عمان – الراصد 24 / متابعة:
كشف قيادي في التيار الصدري لصحيفة ‘السياسة’ الكويتية عن أن نحو 300 عنصر من حزب الله اللبناني موجودون في العراق لقتال تنظيم داعش، تلبية لفتوى مرجعية النجف الخاصة بالجهاد الكفائي.
وقال القيادي الصدري، الذي لم تكشف الصحيفة عن هويته، لكنها وصفته بـ (البارز) : ان مقاتلي حزب الله شاركوا في القتال لتحرير قضاء المقدادية في محافظة ديالى, قبل أكثر من أسبوعين, كما أن بعضهم يشارك في القتال على جبهة بيجي بالقرب من مدينة تكريت، وتحديداً في الدجيل وبلد, وبالتالي يوجد في الوقت الراهن توجه لتعزيز هذا التواجد لدعم قوات الحشد الشعبي التي لا تزال تواجه بعض المشكلات العسكرية في عدد من جبهات القتال.
وأضاف إن رئيس مجلس الوزراء، حيدر العبادي، لا يرغب بدور قتالي كبير لـ’حزب الله’ اللبناني في العراق على غرار دوره في سورية، حيث يقاتل إلى جانب قوات نظام بشار الأسد, مشيراً إلى وجود حذر لدى بعض القوى في التحالف الوطني بشأن مستوى هذه المشاركة القتالية, خاصة أن الوضع العراقي لا يواجه ثورة داخلية كما هو الوضع السوري، لذلك لدى الحكومة الإتحادية حرص على أن لا تأخذ الحرب على ‘داعش’ طابعاً طائفياً, كما أن هذا الموضوع يثير حساسية السنة لأنه ليس من المعقول أن تسمح حكومة العبادي لـ’حزب الله’ اللبناني بقتال داعش في حين تعارض تسليح العشائر السنية في المدن الشمالية والغربية لمقاتلة التنظيم.
وبحسب معلومات القيادي الصدري, للصحيفة، فإن ‘بعض القوى الشيعية العراقية، وحزب الله اللبناني، يسعيان لتشكيل قيادة شعبية موحدة للشيعة في المنطقة لمقاومة تمدد داعش وتهديداته, وهذا الخيار مدعوم مباشرة من قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني, على اعتبار أن من شأن هذه القيادة الشعبية الشيعية الموحدة أن تستقبل كل المقاتلين والمتطوعين الشيعة من كل بلدان العالم الإسلامي لكي تأتي الى العراق وسورية لمواجهة المتطرفين’، على حد تعبيره.
وأوضح أن ‘السيناريوم يتضمن الا تكون هذه القيادة الشيعية الموحدة مرتبطة بالدول التي تنتمي إليها, بمعنى هي قوات قتالية مستقلة ولها قيادة مستقلة وتمتع بحرية واسعة وستمنح تسهيلات استثنائية في نقل الأسلحة والمقاتلين بين العراق وسورية في إطار الحرب على داعش’.
وعد القيادي الصدري، بحسب الصحيفة، أن ‘تنامي الدور القتالي لـ(حزب الله) في العراق هو مسألة وقت, لأن الحزب لديه مهارات في حرب المدن وهذا أمر حيوي لقوات الحشدالشعبي, لذلك سيشارك على الأرجح في معركة تحرير تكريت، لكنه لن يستطيع التوجه إلى مدينة الموصل, عندما تبدأ المعركة هناك, لأن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لن يسمح بذلك’.
وفي هذا السياق, نصحت واشنطن، العبادي، بعدم تعزيز تواجد مقاتلي حزب الله وأبلغته بأن الإستخبارات الأمريكية كانت على علم مسبق بهذا التواجد القتالي, كما أن الأمريكيين حذروا الحكومة في بغداد من السماح لمقاتلي الحزب بالتواجد داخل بغداد أو تنفيذ مهمات قتالية في الأنبار غرباً وكركوك شمالاً.
وحذر القيادي الصدري من أن تواجد مقاتلي الحزب في العراق يهدد التقارب الدبلوماسي الذي بدأ يتحقق في العلاقات العراقية مع بعض الدول العربية, لأن دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن لن ترضى بدور عسكري لهذا الحزب المدعوم من النظامين الإيراني والسوري حتى وإن ارتبط هذا الدور بالحرب على داعش.
يذكر أن وسائل إعلام لبنانية بينها وسائل مقربة من حزب الله أعلنت نهاية تموز الماضي مقتل القيادي في الحزب إبراهيم محمود الحاج، المعروف بـ ‘الحاج سلمان’، أثناء مشاركته في قتال تنظيم داعش في العراق، لكن الحزب لم يعلق على الخبر نفياً أو تأكيداً.