بقلم نورس حسين / صحفية وكاتبة
اذا نظرة تشريحيا الينا فاننا إنسان كامل عاقل لكن مجتمعي يعتبرني عورة ، وذلك بنظر المجتمع والعرف السائد ، شهادتي بنصف شهادة الرجل طبعا بالدِّين ، اما القانون فقط بقضايا الأحوال الشخصية من حق زوجي تأديبي ، و الحق ممنوح له بالقانون ليس لدي شرف اذ ان نص المادة القانونية التي تشكل عذرا مخففا مخصصة فقط للرجل .
من الممكن زوجي الذي بنيت معه حياتي من شغلي وشغله وتدبيري وترتيبي يطلقني بدون سبب ، عندها من حقي اتظلم قانونا فاخذ مبلغ من المال وببساطة يتزوج علي الاخير ثلاثة وهنا يضعني امام الامر الواقع عند خروجي من باب داري ، لأني غضبت يمكن لزوجي ان يطلبني لطاعته ، اما الاسوء ان اهلي وزوجي واولادي يستحون من ذكر اسمي امام الناس حتى عند موتي ، انعى باسم عائلتي ، وعندما اغتصب يخير المغتصب بين عقوبتين الزواج بي لمدة أقلها ثلاث سنوات او السجن ، وهذا بالقانون .
وفي بلدي لايوجد ملاذ أمن مؤمن من قبل الدولة يمكنني ان ألوذ به عند تعنيفي ، ليترك موضوع تعنيفي دون حل ، يمكن لاهلي تزويجي متى ما رغبوا بعقد شرعي ثم تثبيته بالمحكمة ، ويمكن تزوجي بعقد محكمة من عمر الرابعة عشرة بوجود ولي ببساطة يمكن إخراجي من المدرسة او عدم التحاقي اصلا بها لأكبر جاهلة لا اعرف القراءة والكتابة ، وبدون عقوبة بل يعتبر اهلي محافظين ، حتى عندما أكون عاملة وامتلك مصدر رزقي ، يجب علي ان أكون ام ومدرسة ومنظفه وطباخة ومكوجية وغيرها
أضافه لعملي بينما زوجي يكتفي وإلا أكون زوجة غير جيدة ، وام سيئة طبعا هنا من الناحية المجتمعية لا قانونية ولا دينية ، من الممنوعات ان احب لان شرف عائلتي يدنس عند حبي فهو مرتبط بما بين فخذي لا فخذي اخي ، ارثي قيمته النصف عن ارث اخي اذا كان من أبواي ، اما من زوجي الثمن بينما هو له الربع اما اذا لم يكن لدي اولاد فارثي الربع وهو ارثة مني النصف ، وعندما اقتل او اموت بحادث تحدد ديتي الشرعية بالنصف عن دية الرجل اي ان حياتي اقل قيمة من الرجل ، وقد كرمني مجتمعي وقانون بلدي.