بغداد – الراصد 24 ..
دعا النائب الدكتور موفق الربيعي مستشار الامن الوطني السابق رئيس مجلس الوزراء للانضمام الى جبهة الاصلاح التي يمثلها النواب الاصلاحيون في مجلس النواب لكي تكون هذه الكتلة داعمة له في تحقيق برنامجه الاصلاحي الذي يواجه الكثير من الضغوط السياسية الداخلية والخارجية .. فيما حذر النائب المستقل الدكتور مهدي الحافظ من تعاظم الدور الخارجي في التأثير على القرار العراقي الامر الذي عقد المشهد وبات الحل صعبا .. عادا انسحاب كتلة الاحرار من جبهة المعتصمين بالقرار المخيب للامال الذي افقد الجبهة القدرة على اتخاذ الموقف الحاسم .
جاء ذلك خلال الندوة التي عقدها “معهد التقدم للسياسات الانمائية” جرى فيها مناقشة واقع العملية السياسية بعد الاحداث الاخيرة التي شهدها العراق والمتمثلة بانبثاق جبهة الاصلاح البرلماني وما تلاها من اقتحام لمجلس النواب وتداعياته المعروفة
النائب مهدي الحافظ اكد ايضا ان ازمة البرلمان تمثمل مظهرا من مظاهر ازمة الحكم في العراق وهذه مشكلة كبيرة في العراق لاينبغي ان نتعامل معها بسطحية او فوقية ..فالفوضى يجب ان تتوقف ولا تستمر الى النهاية فهي ليست لصالح البلد لاننا نريد حكومة مستقرة منتخبة من قبل اوساط شعبية لها وزن وتكون هذه الحكومة من ذوي الاختصاص وهذه المشكلة سببت للعراق الكثير من المعاناة .. مشيرا الى انه لايوجد في العراق معارضة مؤمنة واخرى غير مؤمنة هذا خطأ لان قضية بناء الدولة قضية مشتركة . داعيا الى توخي نقاط الالتقاء بين الفئات الشعبية في ظل حالة الانقسام السائدة اليوم بين الشيعة والسنة والكرد .. وان بناء الدولة يجب ان يستند الى حقائق علمية . ..
الحافظ حذر من تعاظم الدور الخارجي في الاحداث التي يشهدها العراق وهم امريكا والاتحاد الاوربي وبريطانيا وايران وبعض الدول العربية فهذه الدول في غالبيتها تلعب دورا سلبيا في العراق وهذه مسألة يجب عن عدم التغاضي عنها .. والا ماذا يريد الامريكان من العراق .. هل يعقل مثل هذا الكلام في وقت الشعب كله منتفض ؟ .. مضيفا .. الم نتفاجيء من الشعارات التي رددها المتظاهرون ضد ايران وهذا يعني ان لدينا خللا كبيرا في الحالة السياسية .. نحن لانرفض امريكا ولكن يجب ان تكون العلاقات على اساس متكافيء وهذا مشروع في التعاون الدولي .. كما اننا حريصون على اقامة علاقات طيبة مع ايران فهي دولة جارة ولكن ليس من حقها التدخل في الشأن الداخلي العراقي .. مبديا استغرابه من موقف التيار الصدري كما ان انسحاب هذا التيار من جبهة الاصلاح كان انسحابا مخيبا للامال فكيف يمكن تحقيق جلسة لمجلس النواب ما ادى الى اضعاف في جبهة الاصلاح .. مؤكدا ان ان النظام الداخلي لمجلس النواب يصر على ان لجان المجلس تقوم على اساس الاختصاص ولكن الذي يحصل الان لاعلاقة له بالاختصاص انما على اساس تقسيمات محاصصة .. مشددا ان الاصلاح هو فكرة متطورة ومتجددة ولا تتوقف عن حدود معينة .. ولكن المشكلة ان مجلس النواب بوضعه الحالي غير قادر على الاصلاح فهل من المعقول ان يكون في المجلس 3 الاف موظف في حين ان يمكن ان يقتصر على 300 موظف
النائب موفق الربيعي
النائب الدكتور موفق الربيعي تحدث باسهاب عن واقع العملية السياسية في العراق وما شابها من اخطاء في مرحلة التأسيس قبل تغيير النظام السابق عام 2003 .. مبينا ان العراق يمر اليوم بمنعطف مهم جدا سيعقبه تغيير نوعي في البلاد وهذا المنعطف جاء تراكما للمراحل السياسية والتي يمكن تقسيمها الى مرحلتين الاولى مرحلة المعارضة ماقبل 2003 والمرحلة الثاني مرحلة مابعد 2003 او حكم العراق الجديد والمرحلة الثانية بدأت علامات تظهر على السطح الان وهذه العلامات يصل مستوى تأثيرها الى مستوى ماحدث في 9/4/2003 ان لم اكن مبالغا لان التراكم الكمي من الاخطاء والتجاوزات والانحرافات هو الذي سيحدث التغيير النوعي الذي نتحدث عنه الذي بدت بوادره واضحة للتحول من مرحلة الى مرحلة تختلف في النوع وليس في الحجم
