طهران – الراصد 24 ..
ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية امس أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيمثل أمام البرلمان إثر خلاف بشأن نزهة قام بها مع نظيره الأميركي جون كيري خلال جولة المفاوضات المكثفة بشأن الملف النووي الإيراني في جنيف بسويسرا.
وقام ظريف الذي يرأس وفد بلاده إلى المفاوضات مع مجموعة الخمسة زائد واحد ـ التي تضم الولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين ـ بنزهة مشيا مع كيري على أرصفة جنيف دامت 15 دقيقة خلال المحادثات في 14 كانون الثاني.
وتهدف هذه المحادثات إلى التوصل الى تسوية للنزاع المستمر منذ 12 عاما بين إيران والغرب بشأن ملفها النووي. وأثارت الصور التي تداولتها وسائل الإعلام للديبلوماسيين اللذين تقف دولتاهما على طرفي نقيض في السياسة وهما يسيران جنبا إلى جنب على أرض غريبة انتقادات من جانب المتشددين الإيرانيين الذين ينتابهم قلق عميق من التقارب مع ما يسمونه «الشيطان الأكبر.»
ويوم الجمعة كال أئمة الجوامع في خطبهم عبارات الازدراء لظريف والرئيس الإيراني حسن روحاني على هذه «الهفوة الديبلوماسية». وذكرت الصحف أن 21 عضوا في البرلمان وقعوا طلب استجواب وزير الخارجية المعتدل لاستيضاح الموقف.
وجاء في طلب الاستجواب الذي نشرته وكالة «فارس« الناطقة باسم المتشددين «نظرا الى مطالب الشيطان الأكبر و(أعماله) التخريبية التي لا تنتهي على امتداد مسار المفاوضات النووية لا يوجد أي أرضية يمكن تخيلها لنشوء حميمية بين وزيري خارجية إيران وأميركا.»
وتوجه طلب الاستجواب إلى ظريف بالقول «إن نزهتك الاستعراضية (مع كيري) على أرصفة جنيف كانت قطعا خارجة عن الأعراف الديبلوماسية فلماذا لا توقف مثل هذا السلوك؟».
وهذا الجدال بشأن النزهة الديبلوماسية هو الأخير لسلسلة من اللقاءات التي جرت منذ تولي ظريف الملف النووي عام 2013.
ففي شباط العام 2014 أثار ظريف لغطاً جراء تصريحاته العلنية التي تشجب المحارق اليهودية فاستدعي على الأثر إلى البرلمان.
وسعى ظريف خلال حديث مع الصحافيين في طهران في الأسبوع الفائت إلى تبرير نزهته المنعزلة مع كيري بالقول «تبادلنا حديثا جادا ورصينا وربما كان هناك ضرورة للتوقف بضع دقائق واستئناف الحديث بشكل آخر. هذا الأمر طبيعي للغاية في عالم الديبلوماسية وخصوصا أن الفندق (حيث كنا نقيم) لا حديقة له أو فناء كما كانت المداخل المحيطة مكتظة بالصحافيين الفضوليين.»