بغداد – الراصد 24 …
بدأت عائلة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين خطوات فعلية للعودة إلى الحياة السياسية، وكسرت حاجز الصمت والإنزواء بعد سقوط النظام السابق على أيدي القوات الأميركية في نيسان 2003، وأسّست حزباً سياسياً معارضاً يأخذ على عاتقه الدفاع عن عائلة الرئيس الراحل وتراثه في مواجهة النفوذ الإيراني وحقوق رجال النظام السابق.
ويمثل التيار السياسي الجديد الذي يتخذ من إحدى الدول العربية محطة لتحركاته المقبلة، نقلة لافتة لأفراد بارزين من عائلة صدام في محاولة لاستعادة دورهم في العمل السياسي بعد عقد ونصف عقد من الغياب عن الساحة عقب انهيار الحاكم السابق، ما قد يفتح الباب أمام توالي الاتهامات الموجهة إليهم بدعم العنف خصوصاً أن حكومة بغداد تضع رغد صدام حسين المقيمة في الأردن، على لائحة المطلوبين.
ويُجسد تشكيل «أحرار صلاح الدين» الذي يتزعمه أحمد وطبان ابراهيم الحسن، نجل الأخ غير الشقيق لصدام، والذي شغل والده لسنوات مناصب عدة بينها وزير الداخلية، خطوة متقدمة في العمل المُعارض ولا سيما أنه سيضم شخصيات بارزة من مختلف مدن العراق، وخصوصاً من الجنوب ذي الأغلبية الشيعية، كما أنه لا يرتبط بـ«حزب البعث» المنحل، ويترك الباب مفتوحاً للحوار مع الولايات المتحدة وايران وفقاً لشروط محددة، بالإضافة إلى عدم الممانعة من الاشتراك في عملية سياسية لا تقوم على أسس المحاصصة المذهبية.
وقال العباس الناصري، المتحدث باسم أحمد وطبان، رئيس تيار «احرار صلاح الدين» في حديث خاص إن «التنظيم الجديد لا يمثل عائلة الرئيس الراحل صدام حسين فقط، وإنما يمثل كل محافظات العراق، ويهدف إلى القضاء على الطائفية، والمطالبة بحقوق عشيرة الرئيس الراحل (عشيرة البو ناصر) بشكل خاص، بالإضافة إلى حقوق كل العراقيين».
وأضاف الناصري أن «التيار الجديد يُدافع عن كل عراقي تعرض للظلم من النظام العراقي الحالي، من تهجير وتنكيل، فضلاً عن وجود مغتربين لا يملكون أوراقاً ثبوتية عراقية، وأنا واحد منهم بسبب انتمائي لعائلة الرئيس صدام حسين»، مؤكداً الحرص «على عودة المهجرين والنازحين إلى محافظاتهم وإطلاق سراح المعتقلين».
وأكد أن «الحزب الجديد ليست له علاقة بحزب البعث العربي الاشتراكي لا من قريب ولا من بعيد، وأنا من الذين يختلفون مع حزب البعث في كثير من النقاط»، مؤكداً أن التيار «يحظى بتأييد كل أفراد عائلة الرئيس الراحل وأقاربهم».
وكشف الناصري عن أن تياره «يعمل في الوقت الراهن من خارج العراق، وذلك لأن أي شخص له ارتباط من قريب أو من بعيد بصدام حسين يتم شموله بقانون المساءلة والعدالة، ويتم اجتثاثه حتى لو كان ضد حزب البعث»، لافتاً إلى أن «التيار الجديد يسعى للعمل من داخل العراق، من أجل الوقوف ضد الطائفية والتفرقة بين أبناء الشعب العراقي».
وأشار إلى أن «التيار يضم شخصيات كثيرة من محافظة صلاح الدين، وتواصلنا مع عشائر عراقية في الوسط والجنوب والشمال، وحصلنا على تأييد واسع منهم من داخل العراق، وسيتم إعلان الأسماء في وقت لاحق، فكل تحرك نقوم به في المستقبل، سيكون في الوقت المناسب».
وشدد الناصري على استلهام تراث صدام حسين في مواجهة ورفض النفوذ الإيراني المستشري في العراق، قائلاً إن «التيار موقفه واضح من التدخل الإيراني في العراق، فنحن ضد أي تدخل بالشأن العراقي من أي دولة، والعراق يجب أن يكون مستقلاً ذا سيادة وبعيداً عن أي هيمنة».
وبشأن الوجود الأميركي في العراق، أكد الناصري أن تياره يعارض الوجود العسكري الأميركي في البلاد، وقال: «نقف ضد الوجود الأميركي في العراق، لكن وبعد التغيير بإذن الله، سيزول كل نفوذ أجنبي»، معلناً استعداد تياره «للحوار مع الولايات المتحدة وحتى مع إيران ما دام الحوار يقوم وفق شروط وأسس تقع ضمن نطاق احترام سيادة الدولة وعدم التدخل في شؤونها»، ومؤكداً على عدم التواصل حتى الآن مع أي جهات إقليمية أو دولية.
وندد الناصري بتصرفات تنظيم «داعش»، وقال إن «موقفنا من تنظيم داعش مثل موقف كل العراقيين، هو تنظيم إرهابي دموي، استنزف ثروات العراق، وشوه تاريخه، ولا يفرق بين أي عراقي»، مضيفاً أن «هدف داعش ليس كما يدعي استهداف بعض العراقيين، وإنما هدفه أي عراقي يعيش على أرض العراق، وبالتكاتف بين العراقيين لن يجد ملاذاً آمناً لمخططاته أو لترويج أفكاره».
واتهم الناصري رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي بالوقوف وراء ظهور «داعش»، وقال إن «نظام المالكي هو الذي أسس الأرضية الخصبة لداعش وغيره عبر الترويج لثقافة الكراهية والطائفية والقتل على الهوية»، معرباً عن عدم استعداد تياره «للمشاركة في العملية السياسية الجارية في ظل حكومة طائفية»، وموضحاً أن «الكثير من أهداف تيار أحرار صلاح الدين يُمثل امتداداً لنهج الرئيس صدام حسين في المحافظة على وحدة العراق، وعدم التفرقة بين أبناء شعبه، وهذا شيء إيجابي بالنسبة لكل عراقي».