وبين الربيعي ايضا ان المباديء التي استندت الى مؤتمرات المعارضة قبل 2003 ومنذ 1979 بنيت على اساس المحاصصة والطائفية السياسية والحزبية لدرجة انه اذا خرج فصيل واحد فتبدأ المساعي لارضائه واعادته وجميع المؤتمرات كان هدفها واحد هو توحيد المعارضة بضرورة اسقاط النظام السابق ولكنها لم تتفق على رؤية واضحة لبناء الدولة انما اتفقت على رؤية لاستلام سلطة وهناك فرق كبير جدا بين بناء الدولة واستلام السلطة وهذا الذي حدث بعد 2003 من خلال جمع كل الوية المعارضة في عملية ادارة الدولة اذ شكل مجلس الحكم من قبل التحالف الدولي وكان تشكيل مجلس الحكم على اساس طائفي هزيل وقد استمر هذا الفهم حتى عندما بدأنا باعداد قانون ادارة الدولة وكذلك في الدستور . ومن هنا بدأت المشاكل فقد تمترس كل مكون داخل الخندق الخاص به وراح يدافع عن حقوق مكونه وهو ليس مكونا حقيقيا ، انما المكون الحقيقي هو العراقية فهي الهوية الجامعة التي لم نفكر بها تفكيرا حقيقيا عند كتابة الدستور وتوزيع الثروة وغيرها من التراكمات التي استمرت منذ 13 عام من دون وجود اسس سليمة لبناء الدولة مافتح الباب امام الاجتهادات لكل فصيل من الفصائل السياسية ووصل الحال الى لجان مجلس النواب اذ لم تشكل اي لجنة على اساس الاختصاص انما على اساس طائفي فهم خارج الاختصاص ولا يمتلكون خبرة في اختصاص اللجنة التي يرأسها وهذا امر خطير لايمكن من خلاله بناء دولة مؤسسات انما يؤدي بنا الى حرب اهلية داخل المكونات وحرب طائفية تؤدي الى تقسيم البلد بما يشبه السرطان الذي اصاب الجسد العراقي بعد 9/4/2003
وشدد الربيعي ان الاخطاء التي ارتكبت في الملف الامني والاقتصادي والسياسي على المستويات السوقية والعملياتية تراكمت من خلال حالات الفشل المتواصل ادى اى حدوث حالة من التراكم النوعي ادى الى حدوث مايشهده العراق اليوم .. لافتا الى ان اعضاء جبهة الاصلاح البرلمانية الجديدة لم يغادروا كتلهم السياسية في مجلس النواب الذي يعد نقطة الانطلاق في اصلاح الاخطاء والتجاوزات والفشل الذي يعاني منه العراق .. موضحا ان نواب المحاصصة المتمسكين بكل شي في البلد كل حسب حصته مقابل نواب الاصلاح الذين يمثلون ثلث مجلس النواب .. مشيرا ان البلد منقسم على مستوى مجلس النواب ومجلس الوزراء والشيعة منقسمون وكذلك السنة والكرد ليس على اساس سياسة الموضوعات انما على اساس المصالح
واعرب الربيعي عن استغرابه من عدم لقاء رئيس الوزراء بالنواب الاصلاحيين وهو الذي بدأ عملية الاصلاح من خلال ثلاث حزم اصلاحية وهو الذي ينتمي بنحو كامل الى جبهة الاصلاح وهذا امر يحتاج الى تفسير .. لافتا الى ان الانقسام الذي يشهده البلد هو حالة صحية وليست مرضية والحالة التي نمر بها الان اشبه ماتكون بحالة العوق المؤقت في اتخاذ القرارات وهو يمثل مقدمة لاتخاذ قرارات مهمة جدا ، على عكس المرحلة السابقة التي شهدت تأخر اقرار القوانين ومنها قانون النفط والغاز الذي اعدت مسودته في شهر شباط عام 2007 ولم ير النور لحد الان وهو من اهم قوانين مجلس النواب وغير ذلك من القوانين منها قانون توزيع الثروات قانون المحكمة الاتحادية والمجلس الاتحادي وكل هذه القوانين مركونة لانها لم تحظ بتوافق سياسي في اطار المحاصصة التي تم التأسيس لها منذ 2003 وهي ليست ديمقراطية الاحزاب كما يدعي البعض .
