بغداد / الراصد 24 / رحيم الشمري :
منطقة ازمات وطريق عالمي يربط شرق العالم بالغرب ، قضاء سنجار اقصى شمال غرب العراق ذات ٦٠٠ الف نسمة يتبع محافظة نينوى ، يتمتع بجغرافيا زراعية صناعية ، ومحور التقاء حدود ثلاث دول ، تتكرر احداث وحوادث كل فترة ، وما زال النازحون من القضاء ، يشكلون اكثر من نصف الاعداد المسجلة رسميا لدى وزارة الهجرة الحكومية .
يتحدث استاذ الاعلام في الجامعة المستنصرية الدكتور حيدر غازي عن سنجار كشخص امضى سنة من حياته هناك ، بانها قضاء معظم سكانه من الديانة الايزيدية يتبع اليه نواحي زمار وربيعة وشنكال التي تسكنها قبائل عربية وكوردية ، يمتد على الحدود المشتركة العراقية السورية التركية ، ويمر الطريق الدولي الاقصر في العالم بين دول اسيا واوربا ، حيث انشأ الالمان قبل الحرب العالمية الاولى طريق بري وسكة حديد بغداد برلين ، وذاته احيتً الصين طريق الحرير للربط مع اوروبا ، الامر الذي يغضب ولا ينفع دول منطقة الشرق الاوسط وبعض دول العالم .
وتابع غازي ان ما حدث للقضاء في اب ٢٠١٤ ، المنطقة تخضع للحكومة الاتحادية ببغداد ، لكن بعد دخول القوات الامريكية من شمال العراق عام ٢٠٠٣ سيطرت قوات البشمركة الكوردية على سنجار ، واصبحت واقع حال ضمن المناطق المختلف عليها ، حتى دخول الجماعات الارهابية الداعشية من قضاء البعاج والموصل واتجاهها نحو سنجار ، حيث انسحبت قوات الحزب الديمقراطي الكوردستاني ، وتركت التطرف المسلح يفتك بالايزيدين نساء ورجال وقتل وسبي وخطف ٦ الاف منهم ، ونزح ٥٠٠ الف الى دهوك واربيل ، و١٠٠ الف الى كندا والمانيا ، حتى حررتها القوات العراقية المشتركة في تموز ٢٠١٧ ، وبسطت السيطرة عليها ، والعودة الحالية للنازحين لم تتجاوز ١٠٠ الف بسبب المقابر الجماعية المكشوفة دون حل ، وتغلل عناصر حزب العمال التركي ، وشنت مؤخراً حملة حكومية قادها الجيش العراقي انتهت بهروبهم واستسلام اخرين .
ويشير المحامي مالك العبيدي الى ان القانون الدولي والتشريعات العراقية تتعامل مع الايزيدين معاملة خاصة وتهتم بهم ، وتمنح الحرية لمعتقدهم وديانتهم ، ووقف الحقوقيين في العراق مع ماساة ما حصل لهم ، ولم يكن وحدهم المستهدفين انما العرب والاكراد والتركمان والشبك ، واندفعت القوات العراقية لمساعدتهم وتحرير ارضهم كجزء من البلاد ، وما حصل للواء الطيار الشهيد ماجد التميمي دليل قاطع على تضحيات قدمت من اجل انقاذهم من عناصر الارهاب والتطرف ، وللاسف دفعت المنطقة ثمن صراعات الدول الاقليمية ومصالح دولية ، وقضاء سنجار ونواحيها منطقة زراعية صناعية مهمة فيها ثروات طبيعية واهلها مسالمون طيبون ، وواثقون من عودتها الى الاستقرار والسلام ، ورجوع اهلها النازحين لديارهم وارضهم .