بغداد – الراصد 24 ..
بحث الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي في النجف اليوم مع المرجع الشيعي الاعلى السيستاني الحديات التي تواجه المسلمين وسبل مواجهة خطاب الكراهية والتطرف والعنف ودان الهجوم على الصحيفة الفرنسية ونشر صور مسيئة للنبي محمد وذلك عقب لقائه في بغداد مع قادة شيعة وسنة ومسيحيين وممثل الامم المتحدة ويحث معهم سبل مواجهة التطرف والعنف الطائفي .
وقال الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي اياد بن مدني انه بحث في مدينة النجف (160 كم جنوب بغداد) الاربعاء مع المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني المقومات والمبادئ التي ترسخ الوحدة ونبذ العنف بين جميع الطوائف الاسلامية موضحا ان العالم الاسلامي يواجه تحديات كبيرة تتطلب من الجميع التصدي لها. واشار في تصريحات للصحافيين عقب اجتماعه بالسيستاني ان العالم الاسلامي يواجه اليوم ثلاثة تحديات : هي الاقتتال المذهبي وخطاب التطرف والعداء للاسلام . وعن القنوات التي تحرض على الفتنة اشار الى ان المنظمة لا نملك قانونا ولا آلية لايقاف هذه القنوات .. وقال ” اننا نسعى حاليا لايجاد قانون يمكن تطبيقه للحد من هذه الظاهرة”.
واضاف مدني انه استفاد من حكمة ونظرة المرجع الشمولية لاوضاع المسلمين الحالية ةهم يواجهون خطر التطرف والكراهية .. وقال ان العراق جزء اصيل من الامة العربية والاسلامية ” ونتمنى ان يعود الى وحدته وقوته وان يكون شعبه وحدة واحدة ومصدر قوة للعالم الاسلامي”. واوضح انه اطلع السيستاني على آلية انشاء مركز للحوار بين المذاهب في مكة المكرمة ومهمات عمله واشار الى انه استمع الى نصائحه فيما يخص تطوير عمل منظمة التعاون الاسلامي ومهماتها لخدمة المسلمين.
وردا على سؤال حول الهجوم على الصحيفة الباريسية “شارلي ايبدو” مؤخرا اكد مدني ان هذا العمل “وحشي ومستنكر في العالم الاسلامي” .. واشار الى ان اعادة نشر الرسوم المسيئة لشخصية النبي محمد ” صفاقة وحماقة وجهل ولا يعطي الحق على رد الفعل بالعنف على هذه الاساءة”. وشدد على ان “حرية التعبير ليست دعوة للكراهية او الاساءة لاي مذهب او دين” .. وقال ان هناك توجه عام داخل المنظمة “بأن لايتم السماح لاي صوت يكفر او يشكك باي مذهب حيث يتطلب تحقيق هذا الامر الية عمل تقوم بها الدول المعنية للحد منه “.
المدني بحث مع قادة الطوائف مواجهة العنف والتطرف
وخلال اجتماعه مع بطريك بابل والكلدان في العالم لويس روفائيل ساكو في بغداد الاربعاء فقد اكد الامين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أياد بن مدني رفض لأي اعتداء أو اضطهاد للمسيحيين في العراق مشددا على انهم مكون أساسي من المكونات العراقية ويجب عدم المساس بهم. واضاف ان التعددية هي الأصل وأن التطرف كظاهرة قد شملت العالم كله على مر التاريخ وهي امر مرفوض.
واشار مدني الى ضرورة فهم الجذور الاقتصادية والظلم الاجتماعي والقهر السياسي كعوامل تقف في سياق تنامي هذه الظاهرة وأكد تفهمه للأوضاع التي يعيشها المسيحيون فى العراق. واكد في بيان صحافي عقب الاجتماع موقف المنظمة الثابت والداعم لوحدته وتماسكه بما يشمل جميع الفئات العرقية والمذهبية والدينية المكونة له .
ومن جانبه ثمن ساكو جهود منظمة التعاون الإسلامي في تفكيك ظاهرة التطرف والعنف وقال أن المسيحيين في العراق يؤمنون بأنهم مع أخوتهم المسلمين شعب واحد وقد عاشوا جنبا إلى جنب في مختلف العصور.
كما بحث مدني مع رئيسي الديوانين السني والشيعي كل على حدة سبل مواجهة التطرف والعنف الطائفي.
وخلال اجتماعه مع مدني فقد اكد رئيس الوقف السني محمود الصميدعي اهمية دور المنظمة في دعم وحدة واستقرار العراق منوها بجهودها في عام 2006 حين أطلقت وثيقة مكة التي عملت على تخفيف الاحتقان الطائفي في العراق انذاك .. ودعا المنظمة الى تفعيل هذا الدور وان تبني عليه وفق متطلبات الحالة الراهنة التي يمر بها العراق.
وعند اجتماعه مع مدني ثمن رئيس الوقف الشيعي صالح الحديري خطاب المنظمة في المحافل الدولية والرافض لدعوات التطرف مؤكدا توافقه مع المنظمة في مواقفها المنددة بالعنف والارهاب . ورحب الحيدري بأي دور تقوم به المنظمة من أجل تعزيز اللحمة العراقية مبديا رفضه لاستغلال المذاهب في الخلافات السياسية.
واضافة الى ذلك فقد بحث الامين العام لمنظمة التعاون الاسلامي مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف نشاطات المنظمة في المجالات الانسانية في العراق حيث اكدا على أهمية عمل المنظمة في المجالات الإنسانية في العراق ودورها الذي تضطلع به في إبراز ودعم الوسطية والاعتدال . وبحث الجانبان التعاون المشترك والوقوف بوجه الغلو والتطرف بخاصة في هذه المرحلة التي يمر بها العراق.
وقد وصل الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الى النجف ظهر اليوم للقاء المراجع الكبار للشيعية يتقدمهم اية الله السيد علي السيستاني لمناقسة الاساليب المطلوبة لانها العنف والاحتقان الطائفي الذي يشهده العراق ودور المراجع في ترسيخ مبادئ التعايش السلمي بين مختلف مكونات البلاد.