من جانب اخر حيا موفق الربيعي الجيش العراقي والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر هؤلاء جميعا انقذوا العراق عندما تصدوا لفلول داعش وتحملوا الكثير ولكنهم لم يتراجعوا فكانوا يحققون الانتصار تلو الانتصار فهم يستحقون تقبيل اقدامهم فهم يدافعون عن البلد ولم يتأثروا بالمماحكات السياسية وهذا امر مفرح .. مشيرا الى ان الخروق الامنية الاخيرة التي شهدتها العاصمة لم تكن نتيجة ضعف عسكري انما ضعف امني واستخباري ولهذا الضعف اسبابه بسبب غياب التنسيق بين الجهات الامنية وعدم وضوح التوصيف الوظيفي بالنسبة لكل جهة امنية فالجميع يعمل كل شيء وهذا هو سبب الخروق الامنية لعدم معرفة من هو المسؤول عن الامن وهذا ادى الى حدوث حالة من التراخي او عدم الاهتمام من قبل بعض رجال الامن ومثل هذا التراخي شجع على الاختراق من قبل الارهاب .. داعيا الى تقسيم العاصمة الى قواطع عمليات وكل قاطع تعطى مسؤوليته لضابط معين تتم محاسبته بشدة عند حدوث اي حالة خرق امني في قاطعه .. مبينا ان غياب مركز الثقة وعدم وجود من يحمل الراية ويتقدم امام الاخرين او مايعرف بغياب مركز الثقل في العملية الاصلاحية
وفي السياق المالي اشار الربيعي الى ان العراق مر بازمة مالية شديدة جدا عام 2015 اتخذت الحكومة على اساسها جملة من الاجراءات الجيدة لزيادة الايراد المالي وتخفيض حجم الانفاق وقد تجاوزنا الان مرحلة لابأس بها من الازمة وهناك افاق تشير الى تحسن اسعار النفط .. مستدركا ان عددا من الاجراءات التي اتخذتها الحكومة لم يتم تطبيقها على ارض الواقع او انها واجهت حالى من التلكؤ عند تنفيذها وبقيت عدد من القرارات معلقة في الهواء لانه لم يتم توزيع الصلاحيات وتوفير الامكانات وتحديد الاليلت لتنفيذ القرار وهذا الذي لم يحصل ما ادى الى حدوث حالة من الارباك في عملية الاصلاح .. معربا عن تفاؤله مما يحدث الان على عكس ما يراه الاخرون من ان البلد في ازمة شديدة وواحدة من العلامات الايجابية هي حالة الحراك الشعبي والسياسي وكذلك عرفنا الاثر الدولي والاقليمي داخل الكتل السياسية ، فهناك من الوطنيين الذين يقولون لا للقرار الاقليمي والدولي وقد قالوها فعلا .. في حين هناك اخرين – وللاسف- خضعوا للتأثير الاقليمي والدولي .. مشيرا الى ان الذين قالوا لا للتأثير الخارجي وان لم يكن موقفهم مؤثرا بنحو كبير ولكن على الاقل انهم لم يكونوا منبطحين فرفضوا الضغط الدولي والاقليمي .. داعيا النخب الى مساعدة جبهة الاصلاح من اجل توسيع القاعدة لتحقيق الاصلاح المنشود ،
ومضى الربيعي الى القول ان مجلس النواب يجب ان ينقسم الى كتلتين ، كتلة الاصلاح وكتلة الموالاة للحكومة خلال السنتين المقبلتين لتكون كتلة الاصلاح هي من تراقب الاداء الحكومي وتقويمه .. مشيرا الى ان التأثير الدولي كان واضحا في الحراك البرلمان وما نتج عنه من انسحابات في جبهة الاصلاح .. مبينا ان الذي حدث في مجلس النواب من حالة اقتحام امر مسيء بل سيء للغاية .. متساءلا : من الذي فعل وخطط وحرض على اسقاط هيبة الدولة من دون التفريق بين الدولة والحكومة .. فهذه دولتنا بنيناها بدماء شهدائنا منذ تاسيس الدولة العراقية ولايمكننا التفريط بها ولانسمح لبعض الناس الجهلة المندسين الذين اندسوا من اجل تخريب اهداف الاصلاح من خلال اتهام الاصلاحيين بان ماحدث هو نتيجة حركتهم او وثبة الاصلاحيين التي تم تشويهها ومحاولة انهائها بالاعتداء على مجلس النواب واعضائه .. وهذه قضية حساسة وقد تثير زعل البعض ولكن يجب ان نقولها لان ليس لدينا مانخسره اهم من العراق وعلينا ان لانخاف ابدا .
