مأرب (اليمن) ـ (أ ف ب) – الراصد 24 ..
دخل اتفاق وقف اطلاق النار بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم، حيز التنفيذ منتصف ليل الاحد الاثنين، تمهيدا لاستئناف محادثات سلام ترعاها الامم المتحدة بعد ايام، وفق ما اعلن مسؤول عسكري يمني.
وقال اللواء محمد علي المقدشي، رئيس هيئة الاركان في الجيش الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي، “الهدنة دخلت الان حيّز التنفيذ بالنسبة لقوات الشرعية ونحن ملتزمون بوقف إطلاق النار بناء على توجيهات قيادتنا السياسية والعسكرية ما لم تخترق من قبل الحوثيين وقوات (الرئيس السابق علي عبدالله) صالح”، مؤكدا احتفاظ القوات الحكومية بـ “الحق في الرد” في حال حصول ذلك.
واعلن التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين وحلفائهم في اليمن، التزامه وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الاحد الى الاثنين، تمهيدا لاستئناف مباحثات السلام برعاية الامم المتحدة بعد أيام.
ويؤمل في المباحثات التي تستضيفها الكويت في 18 نيسان/ابريل، التوصل الى حل للنزاع الدامي المستمر في اليمن منذ اكثر من عام، بين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذين سيطروا على صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014، وقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي والتحالف الذي بدأ تدخله لصالحه في آذار/مارس 2015.
وبعد فشل اتفاقات عدة في الاشهر الماضية، من المقرر ان يدخل الاتفاق الجديد لوقف اطلاق النار حيز التنفيذ منتصف هذه الليلة (21,00 تغ).
وقالت قيادة التحالف في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية، انها “سوف تلتزم بوقف إطلاق النار (…) استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي (…) مع احتفاظها بحق الرد على أي خرق لوقف إطلاق النار”.
واوضحت قيادة التحالف انها ابلغت موفد الامين العام للامم المتحدة اسماعيل ولد الشيخ بقرارها، مؤكدة “استمرارها في دعم الشعب اليمني والحكومة اليمنية في سبيل إنجاح المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وبما يساعد الحكومة على القيام بواجباتها في حفظ الأمن والاستقرار في اليمن، والتفرغ لمكافحة الإرهاب”.
وكانت اشتباكات متقطعة سجلت في مناطق يمنية عدة الاحد مع اقتراب الموعد المحدد لوقف النار، وهو الرابع منذ بدء النزاع في البلاد قبل اكثر من عام.
وشهدت مناطق محيطة بمدينة صرواح، مركز محافظة مأرب شرق صنعاء، ومناطق في مديرية نهم شمال شرق صنعاء، قصفا بالمدفعية وقذائف الهاون، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وشنت مقاتلات تابعة للتحالف غارة استهدفت الحوثيين قرب صرواح للحؤول دون تقدمهم الى معسكر استعادته القوات الحكومية نهاية العام 2015، بحسب ما افادت مصادر عسكرية يمنية.
واكد المقدم عبدالله حسن المتمركز في صرواح، التزام قواته وقف اطلاق النار.
وقال لفرانس برس “سنحترم وقف اطلاق النار”، محذرا في الوقت نفسه من انه “اذا اعتدوا (المتمردون) علينا، سيعود الوضع لما كان عليه سابقا”، مشيرا الى ان القصف ادى الى مقتل اربعة من جنوده الاحد.
وفي شمال البلاد، شنت المقاتلات خمس غارات في محافظة الجوف، بحسب وكالة “سبأ” التابعة للحوثيين.
واوضحت المصادر العسكرية ان الاشتباكات التي ازدادت حدتها السبت، تراجعت بشكل كبير الاحد على مختلف الجبهات.
وانعكس الهدوء على صنعاء التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين، حيث افاد مصور في فرانس برس عن انقطاع هدير المقاتلات الحربية خلال الليل.
ويأتي ذلك في اطار ما اعلنه موفد الامين العام للامم المتحدة في 23 آذار/مارس في نيويورك، من ان “اطراف النزاع وافقوا على وقف الاعمال القتالية في كل انحاء البلاد اعتبارا من منتصف ليل العاشر من نيسان/ابريل قبل جولة مفاوضات سلام جديدة ستجري في 18 نيسان/ابريل في الكويت”.
