوه غير مألوفة او معروفة لخوض الانتخابات التشريعية المقرر اجراءها في 12 ايار ( مايو) المقبل.
ويريد المرشحون الجدد، وكثير منهم منخرطون ضمن لوائح انتخابية كبيرة مسؤولة عن تردي الاوضاع العامة في العراق، الحصول على اصوات الناخبين المترددين او المتذمرين من الساسة الحاليين عبر اطلاق جملة من الوعود والبرامج الانتخابية ” الخيالية” غير القابلة للتحقق في ظل عدم توفر امكانات تحقيقها لدى مؤسسات الدولة العراقية.
ومع ان التقديرات تشير الى ان نحو 75% او اقل بقليل من المرشحين للانتخابات التشريعية هم من الوجوه الجديدة التي لم يسبق لهم خوضها اوبعضهم لم يحالفه الحظ في الفوز باستحقاقات سابقة الا ان البعض يرى بان نسبة كبيرة منهم مجرد ” ديكور” او وسيلة لجأ اليها الزعماء السياسيين للحصول على اصوات الناخبين لصالح القوائم الانتخابية التي يقودوها بينما يرى اخرون بان التذمر الشعبي من الوجوه القديمة سيساهم بحصول الجدد على مقاعد في البرلمان العراقي المقبل.
واكد وسام الجاف عضو ائتلاف الوطنية (بزعامة نائب الرئيس العراقي اياد علاوي) على ان الوجوه الجديدة سيكون لها حضور فاعل في الانتخابات المقبلة في حال المشاركة الواسعة من قبل الناخبين العراقيين الراغبين بالاصلاح والقضاء على الفساد.
وقال الجاف وهو مرشح على لائحة علاوي وسبق له خوض الانتخابات في استحقاقات سابقة ان “الانتخابات المقبلة ستشهد حضورا بارزا وقويا للوجوه الجديدة على الساحة السياسية”، مؤكدا على ان” دورهم سيكون مؤثرا وفاعلا في الكتل النيابية”.
واضاف الجاف في تصريح لـ ( الراصد 24 ) ان” الشعب العراقي يتطلع الى التغيير وانتخاب وجوه جديدة بامكانها ان تلعب دورا فاعلا في معالجة المشاكل التي تعاني منها البلاد في المجال السياسي والاقتصادي ” لافتا الى ان”الوجوه الجديدة فيها كفاءات وطاقات قوية بامكانها الاستماع والتحرك لحل مشاكل العراق ومتابعة طلبات المواطنين وهموهم”.
ودعا المرشح عن اللائحة الوطنية” الناخبين الى المشاركة الواسعة في الانتخابات المقبلة من اجل منع ومحاربة الفساد ومنع اصحابه من العودة الى مراكز صنع القرار وسرقة المال العام الذي ادى الى فقدان الخدمات الاساسية وجيوش من العاطلين عن العمل بينهم مئات الالاف من اصحاب الشهادات والكفاءات” ، مشددا على ان” الوقت حان للتغيير المنشود”.
ويركز المرشحون الجدد في حملاتهم الدعائية الانتخابية على العمل على ترسيخ مبادئ الدولة المدنية التي يتساوى فيها كل العراقيون امام القانون لافرق بينهم بالدين او العرق او المذهب او اللون او القومية ولاتميزهم الحدود الجغرافية والمناطقيه فضلا عن تشريع القوانين التي تحقق التنمية البشرية في كل قطاعات الحياة.
وقالت رفيف علاء الماشطة المرشحة لاول مرة لخوض الانتخابات ضمن لائحة الفتح ( بزعامة النائب هادي العامري) في محافظة بابل ( جنوب بغداد) ان” الوجوه الجديدة ستدخل التنافس الانتخابي بقوة من اجل تحقيق التغيير في مختلف المجالات”.
واضافت الماشطة في تصريح لـ ( الراصد 24 ) بان”التصويت بعيدا عن مؤثرات المال وبعيدا عن وعود التعيين الكاذبة سيجعل من الناخب صاحب كرامة” ، متساءلة “كيف تريد أن تحقق التغيير إذا أعدت إنتخاب فاسدا أو من إتخذ من منصبه سببا لتكوين ثروة له ولحاشيته”مؤكدة بانها ” شاركت في الترشح لانتخابات البرلمان العراقي من اجل التغيير وتشريع القوانين التي تصب في مصلحة المواطن العراقي”.
ويلقي عراقيون كثر باللائمة على مجموعة من الوجوه والقيادات التي احتكرت السلطة والقرار السياسي في الماضي ولازالت موجودة وتسعى للوصول الى السلطة من جديد فيما وصل اليه البلد نتائج كارثية بسبب السياسات الخاطئة والطائفية.
ورأى شاهو القره داغي مستشار مركز العراق الجديد المختص بالقضايا الستراتيجية بان” المواطن العراقي كان متفائلا بعض الشيء بالانتخابات البرلمانية القادمة في سبيل إحداث تغيير نوعي وخاصة بعد التخلص من داعش وفتح صفحة جديدة مع دول الجوار وإمكانية تحقيق مصالحة حقيقية تذهب بالعراق إلى مرحلة جديدة من الأمان و التعايش ولكن بالنظر إلى التحالفات الانتخابية التي تشكلت من الواضح أن الوجوه القديمة هي التي تسيطر على المشهد من جديد”.
وبين القرداغي بأن” 90% من الشخصيات المشاركة في هذه التحالفات الجديدة هي شخصيات قديمة تم تجربتها في السابق ولم تنتج غير الطائفية وضرب السلم الأهلي ولا يمكن تعليق الآمال عليها” موضحا بأن “هناك بعض الوجوه والشخصيات الجديدة التي تنوي الدخول في المنافسة الانتخابية ولكن عندما يكون نسبة الوجوه الجديدة نحو 10% فهذا يدل على تراجع فرص هذه التوجهات في إحداث اي تغيير على الواقع الذي يسيطر عليه الأحزاب السياسية التي تغلغلت في مؤسسات الدولة و الأجهزة الأمنية ومن الصعب اقتلاعها و التخلص من اثارها.”