الربيعي اضاف ان بناء الدولة علم قائم بذاته يسمى الحوكمة ولا علاقة له باسم الدولة سواء كانت استراليا او العراق .. مبينا ان الانحراف البسيط في بناء الدولة في البداية كبر فأصبح شرخا كبيرا .. مؤكدا ان عقد النواب الاصلاحيين لم ينفرط انما هم في حالة بناء داخلي من خلال تشكيل لجنة للتفاوض ولجنة سياسية وتسمية متحدث رسمي وهم الان يكتبون مباديء واليات الاصلاح .. داعيا رئيس الوزراء الى الانتماء لجبهة الاصلاح لتحقيق مشروعه الاصلاحي ، اما اذا لم ينتم الى هذه الجبهة فان الاصلاحيين سيبقون معارضين له
وأضاف الربيعي ان كرة الثلج التي تدحرجت لن تقف الا عند تحقيق اشياء عجز الاخرون عن تحقيقها .. مؤكدا ان العراق سيلحق بركب الدول التي سبقته على الرغم من الصعوبات الكبيرة التي تواجه عملية البناء ولكن وجود الارادة وزخم الاصلاح يجب ان تستمر بقوة لان كل العمليات الاصلاحية الكبرى لابد ان تمر بعملية قيصرية والتغيير لابد ان يبدأ من الداخل لان التغيير الخارجي مرفوض لاسيما بعد ان تخلص العراق من الوجود الخارجي .. كاشفا عن وجود ضغوط كبيرة على جبهة الاصلاح من قبل قوى خارجية وداخلية مؤثرة لتفتيتها
وأكد الربيعي ان وجود ثقل كبير لدولة القانون في جبهة الاصلاح يمثل عامل ضعف للجبهة مثل ما سببه انسحاب كتلة الاحرار من ارباك لعمل الجبهة .. مشيرا الى قضية اعادة النظر بقانون ومفوضية الانتخابات مسالة في غاية الاهمية لكي نتخلص من المحاصصة .. كاشفا عن مجلس النواب ليس بإمكانه تغيير قانون الانتخابات لان فاقد الشيء لايعطيه مما دعاه الى مخاطبة مرجعية السيد السيستاني للتدخل وتعديل هذا القانون
وفيما يتعلق بتحرير الموصل بين الربيعي ان عملية التحرير لم تتاخر انما كانت توقعاتنا منذ الاسبوع الاول لاحتلالها ان تحريرها يحتاج لبضع سنوات .. كاشفا ان عملية التحرير ستحدث في نهاية هذا العام وفي ابعد تقدير ربما تتأخر الى الربيع المقبل .. مشيرا الى ان الدمار الذي لحق بالانبار عند تحريرها كان بسبب عدم دخول الحشد الشعبي على عكس محافظة صلاح الدين التي اسهم الحشد في تحريرها
الدكتور محمد الحاج حمود
الى ذلك تحدث السفير الدكتور محمد الحاج حمود الوكيل الاسبق لوزارة الخارجية عن الازمة السياسية التي يشهدها العراق .. مبينا ان مايحصل اليوم كان قد حدث في الخارج قبل تغيير النظام السابق ، اذ كانت البداية خاطئة فانتجت لنا كل هذه الاخطاء ابتداء من اجتماعات المعارضة ومؤتمراتها في الخارج التي بنيت على اساس المحاصصة اوصلتنا في نهاية المطاف الى طريقة مبنية على المحاصصة ودور العامل الخارجي في هذا البناء
