بغداد – الراصد 24
تخوض 7 لوائح انتخابية مسيحية تضم نحو 70 مرشحا الى جانب قرابة 20 مرشحا اخرا في لوائح عامة غمار التنافس للحصول على 5 مقاعد في البرلمان المقبل مخصصة لهم وفقا لنظام “الكوتا” الذي يهدف للحفاظ على تمثيل الوجود المسيحي في ظل محاولات افراغهم من العراق.
ويتوزع اكثر 70 مرشحا ضمن 7 لوائح هي “ائتلاف الرافدين” و”ائتلاف الكلدان” و”المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري” و”قائمة بابليون” و”تجمع السريان” و”قائمة اتحاد بيث نهرين” و”قائمة ابناء النهرين” والمرشح المستقل فراس كوركيس لخوض الانتخابات في كل انحاء العراق والتنافس على 5 مقاعد ضمن “كوتا” مخصصة للمسيحيين في مجلس النواب تم توزيعها على محافظات اربيل (مقعد واحد) ودهوك (مقعد واحد) وكركوك (مقعد واحد) ونينوى (مقعد واحد) وبغداد (مقعد واحد) بينما يشارك نحو 20 مرشح خارج الكوتا ضمن لوائح متعددة
وقال المحلل السياسي المسيحي بسام ككا بان “المشاركة المسيحية في الانتخابات جيدة عدديا لكنها غير مؤثرة واقعا فالمشاركة المسيحية مهما كانت الا انها محددة بـ 5 مقاعد لم تحقق من خلال من شغلها مقبولية لدى الشارع المسيحي وانما التمثيل كان شكليا وصوريا لذر الرماد بالعيون”.
واضاف ككا في تصريح لـ ( الراصد 24) بان” الحضور المسيحي في البرلمان العراقي ومن خلال الدورات السابقة كان غير مؤثرا في احداث تغيير نوعي في طبيعة التشريعات وخاصة مايتعلق بالقوانين التي تخص الوجود المسيحي ” منوها الى ان ” 5 نواب مسيحيين اخفقوا في التاثير على الكتل النيابية الاخرى لعدم تمرير مايتعلق بالمادة 26 من قانون البطاقة الوطنية الموحدة الخاص باعتبار القاصرين المسيحيين مسلمين في حال اعلان احد الوالدين لاسلامهم فالتمثيل البرلماني للمسيحيين هو تمثيل شرفي” داعيا الى ” زيادة عدد النواب المسيحيين في البرلمان العراقي من خلال احتساب عدد المسيحيين المهاجرين الى الخارج وعدم الاكتفاء بعددهم داخل البلاد”.
واضاف عدم اتفاق الساسة او الاحزاب المسيحية الفاعلة على الدخول ضمن تحالف او ائتلاف واحد في الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها في 12 ايار ( مايو ) المقبل هما اخر ضمن سلسلة هموم المسيحيين الكثيرة في العراق منذ سقوط نظام صدام حسين في 2003 وما تعرض له الالاف منهم في محافظة نينوى ( شمال العراق) او مركزها الموصل الى حملات التهجير ونهب الاموال والممتلكات .
وبهذا الصدد شدد النائب عماد يوخنا عن المكون المسيحي في محافظة كركوك ( شمال شرق العراق) والمرشح عن “ائتلاف الرافدين” ( بزعامة النائب يونادم كنا) عن محافظة كركوك على رغبته في حال انتخابه مجددا في البرلمان العراقي الى استكمال انجاز” القضايا المهمة التي تخص حقوق شعبنا المسيحي ومنها عودة المهجرين وضمان حقوقهم بالتعويضات عن ما خسروه خلال سنوات تهجيرهم فضلا عن خلق بيئة مناسبة للعيش المشترك مع باقي المكونات في سهل نينوى”.
