بغداد – الراصد 24 ..
ذكرت قنوات امريكية منها سي ان ان وسي بي أس أن الجيش الاميركي أفاد امس بأنه قتل ابو مالك وهو “خبير اسلحة كيميائية” في تنظيم “الدولة الاسلامية” في غارة جوية شنها التحالف الدولي قرب الموصل شمال العراق السبت الماضي.
وقالت القيادة العسكرية الوسطى (سنتكوم) في بيان ان “ابو مالك كان خبير اسلحة كيميائية عمل في مصنع لانتاج اسلحة كيميائية في عهد صدام حسين”، قبل ان ينضم الى تنظيم القاعدة ثم الى تنظيم “الدولة الاسلامية”، مضيفة ان مقتله “سيحد من قدرة تنظيم الدولة الاسلامية على احتمال تصنيع” اسلحة كيميائية.
ولم تذكر التقارير كيف تأكدت للأمريكان هذه المعلومة لكن مصادر محلية اكدت ان أسرى من تنظيم داعش لدى قوات البيشمركة الكردية ابلغوها بالمعلومة مؤخراً.
حول مقتل ابو مالك وهو اسم حركي لشخص كان استاذا جامعيا في الثمانينات من القرن الماضي.
وكان ابو مالك عمل في مجال انتاج الاسلحة الكيميائية في عهد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ثم انضم الى تنظيم القاعدة في العراق في 2005 قبل ان ينضم الى تنظيم “الدولة الاسلامية”، بحسب القيادة الاميركية.
وقال البيان ان “من المتوقع ان مقتله سيحد وقتيا من قدرة تنظيم الدولة الاسلامية في احتمال انتاج واستخدام اسلحة كيميائية ضد الابرياء”.
وليس هناك من دلائل على ان تنظيم الدولة الاسلامية يملك ترسانة اسلحة كيميائية مهمة لكنهناك تقارير عن استخدامه غاز الكلور.
فضلا عن محاولته الاستفادة من مختبرات كلية العلوم في جامعة الموصل .
وكان قد حذّر أحد المسؤولين السابقين في قوات حظر السلاح النووي والكيماوي، التابعة للجيش البريطاني من أن الدولة الإسلامية في العراق والشام تمتلك القدرة على تصنيع قنابل قذرة للاستخدام الميداني في المعركة.
إذ تبيّن أنه هنالك المئات من القذائف، التي تحوي على هذه الغازات، قد تمّ تخزينها دون أية رقابة أو حراسة، في مناطق تقع تحت سيطرة الجهاديين.
وكان هاميش دي بريتون- غوردون، وهو كولونيل سابق، قد أطلق هذه التحذيرات بعد أن تمّ العثور على اثنين من أكبر المخازن الاحتياطية للقنابل المعبأة بغازي السارين والخردل، دون أن يتم تأمينها أو حراستها.
حيث قال السيد بريتون- غوردون أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد أبدى في وقت سابق تصميماً على استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وقد أدى تقدّمه في العراق إلى وقوع هذه المواد الخطرة في متناول التنظيم.
” لم يتم تأمين هذه المواد بالشكل الذي تم تصويره لنا من قبل، والذي قادنا إلى الاعتقاد بأنها آمنة، وهي الآن تشكل خطراً حقيقياً على التحالف الذي بخوض حرباً ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، على الأراضي العراقية” حسبما قال.
ويتابع بقوله: “نحن نعلم أن التنظيم كان يجري أبحاثاً طيلة العامين المنصرمين على استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا، ولدينا تقارير مثيرة للقلق، لم يتم التثبّت منها بعد، من أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، قد استخدم غاز السارين خلال عدوانه الأخير على الأكراد في كوباني.
” هم بالضبط يقومون بتطوير أبحاث القاعدة حول استخدام السلاح الكيماوي، ويعتزمون استخدام هذه الأسلحة التي ورثوها عنها في العراق”.
