بغداد – الراصد 24 ..
لم يعد التنافس بين المرشحين لخوض الانتخابات التشريعية العراقية مقتصرا على الجانب السياسي لاثبات قدرة اي منهم على حصد اكبر عدد من الاصوات للفوز بمقعد نيابي وانما تعداه الى لغة الجسد لغة الجسد من طريقة الكلام ومحتواه والصورة التي تترسخ بالاذهان وتتيح للناخب منح صوته للمرشحين.
ومثلت الانتخابات العراقية الحالية نموذجا غير مألوف عن مادرجت عليه العادة في الانتخابات السابقة من جهة التهافت غير مسبوق من بعض المرشحين على الترويج لانفسهم عبر مختلف وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بطرق تنم من خلال لغة الجسد عن السخرية اوالتشنج والوعود المعسولة فضلا عن الغرور والتكبر على الناخبين.
ووجد بعض المرشحون لانتخابات البرلمان العراقي في الاستعانة بشعراء ومطربين معروفين لغرض بث اغنيات تمجد بهم وتتغنى باعمالهم وشخصياتهم فرصة لاثبات الذات وسعي للترويج عنهم ، فخلال الايام الماضية بث الفنان العراقي “نور الزين” صاحب الشعبية الكاسحة بين الشباب والمراهقين العراقيين على مواقع التواصل الاجتماعي اغنية تمجد باحد المرشحين البارزين حضيت بتفاعل كبير فضلا عن بث قنوات تابعة لبعض الاحزاب اغاني حماسية تدعم مرشحين ينتمون لمليشيات الحشد الشعبي كما ان الامر لم يقتصر على الاغاني وانما لكتابة الاشعار مديحا لبعض المرشحين.
ولم يقتصر الامر على الاغاني والاشعار فبعض المرشحين يلجأون الى اطلاق تصريحات او التصرف بطرق غريبة لايأبهون بعدها لما يتعرضون له من سخرية في سبيل الوصول الى قلوب الناخبين وحصد اصواتهم للحصول على مقعد نيابي.
وخرج النائب فائق الشيخ علي زعيم لائحة ” تمدن ” عن المألوف والسائد في السباق الانتخابي عندما دعا شاربي الخمور او بالمصطلح العامي العراقي” العركجية” للتصويت له في الانتخابات التشريعية المقبلة كونه الوحيد الذي ناصرهم في البرلمان العراقي ودافع عن حقوقهم.
وقال الشيخ علي للذين يشربون الكحول في العراق في تصريح تابعته وكالة ( الراصد 24 ) امس انه “لم يدافع عنكم وعن حقوقكم احد على مر التاريخ”، مضيفا بأن ” الذي ساندكم في مجلس النواب العراقي هو فائق الشيخ علي عند إصدار قانون واردات البلديات”.
واضاف زعيم لائحة ” تمدن” ذات التوجه العلماني المدني “لأني وقفت معكم وأنتم أشرف من غيركم لأن الذي يشرب الخمر يحب الحياة والذين يتمسكون زيفا بالدين يقترفون أفعال سيئة كالسرقة ويقومون بعمليات التفخيخ، أطلب منكم التصويت لي في الانتخابات المقبلة”.
وتفصح تصريحات المرشحين للانتخابات البرلمانية او لغة جسدهم في البرامج الحوارية او الصور المنتشرة في شوارع بغداد عن ضعف واضح في نوعية النواب المقبلين في البرلمان العراقي الجديد.
وقالت الدكتورة سهام الشجيري الاستاذة في كلية الاعلام جامعة بغداد بان “هناك الكثير من الملاحظات على الحملة الدعائية الانتخابية للمرشحين وابرزها طريقة عرض صور المرشحين والمرشحات التي تتم بشكل فوضوي ومزدحم وغير مناسب كما لاتتلائم مع المكان الذي وضعت به فضلا عن التباين في احجامها فبعض الاحيان صغيرة جدا واحيانا كبيرة جدا”.
واضافت الشجيري المهتمة بلغة جسد المرشحين واداءهم الاعلامي في تصريح لجريدة ( الراصد 24) بان” صور الكثير من المرشحين تعطي انطباعا بانه مترف يرتدي بدلة باهضة الثمن وشكل وسيم بمساعدة الفوتو شوب سواء للنساء او الرجال”، موضحة بان” الشعب مفجوع بصور المرشحين مقابل الخراب الذي يعيشه فالمرشحون سواء من خلال صورهم او لقاءاتهم التلفزيونية يظهرون بانهم عبارة عن اغنياء بينما المفروض ان يتم الترويج لهم باساليب بسيطة في الدعاية الانتخابية وهي حالة مفقودة في السباق الحالي”.
واشارت الاستاذة في كلية الاعلام جامعة بغداد الى ان بعض المرشحات لجأن للترويج وكأنهن موديلات او للدعاية عن بعض الاماكن خاصة التركيز على اشكالهن وجمالهن”، لافتة الى ان “لغة الجسد او الصورة لدى الكثير من المرشحين تظهر وقوفهم بطريقة هتلرية ( نسبة الى المستشار الالماني ادولف هتلر) او صدامية ( نسبة الى الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ) واقرب الى التكبر والتعالي على الناس والمجتمع والبعض يبدو من خلال تصريحاته بانه متفضل على الشعب لانه مرشح ومترف ولم يأت للترشيح من اجل الانخراط بالسرقات والفساد المستشري في البلد وانما من اجل خدمة الشعب كما يحاول البعض الترويج”.
ونوهت الدكتورة سهام الشجيري الاستاذة في كلية الاعلام العراقية الى ان ” هناك انتشار لحالة تزييف بالوعي بمكانة وصورة البرلماني والمرشح خصوصا ان دوره يقتصر على كونه مشرعا للقوانين ومراقبا لاداء الحكومة وبالتالي هو غير معني كما يحاول البعض ترويجه في ملصقاتهم ولقاءاتهم بتوفير الخدمات والمدارس ورفع مستوى التعليم والصناعة والثقافة وتوفير حاجة الفقراء” مبينة بان ” لغة الجسد بالصورة والتصريح واللقاءات المباشرة تظهر ضعفا في اللغة وارتباك في الاداء وخاصة في التلفزيون وضعفا في ايصال الفكرة التي يعبر عنها اويسعى لايصالها الى الراي العام او الناخبين وقلة بمعرفة مايحتاجه الشارع العراقي كما ان الكثير من المرشحين لايجيد اساليب تسويق نفسه كصورة مقبولة لدى الراي العام”.
ووفقا لتصور الدكتورة الشجيري فان واقع البرلمان العراقي الجديد في المرحلة المقبلة سيكون”ضعيفا وامتدادا للبرلمانات العراقية في دوراتها المتعاقبة منذ عام 2004 ولواقع يريد ان يصعد من خلاله المرشحين لاغراض ليس من بينها خدمة المواطن العراقي وانما خدمة جيوبهم.”
ويتنافس في انتخابات 12 أيار ( مايو) المقبل 88 قائمة انتخابية و205 كيانات سياسية و27 تحالفا انتخابيا بمشاركة 7 آلاف و367 مرشحا.