بغداد – الراصد 24 ..
تجربة سياسية فريدة لم تتكرر سواء في العراق او في عموم الوطن العربي ، تلك ولاشك هي تجربة المنولوجست العراقي ، عزيز علي عبد العزيز علي حاتم بن هانئ ، وهو من مواليد منطقة الكرخ ، محلة الشيخ بشار عام 1911 .
دخل دار المعلمين وعين عام 1937 في دائرة الجمارك ليتنقل بين الوظائف العامة من مديرية الأعمار الى الإذاعة ومن ثم الى الاعمار ثانية و بعدها الى السفارة العراقية في براغ وتونس ومن ثم انهيت خدماته طردا فأعاده الرئيس عبد السلام عارف الى الخدمة عام 1963 ليعين في وزارة الثقافة وعهد اليه عام 1968 بتأسيس مدرسة موسيقى الاطفال .
تعرض عزيز علي الى الكثير من المضايقات والاعتقال حيث سجن في عام 1941 لاشتراكه بحركة مايس كما سجن في منتصف السبعينات لمدة سنتين اطلق سراحه بعدها واحيل على التقاعد.
كان عزيز علي فنانا ناقدا في مرحلته الفنية الأولى بدءا من عام ١٩٣٧ ولغاية عام ١٩٣٩م، وناقدا سياسيا بعد هذه المرحلة، وكان من أكثر الداعين إلى الثورة ونتاجه يدل على نضج فكري ووعي سياسي وإلتزام مبدئي يتضح ذلك من موقفه المعلق ومساندته ومشاركته الفعلية في ثورة مايس ١٩٤١م، التي إعتقل وسجن بسببها.
كان “علي” يجيد التحدث بخمس لغات عدا العربية وهي : الإنكليزية ، الروسية ، الألمانية ، الكردية ، الفارسية وكانت منولوجاته تمتاز بالطابع السياسي لتلك المرحلة واتسمت بالاستمرارية في كل الاوقات والازمان منتقدا من خلالها الظواهر الاجتماعية والسياسية الخاطئة.
من اشهر منولوجاته ،السفينة ، صلي على النبي ، الدكتور ، البستان ، الشيطان ، الراديو ، القبول ،الطاوه ، تهنه بالهل بيده وضيعنه ، كل حال يزول ، منه كله منه ،شوباش ،انعل ابو الفن ،هذه السنة سنة ،اليحچي الصدك طاگيته منگوبة.
توفي رحمه الله في 24 تشرين الاول عام 1995 وحيدا مغمورا من دون ان يذكره أحد شأنه في ذلك شأن المبدعين العراقيين ممن لم يتركوا مالا ولاأملاكا بل تركوا تراثا حيا لايزال يعشقه ويقلده الملايين .