وركز الحاج حمود على مجريات الازمة الحالية مبتدئا من تعيين السيد العبادي رئيسا لمجلس الوزراء الذي كان موضع اعتزاز الجميع لما نعرفه عن شخصية العبادي وقد تفاءلنا كثيرا اذ حاول منذ البداية ان يسير في طريق الاصلاح ولكنه لايعمل بمفرده ولا بمعزل عن المجتمع السياسي والديني والجماهيري ومنذ تفكيره بسلات الاصلاح فقد هبت العاصفة وبدأت الجهات المغرضة التي بنت امكاناتها من مراكزها السياسية وقد بدأت هذه الجهات تثير العقبات والمشاكل امام رئيس مجلس الوزراء لدرجة تهديد حياته كما اعلن هو اكثر من مرة وربما هذا احد الاسباب التي دفعت العبادي الى التريث في المضي بعملية الاصلاح .. مشيرا الى انه كان على العبادي ان يستثمر دعم الجماهير والمرجعية والوضع الاقتصادي السيء وهي عوامل مساعدة لمن يريد السير في طريق الاصلاح بغض النظر عن الضغوط فالاصلاح يحتاج الى جرأة وتضحية
وبين الحاج حمود اننا كنا نبني امالا على الحراك الشعبي والتظاهرات التي شهدتها ساحة التحرير من قبل التيار المدني وبعدها انضمام التيار الصدري للوصول الى الاصلاح المطلوب .. لافتا الى ان ماشهده مجلس النواب من حركة اصلاحية كانت نتيجة لحراك الشارع ، ولكن في اللحظة الحاسمة التي كان متوقعا للنواب الاصلاحيين ان يصلوا فيها الى نتائج مهمة انسحب التيار الصدري منها وكان هذا الانسحاب بمثابة الطعنة القاتلة في ظهر الحركة الجماهيرية الكبيرة ولم يكن متوقعا حدوث هذا الانسحاب ولو وصلت هذه الحركة الى مبتغاها لتحقق الكثير من الخير لهذا الشعب
ولفت الحاج حمود الى ان الصعود الجماهيري الحالي هو امل العراق فهي التي قادت الحركة ولكن المشكلة غياب القيادة الفاعلة لهذه الجماهير لتحقيق اهدافها .. موضحا انه لايزال امام الحكومة فرصة للمضي في عملية الاصلاح والدليل الموقف الاخير للمرجعية الدينية التي عبرت عن خيبة املها في عملية الاصلاح وهذا الكلام له دلالة كبيرة مفادها ان رئيس الوزراء مازال يحظى بدعم المرجعية وبامكانه ان يستند الى المرجعية والجمهور للوصول الى برنامج اصلاحي متكامل ولكن الخوف من ضغوط الكتل السياسية التي بدت اليوم اكثر شراسة من السابق
واثار الحاج حمود مسألة مهمة حين اكد ان اكثر وزراء الحكومة هم من الفاسدين وهم من اوقع البلد في هذه الازمة فهل من المعقول ان نقول ان الوزير الفلاني من الفاسدين فيتم نقله الى وزارة اخرى ليعيث بها فسادا ؟وهل من المعقول ان نقدم كابينة وزارية في ظرف مغلق ونترك الخيار للبرلمان ؟ .. كان على رئيس الوزراء ان يقدم كابينة وزارية كاملة ويدافع عنها في كل الظروف وهذه اخطاء اجرائية كان ينبغي تلافيها .. مشيرا الى ان العامل الاقليمي والدولي ليس غائبا عن التاثير في المشهد العراقي فهي تعمل بنحو يومي مع هذا وذاك مع من له سلطة او من ليس له سلطة .. فالسفير عندما يتحرك انما وفق خطة او مصلحة او لمحاربة هذا الاتجاه او ذاك ..معبرا عن تفاؤله وثقته العالية بالشعب العراقي .. واضعا جملة من الحلول والمعالجات للخروج من الازمة الحالية ومن تلك المعالجات الحفاظ على زخم المطالبة بالتغيير والاصلاح والتمسك بالشعارات المطروحة من قبل الجماهير في ساحة التحرير وعدم الركون الى المفاوضات التوفيقية التي قد تجرنا الى الحلول الوسط التي تجرنا الى المساومات التي تقتل الشعارات .
