بغداد ـ الراصد 24
ذكرت مصادر امنية حكومية في بغداد ان خطف رحمن عبدالزهرة الذي يقود فصيلا مسلحا يحمل اسم (كتائب حزب الله/ الثائرون) جاء في اطار خطوة اتخذتها قيادة كتائب حزب الله (التنظيم الام) لتصفية المنظمات والمجاميع التي تنتحل اسمها بعد ان تزايدت في الفترة الاخيرة عمليات خطف تجار ورجال اعمال واثرياء شيعة ومطالبتهم بدفع اتاوات بحجة دعم الحشد الشعبي.
وكانت مصادر وزارة الداخلية في بغداد قد اعلنت انها تلقت بلاغا من ذوي عبدالزهرة قالوا فيه ان مفرزة مسلحة يرتدى افرادها زياً عسكريا (مرقطا) داهمت مقر أمين عام (كتائب حزب الله / الثائرون) في منطقة الكرادة الشرقية وسط العاصمة وخطفوه بعد ان اشبعوه ضربا واقتادوه الى جهة مجهولة.
وقال مسؤول في مكتب وزير الداخلية محمد سالم الغبان لوسائل اعلام محلية ، ان الوزارة غير معنية بالحادث الذي يقع ضمن مسؤولية قيادة عمليات بغداد، مشيرا الى ان وزارته لا تستبعد ان يكون خطف عبدالزهرة انذارا له بالتخلي عن اسم منظمته لتلافي ملابسات حدثت في الفترة الاخيرة بسبب الاسم.
ونقلا عن مراقبين سياسيين ان هناك اكثر من عشر منظمات تحمل اسم كتائب حزب الله ، وهو ما انتج سلسلة من الملابسات بعد تزايد عمليات خطف تعرض لها تجار ومقاولون واغنياء ومطالبتهم بالتبرع الى فصائل الحشد الشعبي ودعمها ماليا لمواصلة قتالها ضد تنظيم داعش.
وكان عبدالزهرة الذي يتردد انه ينحدر من البصرة قد استولى على منزل مسؤول في النظام السابق وحوله الى مقر لمنظمته وجمع حوله عددا من اقاربه المسلحين وفرض سطوته على اصحاب المحلات التجارية والمطاعم والفنادق وسكان احياء الكرادة الشرقية بحجة حمايتهم مقابل اموال تدفع اليه شهريا.
وتنتشر مقرات ومكاتب كتائب حزب الله المتعددة في أحياء وشوارع مختلفة ببغداد، ابرزها كتائب حزب الله الذي يعد نفسه التنظيم الام ومقره الرئيسي في نادي الصناعة الرياضي في حي قناة الجيش فيما تتخذ كتائب حزب الله (سيد الشهداء والجند المكين والثائرون والغالبون والمتين والمختار والنبأ العظيم والفتح وروح الله والاشتر) مقرات لها في الكرادة الشرقية ومدينة الصدر واحياء الحبيبية والبلديات والمستنصرية والامين الاولى والثانية والبياع والوشاش ومنطقة ابو دشير في الدورة.
ويقول الخبير الامني في مستشارية الامن الوطني هشام الهاشمي ان كتائب حزب الله (الاصلية) تشكلت في عام 2007 تحت مسمى (المقاومة الاسلامية) في العمارة مركز محافظة ميسان المجاورة لايران ثم افتتحت فروعا لها في الناصرية والسماوة والبصرة في جنوب البلاد قبل انتقالها الى العاصمة بغداد.
ويضيف الهاشمي ان عددا من الاشخاص استغلوا اسم الكتائب وشكلوا منظمات غير معترف بها وبعضها لا وجود له على الساحة بقصد الابتزاز.
وحسب مصادر استخبارية عراقية فان الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق قدس الايراني يعد المؤسس الاول لكتائب حزب الله في العراق وساعده منذ البداية على تشكيلها ابو مهدي المهندس قبل ان يتحول في حزيران 2014 الى منظمة بدر عقب سقوط الموصل ويصبح نائبا لرئيسها هادي العامري.
ويرأس كتائب حزب الله في النجف اللبناني عدنان كوثراني وهو شقيق القيادي في حزب الله الشيخ محمد كوثراني، فيما يدير مقرها في البصرة المجاور لمعهد الامن وسط المدينة جاسم الكعبي.
وتعمد كتائب حزب الله في العراق التي تقلد المرجع الايراني اية الله علي خامنئي على غرار حزب الله اللبناني الى اضفاء الغموض على قياداتها الميدانية وتلجأ الى استخدام اسماء مستعارة والقاب حركية خشية الكشف عن هوياتهم الحقيقية.
ولم يعرف من قادة الكتائب غير جعفر الغانمي الملقب (ابو اسلام) وجاسم السوداني وعدنان المحمداوي، والثلاثة كانوا جنودا وضباط صف في الجيش العراقي السابق وهربوا الى ايران وانخرطوا في صفوف فيلق بدر اضافة الى رجل دين اسمه حجة المسلمين محمد السنيد ويقيم حاليا في الضاحية الجنوبية من بيروت وجعفر الحسيني الذي يتولى مهمة المتحدث الرسمي للكتائب.
وتشرف كتائب حزب الله (التنظيم الام) على قناة فضائية اسمها (الاتجاه) وفق مصادر اعلامية عراقية اضافة الى ادارتها لاذاعة محلية تبث على (اف ام) تحمل اسم (الكوثر) كما تصدر صحيفة اسمها (المراقب العراقي).
وينقل عن عدد من النواب قابلوا رئيس الحكومة حيدر العبادي مؤخرا وابلغوه بتجاوزات يقوم بها قياديو ومنتسبو الكتائب ضد رجال اعمال وتجار اغلبهم من الشيعة، انه اعترف لهم بعدم قدرته على ضبط الكتائب لانها غير مرتبطة بقيادة الحشد الشعبي ، حسب قوله.