بغداد – الراصد 24:
منذ أكثر من تسعة وثلاثين عاما وحتى الآن يواصل الفنان التشكيلي خالد جبر تقديم برنامجه المعمّر “المرسم الصغير”، الذي يحقق نجاحا كبيراً لاسيما بالنسبة للأطفال الذين يعدون خالد جبر صديقهم الأثير. وجبر رغم تقدمه في العمر، الا انه ظل يواصل نشاطه الفني مع أصدقائه الأطفال.
“فنون المدى” التقت به وحاورته عن مشواره الفني التشكيلي في سياق اللقاء الاتي:
*ما جديد الفنان التشكيلي خالد جبر؟
– كل يوم لديّ جديد فانا يوميا ارسم ثلاث لوحات، ويحتوي مرسمي على خمسمائة لوحة, فضلا عن انني اقدم برنامج المرسم الصغير.
* متى ولدت فكرة إعداد وتقديم برنامج المرسم الصغير؟
– كنت أتردد على إذاعة بغداد وعلى المرحوم طارق الحمداني عندما كان رئيس قسم برامج الأطفال عام 1985 وشاهدت لديه “12” برنامجا للأطفال ولم يكن لديه برنامج لتعليم الطفل الرسم فاقترحت عليه فكرة البرنامج عن تعليم الرسم فوافق على أن أكتب إليه الحلقة الصفر مع اسم البرنامج وكتبت إليه أكثر من خمسة عشر اسما من بينها “المرسم الصغير ” فوافق، والرجل كان متعاونا جدا وبدأت العمل وأشعر بالفخر والزهو بأنّ ثلاثة اجيال احبت الرسم من خلال البرنامج.
*كيف استطعت تحويل الفن التشكيلي الى برنامج إعلامي يتابعه الكبار والصغار؟
-الفن التشكيلي يجب ان يكون الى كل فئات المجتمع، اللوحة تعتبر لغة متكاملة بالنسبة الى كل العالم، انا قدمت اللوحة التشكيلية والرسم بصورة خاصة لكل الفئات من خلال برنامج المرسم الصغير، في الحقيقة لم يكن لدينا اي برنامج سابقا يتناول قضية اللوحة والرسم والفن التشكيلي سوى بعض البرامج التي لايكون فيها سوى الحوارات الطويلة المملة التي لا يستمتع المشاهد بمتابعتها انذاك, عندما اتيت حولت تلك البرامج الى لغة متكاملة اي احول كل الكلام الى لوحة فنية من اجل ان نفهم ونقدم فكرة جميلة للمجتمع عن طريق الفن.
*اعطيت دروسا في التلفزيون مكنت غير الرسامين من الرسم؟
– نعم، فالرسم لغة عالمية, الرسام ممكن في البداية يبدأ برسم اشياء بسيطة جدا وهذه الرسوم اذا لم تكن بطريقة علمية بالنهاية تصبح عملية فطرية بائسة جدا ولاتنم عن مقدرة وامكانية الفنان, فعلى الفنان ان يكون الرسم لديه مسألة علمية متطورة من خلال الدراسة بالمعهد او الكلية او متابعة ما يدور في العالم ومتابعة كتب النقد عن الرواد ونحن لدينا الكثير من المصادر التي يجب ان يهتم بها هواة الفن من اجل ان يكون بالشكل الصحيح.
*هل ان تتبّع آليات الرسم يجعل الجميع قادرين على الاداء؟
لايمكن ان يكون الجميع رسامين او مبدعين كبارا أبداً, تبقى مسألة الموهبة حاضرة فلا يمكن ان يتخرج احدهم من المعهد او الكلية ولكن لايعرف يرسم لوحة بحياته لانه يفتقر الى الموهبة التي تعتبر اساس الابداع، بالاضافة الى المسألة العلمية يصبح فيها الرسام مبدعا ويسير على اسس ثابتة تمكنّه من الارتقاء بالفن الصحيح وهذا هو شأن كل الرسامين العالميين الذين درسوا الرسم بشكل بارع ورائع جدا من اجل ان تبقى اسماؤهم مخلدة وبارزة، اما الفن الفطري الذي لايعتمد على المسألة العلمية تكون نهايته غير صحيحة.
*لو نعود بذاكرتك الى الوراء، هل لكَ ان تحدثنا عن الطفولة ولو بشكل موجز ؟
-منذ طفولتي وانا ارسم على عدة امتار في الشوارع وعلى الجدران من مخلفات البناء الجص والطابوق. ارسم الكثير من الرسوم, بعد ذالك استمررت بالرسم بتشجيع المعلمين والمدرسين ودخلت الفنون الجميلة بعدها عملت مدرسا ولمدة عشر سنوات في معهد الفنون الجميلة، بمادة الالوان والبورتريه وسيرتي الفنية هي مسيرة بسيطة.
*ماهي امنياتك اليوم بعد هذا المشوار الفني الطويل؟
-امنياتي ان تكون تعود القاعات والمعارض والمزادات للرسامين ليعرضوا بها لوحاتهم, كانت على ابو نؤاس سبع عشرة قاعة فنية لكل الفنانين وكانت لدينا مزادات فنية في بغداد, والان كلها اختفت.
*عن جريدة المدى