لندن ـ مراد مراد
أصبحت الوفود الديبلوماسية والاعلامية الرسمية الايرانية الى خارج البلاد بمثابة مفر لبعض المثقفين الذين يشعرون بقيود النظام في ايران تكبل افكارهم واقلامهم. فقد استغل امير حسن متقي وهو صحافي ايراني من الطاقم الاعلامي، المؤيد لسياسات الرئيس الايراني حسن روحاني، فرصة وجوده ضمن الوفد الرسمي المشارك حاليا في المفاوضات النووية مع الدول الست الكبرى في لوزان لكي يعلن انشقاقه عن النظام الايراني طالبا اللجوء الى سويسرا.
وعلل متقي (31 عاما) الذي عمل في ادارة العلاقات العامة لروحاني خلال حملته الرئاسية العام 2013 سبب قرفه من الحياة في ايران تحت حكم النظام الحالي في اطلالة له على شاشة التلفزيون الايراني المعارض «ايران فردا» في لندن قال فيها انه «فقد الاحساس بأي معنى لمهنة الصحافة في ايران حيث انه لا يقدر على كتابة الا ما يملى عليه».
واكد متقي ان «هناك عددا من الصحافيين الآخرين الذين يقومون بتغطية المحادثات الدائرة في لوزان بشأن البرنامج النووي بين الوفد الايراني ووفود الدول الكبرى، ولكن هؤلاء ليسوا صحافيين او اعلاميين بالمعنى الحقيقي للمهنة انما هم يقومون بضمان عدم وصول اي خبر الى الشعب الايراني لا يتماشى مع اهواء النظام في طهران». وتابع متقي «ان ضميري لا يسمح لي بالاستمرار مدة اطول بممارسة مهنتي بهذه الطريقة».
واوضح الصحافي الايراني ان «الرئيس روحاني حاول تغيير الامور نحو الافضل في ايران ولكن المتشددين في النظام لهم الكلمة الاخيرة».
واضاف معربا عن خيبة امله «للأسف لم يتمكن روحاني من الوفاء بالعديد من الوعود التي قطعها قبل انتخابه وأحدها منح الصحافة بعض الحرية. هناك البعض الذين يقولون انه منذ ان وصل روحاني الى السلطة تقلص عدد وسائل الاعلام التي تم اقفالها في ايران واصبح عدد الصحافيين المقالين من اعمالهم اقل، ولكن الواقع والحقيقة الراهنة ان ظروف الصحافيين في ايران تتدهور يوما بعد يوم فالنظام يملي شروطه ويقيد حرية الصحافيين والكتاب». واشار الصحافي الايراني الى انه يأمل نشر كتاب له في سويسرا يروي فيه تجربته خلال الحملة الانتخابية لروحاني«.
وكشف متقي في اللقاء المتلفز عن حقيقة في المحادثات النووية قد تثلج صدور منتقدي الرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن قائلا «ان الوفد الاميركي الموجود في سويسرا يتكلم بإسم النظام الايراني. فما يقوم به الاميركيون الآن في سويسرا هو اقناع الوفود الأخرى من مجموعة ال5+1 بشتى السبل لإبرام اتفاق مع الايرانيين«.
وكان الصحافي الايراني المنشق ابلى بلاء حسنا على مواقع التواصل الاجتماعي لجذب الناخبين الشباب للتصويت لروحاني في الانتخابات الرئاسية عام 2013. ووصل متقي الى لوزان مع الوفد كمراسل لرابطة المراسلين الطلبة في ايران (اي اس سي آي) وهي مؤسسة اعلامية شبابية. ولكن هذه المؤسسة تبرأت منه في بيان بعد انشقاقه اوضحت فيه ان «متقي ليس مراسلنا للمحادثات في لوزان اذ لدينا هناك شخص واحد في الوفد هو مصور صحافي». ولكن معارضي النظام في الخارج اكدوا ان ادارة الرابطة مضطرة لهذا النفي بسبب الضغوط الممارسة عليها في طهران.
وعلى الفور انتشرت على المواقع الالكترونية الموالية للنظام اتهامات لمتقي بالخيانة. وزعم عدد منها بانه على علاقة صداقة تربطه بجايزون رضايان الصحافي الايراني ـ الاميركي مراسل صحيفة «واشنطن بوست« في طهران الذي يزجه النظام الايراني في السجن منذ تموز الفائت.