معالجات وحلول للخروج من نفق الازمة
عدد من المشاركين في الندوة كانت لهما مداخلات وتعليقات بشأن الازمة السياسية التي يواجهها العراق اليوم
رئيس تحرير جريدة الصباح الجديد اسماعيل زاير تساءل عن السيناريوهات المحتملة لعمل مجلس النواب في الفترة المقبلة .. مبينا ان عددا من الاصلاحيين هم من المتسلقين ولا علاقة لهم بالإصلاح فهل على الاصلاحيين من ان ينسحبوا من كتلهم ويشكلون كتلة جديدة عابرة ام انهم يمارسون دورهم داخل هذه الكتل كما يحدث الان في بريطانيا
الدكتور حامد خلف احمد الامين العام السابق لمجلس الوزراء اوضح ان غياب البوصلة في المشهد العراقي ادى الى حدوث حالة من تراكم الاخطاء .. مبينا ان التركيبة البنيوية للمؤسسات تشوبها الكثير من المشاكل ينبغي معالجتها .. كما ان لجان مجلس النواب لم تقم بدورها التشريعي او الرقابي كما يجب نتيجة غياب البوصلة وعدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب
الباحث الدكتور ابراهيم العبيدي اوضح ان من المهم جدا ان نبحث عن المعالجات ومن بينها اعادة النظر بقانون ومفوضية الانتخابات لكي نتمكن من اصلاح اعلى مؤسسة تشريعية وهي مجلس النواب
الكاتب والإعلامي عبدالمنعم الاعسم اثار عدد من الملاحظات بشأن كتلة الاصلاح ومن هذه الملاحظات انها مازالت منقطعة عن الشارع كما انها تخوض معارك جانبية وان ثقلها يعود لوجود دولة القانون والكتلة انطلقت بزخم التظاهرات المليونية فهذه الكتلة هي ابنة هذا الزخم الجماهيري العفوي فعليها ان لاتنقطع عن الجماهير .. داعيا كتلة الاصلاح الى تقديم برنامج واضح لكي تؤسس لعلاقات طبيعية في الوسط السياسي .
استاذة مادة الاجتماع الدكتورة فوزية العطية دعت الى اتخاذ مواقف مهمة في جانب الاصلاحات الحقيقية وعدم الاكتفاء بالإصلاحات الترقيعية والإصلاح الحقيقي يقوم على اساس وضع دراسات علمية يضعها مختصون والتخلص من التكتلات والطائفية والعشائرية التي مزقت الدولة ولهذا ينبغي بناء الدولة على اساس مدني بغض النظر عن الانتماءات الطائفية او العشائرية .. مشددة على ضرورة احترام السيادة الداخلية والخارجية للعراق
الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله البندر .. اشار الى ان المعارضة التي عارضت صدام انما لانه كان نظاما ظالما ولكن المشكلة انهم اليوم يمارسون ظلما قد لايختلف عن ظلم صدام بحق المجتمع والبلد من خلال الارتباط بعلاقات خارجية مشبوهة وإضعاف الاقتصاد ولايمكن ان نجرد السياسيين من مهمة بناء الدولة لان السياسة التي لاتمتلك نظرية لاتعد سياسة والحزب من دون نظرية لايساوي شيء انما هي فوضى ..
