بغداد / الراصد 24 ..
قدم ثلاثة فنانين تشكيلين عرضاً تركيباً غير مألوف في معرض تكنوغراف ، شكل تقدم في المعارض الفنية في العراق بطرق العرض وطرح المواضيع المهمة التي تمس حياة المجتمع والمعاناة التي يواجهها ، وعلى مدى خمس ايام متواصلة ، احتضنتها قاعة مؤسسة برج بابل للتطوير الاعلامي وسط العاصمة بغداد ، وشهد حضور جمهور واسع من التشكيلين والصحافة والمتهمين بثقافة فن التشكيل التركيبي الحديث .
وعرض الفنان التشكيلي قادر فاضل ، والذي تميز بالعروض التركيبية خلال الأعوام الاخيرة ، عرضاً تركيبا اتجه لمناطق المعاصرة من خلال عرضه لفن التركيب وفن الحدث والفديو ، تناول ما يواجه البلاد والمجتمع من حالات سلبية ، وكيف يستغل التطور التكنلوجي سلبيا وطريقة التصدي اليه ، حيث عرض شخص مصاب بالجروح وغارق بالدماء والضمادات كصورة لواقع التفجيرات ، ونموذج لصناديق مصورة عن استغلال جهاز اتصال الموبايل وتأثيره الحاد اجتماعيا ، اضافة لعرض رسوم ولوحات في غرف منعزلة كل واحدة تصل بفكرة معينة .
وفيما سجلت الفنانة شهد المولى ، عرض لوحات مختلفة الأفكار استطاعت ان تبحث عميقا في تجريب المواد والبحث عن محتوى الدهشة في الموضوع ، جعل من يشاهدها من المختصين والمهتمين ، يسجل مستقبل صاعد لتجربة الفن التركيبي الحديث ، عبر تعابير وافكار تنقل التاريخ والتنوع والحضارة ، والفنانين المشاركين جميعا اجتازوا عتبة التجريب الأكاديمي وهم يقدمون تجارب من نوع خاص لم تكن مؤلوفة في ذاكرتنا عن فن الكرافيك ، سواء في موضوعها ومحتواها او في طرق الإخراج والتقنية ، وؤية ان مثل هذه الاقتراحات التي توصلوا اليها ، ستكون مقدمة لإنجازات تفتح باب من التجريب ، وتعطي بعداً جمالياً جديداً ، ربما بؤدي الى تغيير حقيقي في الذائقة العامة للمتلقين .
وجذب ما جاء به الفنان التشكيلي محمد كمال ، من لوحات متنوعة جمعت ببن الخط والحروف والرسم ، تجهل الذاكرة والتراث حاضراً ، وجعل المعرض ذات نظرة عامة تشترك بالأسلوب في المفاصل العامة ، لكن تنطوي على خصائص كل فنان على انفراد ، وفعل في التحول الى التفاصيل وبيان مقدرة على إنجازها ، وأثبت مع زملاءه قادر وشهد ، ان معرض تكنوغراف الثلاثي المشاركة ، واحداً من المعارض غير المألوفة في مرجعياتنا، وطراق عرضه وموضوعه على الأقل قد تكون فريدة عالمياً .