بغداد – الراصد 24
تسارعت الاتصالات خلال الاسبوعين الماضيين بين شيوخ عشائر ووجهاء في محافظة صلاح الدين من ضمنهم شخصيات مؤثرة وقيادات عسكرية سابقة من عشيرة (الجبور) لاصدار وثيقة براءة اجتماعية وعشائرية من كل شخص في المحافظة او ينتسب اليها او ينحدر منها تثبت عليه تهمة التعاون مع الحشد الشعبي.
وجاءت هذه التحركات في اعقاب تصريحات ادلى بها مسؤولون حكوميون ونواب عن محافظة صلاح الدين اثنوا فيها على مجاميع الحشد الشعبي التي انتشرت في جنوب المحافظة وخصوصا في سامراء وبلد والضلوعية التي شهدت معارك ما تزال حامية مع مسلحي (داعش).
وافادت مصادر عشائرية تقيم مؤقتا في بغداد واربيل ان محافظة صلاح الدين تتعرض حاليا الى هجمة شرسة يقودها قائد فيلق قدس الايراني الجنرال قاسم سليماني الذي افتتح مقرا له في قضاء بلد، تترافق مع هجمات داعش المستمرة عليها منذ اكثر من ستة شهور .
وتتهم المصادر ذاتها كلا من محافظ صلاح الدين الجديد رائد الجبوري ووزير الدولة لشؤون المحافظات احمد الجبوري الملقب (ابو مازن) والنائب مشعان ركاض الجبوري بالضلوع في ما تسميه بـ(المؤامرة) الكبرى التي تنتظر المحافظة، وتؤكد ان هؤلاء الثلاثة سيصدر بهم بيان براءة يحظر عليهم زيارة المحافظة او التحدث باسمها مستقبلا.
ويتهم رائد الجبوري محافظ صلاح الدين الحزب الاسلامي بانه يقف وراء محاولات تسقيطه سياسيا والسعي الى ابعاده عن منصبه بدعوى دفاعه عن المليشيات في حين يقلل المتهم الثاني احمد الجبوري وزير الدولة لشؤون المحافظات من اهمية الاتهامات الموجهة اليه ويقول ان البعثيين واصحاب المنصات في الحراك الشعبي وجماعة (متحدون) يتعاونون للنيل منه وتلطيخ سمعته بالتعاون مع ايران وقائد فيلق قدس الجنرال سليماني، مؤكدا في الوقت نفسه بانه غير معني بمحافظة صلاح الدين بعد تسلمه وزارة المحافظات.
وفي السياق ذاته فان النائب (التعويضي) مشعان ركاض الجبوري وهو المتهم الثالث بمساندة المليشيات في محافظة صلاح الدين يدفع عن نفسه هذه التهمة ويؤكد في تصريحاته بان نائب رئيس الوزراء صالح المطلك ووزير البيئة قتيبة الجبوري يحرضان عليه بعض شباب وشيوخ المحافظة للتشكيك به واتهامه بالتعاون مع ايران والمليشيات الشيعية، رغم اقراره بانه حوّل مواقفه السياسية السابقة التي كانت ضد الشيعة والصفويين وايران بعد احداث سوريا، ويؤكد انه مستمر بالوقوف مع رئيسها بشار الاسد وتأييد كل من يسانده وخصوصا ايران والاحزاب والكتل الشيعية في العراق.
ويوجه مشعان الذي برأته محكمة عراقية عقدت على عجل قبل الانتخابات النيابية الاخيرة في نيسان الماضي من احكام بالسجن مع نجله (يزن) كانت قد صدرت ضدهما في عام 2006 لقيامهما بسرقة مرتبات ضباط ومراتب حمايات النفط، اتهامات الى المطلك وقتيبة الجبوري بتلفيق مزاعم عنه ويقول انه سيتابع فساد المطلك في لجنة النازحين ولن يترك قتيبة يهنأ في منصبه الوزاري.
ويقول الشيخ ماجد الجبوري ان بعض المحسوبين على عشيرته يتماهون مع الاجندة الايرانية ويقول ان عشيرة الجبور كانت وستبقى عربية في اصالتها وعراقية في وطنيتها ولن تسمح للطبيب الفاشل رائد والوزير الفاسد ابو مازن والنائب المتقلب مشعان ان يشيخوا عليها ويتحدثوا باسمها.
وتتخوف الحكومة العراقية والاوساط السياسية والنيابية من صدور بيان (براءة) عشائرية ضد محافظ صلاح الدين رائد الجبوري ووزير المحافظات احمد الجبوري والنائب مشعان الجبوري، لما لهذا الاجراء من آثار سياسية واجتماعية باعتباره خطوة غير مسبوقة تؤدي الى اختلالات مجتمعية لها تداعيات خطيرة على سكان وعشائر المحافظة.
ويرفض آل جبارة الذين غادروا تكريت والشرقاط والعلم وانتقلوا الى بغداد واربيل وبلد بعد احتلال داعش لاغلب مقراتهم السابقة انخراط خمسة شيوخ من الجبور اثنان منهم من سامراء والصينية مع شيوخ عشائر اخرى في حملة اصدار بيان او وثيقة البراءة من رائد واحمد ومشعان (الجبوريين) ويؤكدون ان ذلك سيؤدي الى مزيد من الانقسام في المحافظة التي تعاني الويلات من داعش .
ويقول الشيخ حمد ال جبارة، ان المحافظ رائد والوزير احمد والنائب مشعان يتصرفون كمسؤولين حكوميين وكل واحد منهم يتحمل مسؤوليته ويحاسب على افعاله واعماله بمعزل عن العشيرة التي ينتمون اليها.