وخاطب البندر السياسيين بانكم اصبحتم على هرم السلطة وقد نسيتم المجتمع اذ لم تعيروا اهتماما لمطالب الناس والمتظاهرين الذي يتظاهرون منذ اكثر من عام .. اذ لم يحصل المتظاهرون سوى التسويف والمماطلة .. منتقدا بشدة الارتباط بالخارج الذي يوفر الدعم للسياسيين .. رابطا ذلك بظهور داعش في العراق والشام والانتخابات الامريكية وعلاقة تحرير الموصل بهذه الانتخابات .. مبديا استغرابه من عدم اتخاذ اجراءات رادعة بحق الارهابيين الذين يذبحون العراقيين يوميا .. متوقعا مستقبلا سيئا للطبقة السياسية بسبب تجاهلها للناس واستمرارها باجراءتها التعسفية بحق المواطنين الفقراء .
الدبلوماسي غالب العنبكي اشار الى ان الوضع العراقي متشابك اقليميا ودوليا من خلال التاثير الخارجي الكبير على هذا الوضع لهذا فان التدابير المتخذة لاترقى الى مستوى الازمة التي يعيشها العراق بسبب حجم التاثير الامريكي الكبير .. متساءلا كيف يمكن التخلص من داعش وتحرير الفلوجة والموصل المرتبطة بالانتخابات الامريكية . ؟
سيدة الاعمال العراقية زينب الجنابي طرحت عددا من التساؤلات اولها هل وصول مساعدات سعودية للعراق يمثل علامة المصالحة مع الرياض ؟ .. وثانيها هل ان وزارة الداخلية غير معنية بالمشهد الامني للعاصمة بغداد كما اعلن وزيرها وهل هذا معقول ؟ اما الثالث فهو عدم اكتراث الاعلام لحكومي بالمذابح التي شهدتها بغداد خلال الايام الاخيرة اذ لم تكلف فضائية الدولة نفسها حتى وضع شريط اسود للتضامن مع عوائل الشهداء .. مستبعدة ان يكون مايشهده العراق هو محاصصة بل هو تقسيم مصالح فلو كانت مصالح لكان الحال غيره الان ولكانت المناطق الغربية والجنبوية افضل حالا وليس بائسة كما هي عليه الان
المهندس الاستشاري هشام المدفعي اوضح ان الاحزاب التي تسلمت مقاليد الامور في العراق عام 2003 لم تكن تحمل اهدافا واضحا لبناء البلاد بعد ان اهملوا البلاد فلم نعد نثق بهم للقيام بعملية البناء المنشود .. فوزارات الحكومة لم تستطع توفير الخدمات المطلوبة فارتفعت معدلات الفقر .. داعيا اي تكوين سياسي جديد ان يضع خطة للبناء والافادة من امكانات العراق الهائلة للاستفادة منها في اعمار البلد .
الخبير الاقتصادي ماجد الصوري لفت الى كل المناقشات التي تجري هي مناقشات فوقية ولم تتعمق الى المشاكل الحقيقية التي تعيق الاصلاح وما هو مفهومه .. مبينا ان مفهوم الاصلاح المطروح اليوم هو اصلاح سياسي لانها لم يربط القضاء على الفساد بعجلة الاصلاح .. موضحا ان الكتلة الاصلاحية تواجه ضعفا كبيرا في مواجهة الكتلة الاخرى المحاصصية ..
الزميل محمد سلام مراسل قناة العراقية نيوز رد على كلام سيدة الاعمال زينب الجنابي .. موضحا ان هناك قناتان للعراقية واحدة اخبارية والثانية متخصصة في البرامج والمسلسلات والثقافة والفنون بنحو عام .. وفي الوقت الذي كانت قناة البرامج تواصل بثها الاعتيادي بهدف رسم صورة مشرقة للحياة كانت قناة الاخبار تنقل نقلا مباشرا مجريات الاحداث الساخنة والتفجيرات الارهابية وغير ذلك .. داعيا الى عدم الخلط بين الامرين وضرورة المتابعة من اجل التقييم السليم .

سياسيون يناقشون اوضاع العراق في الندوة