وقال يوخنا في تصريح لـ ( الراصد 24 ) بان” هناك ملفات مهمة نعمل على انجازها منها استحداث محافظة سهل نينوى وتعديل قانون البطاقة الوطنية الخاص باسلمة القاصرين المسيحيين واعادة اعمار المناطق المنكوبه فضلا عن مساعدة من يرغب بالعودة الى العراق من الدول الجوار والدول الاخرى بالاضافة الى العمل على منع اي محاولة تغير ديمغرافي على مناطق المسيحيون في عموم العراق لاسيما في منطقة سهل نينوى من خلال استحداث وحدات ادارية تخص الشبك والايزيدية والعرب السنه في المنطقة لتخفيف الزخم عن المناطق المسيحية والحفاظ على خصوصية كل مكون”.
ويشكو العديد من الساسة المسيحيون من تاثير الاحزاب الكبيرة على النواب المسيحيين الفائزين في الانتخابات التشريعية والاستحواذ على الكوتا من خلال الدفع بمرشحين يميلون الى الاحزاب الكبيرة التي تمكنت من استقطابهم عبر المال او منحهم الدعم السياسي مقابل الوقوف الى جانبهم في القضايا المهمة والحساسة.
كما لجأت طهران وضمن ستراتيجية التمدد في العراق الى السعي باختراق بعض المكونات الدينية او العرقية ومنها الوسط المسيحي حيث نجحت ومن خلال “الحرس الثوري الايراني” بتوطيد علاقتها مع بعض الشخصيات المسيحية وساهمت بتشكيل اذرع مسيحية مسلحة تم زجها ضمن هيئة الحشد الشعبي.
ولايجد دخول طهران الى الساحة المسيحية قبولا لدى اغلب الاحزاب او الاوساط الشعبية المسيحية لكن الدعم الايراني لـ ” بابليون” منح لزعيمها “ريان الكلداني” فرصة لدعم مرشحيه لخوض الانتخابات ضمن “الكوتا” على الرغم عدم تمتع كيانه بشعبية كبيرة في الوسط المسيحي وحصوله على دعم من انصار بعض الفصائل الشيعية من وسط وجنوب العراق.
ويحذر زعماء احزاب مسيحية من ممارسة الميليشيات والفصائل التي تمتلك السلاح لسياسة “الترهيب والترغيب” على المسيحيين سواء كان في سهل نينوى او في المناطق الجنوبية.
وقال النائب جوزيف صليوا مرشح “اتحاد بيث نهرين الوطني” في بيان صحافي امس إن”الاحزاب الكبيرة في العراق تحاول ابتلاع مقاعد حصة (كوتا) المخصصة للمسيحيين والشبك والتركمان بغية السيطرة على مقدرات هذه المكونات التي تضررت بسبب سلطة وسطوة الاحزاب الكبيرة”.
وأوضح صليوا بأن “الميليشيات والفصائل التي تمتلك السلاح تمارس الترهيب والترغيب على المسيحيين في الكثير من المناطق سواء كان في سهل نينوى أو في المناطق الجنوبية لدفعهم إلى التصويت لصالح شخصية معينة من الأحزاب التي تمتلك الأسلحة”، منددا بـ “ممارسات الفصائل المسلحة وتطالب الأمم المتحدة والرأي العام العراقي والعالم بالانتباه إلى هذا الأمر لأن هذه مسألة خطيرة”.
ولم يقتصر الترشيح المسيحي على “الكوتا” وانما شهدت الساحة الانتخابية ترشح شخصيات خارج قوائم “الكوتا” ينتمون الى احزاب علمانية ولوائح مدنية وعربية وكردية بهدف زيادة تمثيل المسيحيين في البرلمان العراقي ويرسخ مبدأي التنوع الاجتماعي والمواطنة في بناء الدولة.
وقال فارس ججو المرشح عن “التحالف المدني الديمقراطي” (تشكيل علماني) في تصريح لـ ( الراصد 24) بان “الترشيح ضمن القوائم العامة يمنح المواطنين العراقيين المسيحيين فرصة اضافية لحضور اقوى في البرلمان من أجل ترسيخ التنوع في المجتمع العراقي”.
واضاف ججو الوزير السابق في حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بانه “يسعى مع التحالف المدني والتنسيق مع الكتل السياسية الى كسر منطق المحاصصة الطائفية”.

المرشح المسيحي النائب جوزيف صليوا