ازهار كريم
اعتلى النعاسُ نصفَ وجهي المستيقظ
وابتسامةٌ ناعمةٌ طفتْ على نصفِهِ الآخر
هذا ما بدا لي حينَ نظرتُ بالمرآة
فعدتُ فوراً إلى سريري وحملتُ هاتفي وكتبتُ لهُ
( لا يتذكرُ احدُنا الآخرَ إلا حينما يحتاجهُ
أو يشتاقهُ
هذا إذا ما اعتبرنا إن الشوقَ نوعاً من أنواعِ الحاجةِ
لكنْ أنتَ
سأتذكركَ كلّما ابتسمتْ )
ردَّ بحزنٍ آسر
– وأنا سأتذكركِ بأسوءِ وأجملِ أيامي يا جميلتي حتى وإن لم ابتسمْ
– لا تقل ذلك..أتمنى أن لا تمر بأيامٍ سيئةٍ إطلاقا
–ستمرُ يا صديقتي ستمرُ.. وتكونين أنتِ نورها
ثم أردف( مجرد شعوركِ بهذا هو أعظم إنجاز لي, حتى وإن لم أعرفْ
ولكن حين عرفتُ تحققتْ الكثير من الأحلام )
كيف يرد بهذه التلقائية المغرية قلتها في نفسي وأنا أسأله
– كيف كانت رحلتك
– اقل ما يقال عنها أنها متعبة جداً
– جمال الطبيعة هناك يجردك حتى من اسمك , كيف لم يجردك من تعبك
– كنت اعمل طوال الوقت لم أرَ شيئا من الطبيعة
– لو تنازلت يوما عن العمل لرأيتها, لكنك..
قاطعني قائلا
حين تأتين سأراها
صمتُ لبرهة كي أتذوق كلامه كمن يتذوق أحلامه
وتركته يمتدُ بآفاقي كهلالٍ يريدُ أن يكبر
كلوحةٍ تريدُ أن تكتمل
كمصباحٍ يريدُ أن يضيء
سألتهُ لأبتعـد لهُ.. لا لأبتعـدَ عنـهُ
–لماذا تسرقُ الحياةُ أحلامَنا
لماذا تعيدُنا لتيهِنا الأول وضياعِنا الأول
نقطع آلاف الخطوات باتجاهها وحين نظن أننا اقتربنا من ذلك
يدركنا السراب
إلا تشعر بهذا ؟ لماذا تسرق الحياة أحلامنا؟
– متى فعلت ذلك وها أنتِ معي
وحين لم يتلقَ رداً مني أضافَ
حديثكِ هو الحياة يا سيدتي
وأهم سرقةٍ بالتاريخ
لم أكتب شيئا بعدها
لم يكتب شيئا بعدي
لكن الذاكرة أخذتني لقول فاتحة مرشيد
((ثمة فرص لا تتكرر لا وقت بعدها مناسب ))
أتراني فرصتك تلك أم أنكَ وقتي المناسب ؟!