وأبدت مختلف الاطراف هذا الاسبوع عزمها على احترام وقف اطلاق النار، مشيرة الى انها نقلت لولد الشيخ ملاحظاتها على شروط الاتفاق الذي يفترض ان يخضع للاختبار خلال الايام التي تسبق استئناف المباحثات.
والسبت، جدد الرئيس هادي موقفه خلال اجتماع لاعضاء فريقه السياسي وفريق المشاورات في الرياض حيث يقيم منذ مدة جراء تدهور الوضع الامني في البلاد.
وقال “سنذهب للمشاورات من اجل السلام وبروح الفريق الواحد لتنفيذ تلك التطلعات في وقف الحرب وتسليم الميليشيا للسلاح وغيرها من الالتزامات التي نص عليها القرار الاممي 2216 والشروع في استئناف العملية السياسية”.
وينص القرار على انسحاب الحوثيين من المدن وتسليم الاسلحة الثقيلة.
وسبق اتفاق وقف اطلاق النار تهدئة حدودية تم التوصل اليها الشهر الماضي بوساطة قبلية بين السعودية والحوثيين، افضت الى خفض مستوى العنف عبر الحدود وتبادل أسرى.
– شكوك في نجاح الاتفاق –
وكانت الخبيرة في الشؤون اليمنية في مجموعة الازمات الدولية ابريل لونغلي الي قالت لفرانس برس قبل ايام انه “للمرة الاولى تبدو المجموعات القادرة على وقف العمليات العسكرية الكبرى، وخصوصا السعوديون والحوثيون، مستعدة لتحقيق ذلك”.
واضافت “حتى اذا توقفت العمليات العسكرية الكبرى، سيكون طريق السلام في اليمن طويلا وصعبا وقد يستمر النزاع الداخلي لبعض الوقت”.
كما بدا العديد من اليمنيين في حالة من التشكيك ازاء وقف اطلاق النار، لا سيما بعد فشل تجارب سابقة آخرها في كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وقال زيد القيسي المقيم في مأرب “لا اتوقع نجاح الهدنة. الحوثيون لم يحترموا ابدا التزاماتهم في الحروب ضد الدولة منذ العام 2004″، في اشارة الى المواجهات بين السلطات والحوثيين خلال الاعوام الماضية.
وقال زايد، احد ابناء القبائل التي تقاتل الى جانب القوات الحكومية، ان “الشرعية (في اشارة الى حكومة هادي) لا تستطيع ان تلزم ابناء القبائل بوقف اطلاق النار طالما لم نستعد اراضينا”.
وفي صنعاء، تحوم شكوك حول التزام السعودية بوقف اطلاق النار.
وقال علي محسن، وهو موظف يبلغ من العمر 50 عاما، ان المملكة “تماطل (…) على جميع ابناء الشعب اعلان النفير العام” تحسبا لاخلالها بالاتفاق.
واعربت ام محمد، وهي ربة منزل في صنعاء، عن املها في “وقف حقيقي للحرب” التي ادت بحسب الامم المتحدة، الى مقتل زهاء 6300 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين، منذ نهاية آذار/مارس 2015.
وقبل دقائق من بدء سريان وقف اطلاق المار شنت مقاتلات التحالف العربي، مساء اليوم الأحد، غارات جوية على مواقع يسيطر عليها مسلحون الحوثيون والقوات العسكرية الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح بمحافظتي تعز ومأرب.
وذكرت مصادر محلية لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن مقاتلات التحالف قصفت مواقع الحوثيين وقوات صالح في مطار تعز الدولي شرق مدينة تعز (275) كم جنوب العاصمة صنعاء، بثلاث غارات جوية.
وبحسب المصادر، فقد هزت انفجارات عنيفة المنطقة، دون أن تتضح على الفور الخسائر التي خلفها القصف، في حين ما تزال مقاتلات التحالف تحلق في أجواء المنطقة بشكل كثيف.
في الوقت ذاته، اكدت المصادر، أن اشتباكات محدودة تشهدها الجبهة الشرقية في منطقة ثعبات، بين مسلحي الحوثي وصالح من جهة، والمقاومة الشعبية والجيش الوطني من جهة أخرى.
وفي محافظة مأرب (173) كم شمال شرق العاصمة اليمنية صنعاء، قالت مصادر محلية أخرى، أن مقاتلات التحالف شنت عدة غارات جوية على مواقع يسيطر عليها مسلحو الحوثي وصالح في مديرية صرواح.