وكان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد أحكم سيطرته خلال فصل الصيف من هذا العام على مستودع للذخيرة في المثنى، والتي كانت تتمركز فيها مصانع إنتاج السلاح الكيماوي العراقي في ثمانينيات القرن الماضي. وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد نشرت في تقرير صحفي لهاخريف العام الماضي أنه وخلال العام المنصرم عثر على اثنين من المستودعات الملوثة والتي كانت توجد فيها عناصر تحوي على مادة السيانيد، وصواريخ محمّلة برؤوس تحوي على غاز السارين، بالإضافة إلى أنواع أخرى من القذائف، دون أن يتم وضعها ضمن حاويات إسمنتية، أو حفظها في مكان آمن.
كما ورد في التقرير أن مخزناً ضخماً آخر، وهو ذاته المخزن الذي كانت قوات المارينز الأميركية قد عثرت فيه على قذائف تحوي على غاز الخردل في عام 2008 ، قد عثر عليه في الجولة ذاتها وقد تطوّر وكبر بشكل ملحوظ، وكان مهجوراً تماماً. وكان جيس كيلبينسكي، وهو عريف في الجيش، قد صرّح للصحيفة بأن “كلّ ما تمّ العثور عليه، كان عبارة عن أسطوانات في كل مكان!”.
وأضاف مسؤولون عراقيون أن إحدى قواعد الجيش، المتواجدة قرب مسقط رأس صدام حسين في تكريت، والتي سقطت مؤخراً بيد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام خلال عدوانها الخاطف الأخير، كانت تحفظ لديها في مكان آمن حاوية شحن ضخمة “محمّلة بالقذائف الكيماوية”.
وبالنتيجة، فقد قدّرت الحكومة العراقية أن حوالي 2500 قذيفة محملة برؤوس كيماوية، قد تم تخزينها في مناطق تقع تحت سيطرة تنظيم الدولة، إلا أنها لم تعترف على الإطلاق بأنها لم تكن مخزنة بحيث تكون بعيدة عن المتناول.
إن المزاعم بأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد تمكن من تطوير ذخائر تحوي على مواد كيماوية، تزيد من المخاوف حول استخدام الأسلحة، سواء في العراق أو سوريا. ” إذا نجح تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من الاقتراب من مستودعات المثنى، في منطقة الفلوجة، فسيكون العثور على عامل الخردل أمراً بسيطاً، وبالتالي إمكانية استخدامه بطاقته الإنتاجية القصوى في الهجوم على كوباني” وفق ما ذكر خبيرا نزع السلاح، جو سيرينسيون وباول والكر في تقرير لهما نشر خلال هذا الأسبوع.
إن نشر نتائج هذه الأبحاث من قبل جريدة (نيويورك تايمز)، قد أعقب تقرير نهاية الأسبوع ا لذي أجراه فريق بحثي إسرائيلي، يشير إلى أن جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد قاموا بالفعل، في وقت سابق، باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد أعدائهم الأكراد”.
وقد أورد البحث الشامل المنشور في مركز (إنترناشونال أفيرز) دلائل تشير إلى أن التنظيم فعلاً قد تمكن من السيطرة على عامل الخردل في المثنى خلال شهر حزيران، واستخدمه خلال شهر تموز، لقتل مقاتلين أكراد قرب كوباني، سواء باستخدام غاز الخردل، أو غازات كيماوية فتاكة مشابهة.
حيث اعتمد جوناثان سباير، وهو من وضع التقرير، على صور فوتوغرافية زوّده بها أكراد كوباني، والتي توحي دلالاتها بأن ” قوات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام قد استخدمت في مناسبة واحدة على الأقل، بعض أشكال الوسائل الكيماوية، والتي غنمتها من مكانٍ ما، ضد القوات الكردية السورية في كوباني.
وكانت نيويورك تايمز قد توصلت إلى أن 17 شخصاً من أفراد القوات العسكرية الأمريكية، وسبعة من ضباط الشرطة العراقيين، قد تعرضوا إلى غاز الأعصاب أو عامل الخردل، بعد عام 2003، غير أن التقارير أوردت أن الجنود الأمريكيين قد تلقوا تعليمات بهذا الخصوص كي يتكتموا على هذه التجارب التي مرّوا بها.
“سيقوم البنتاغون بالاستقصاء حول التقارير التي تفيد بأن جنوداً أمريكيين قد تعرّضوا للأسلحة الكيماوية في العراق، وأن بعض هذه الذخائر، من الممكن أن يكون قد تمّ الاستحواذ عليها من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام” وفق ما صرّح البيت الأبيض.