بغداد / رحيم الشمري
اطلق مجلس الاعتدال ومجموعة من الناشطين المدنيين اول مبادرة في العراق “الاعتدال صوتنا” ، وسط التحديات التي يعيشها مجتمعنا ولمواجهة ضغوط خطابات متطرفة دينية وقومية تحث على العنف وممارسة الترهيب بحق الآخرين والشائعات التي تروجها تنظيمات ارهابية في شتى مناطق البلاد ، وتستخدمها كادوات لها مما يعرض السلم الأهلي لمخاطر عدة ، وان ممثلية الامم المتحدة اهتمت بشكل خاص بهذه المبادرة ومشروع صوتنا بوصفه وسيلة إعلامية مرئيّة تقدم حلولا ورؤى وتعمل على اعلاء خطاب الاعتدال وتؤسس لعراق مابعد داعش ، عراق عادل متنوع عظيم تحترم فيه كرامة الانسان ، ومؤسسات بمعنى اخر صوتنا تزرع الامال لعراق مدني اخر وهو ممكن .
وجاء في ورقة مبادرة “إعتدال” التي صدرت ووزعت ، انها جزء من مشروع “صوتنا” الذي يسعى لنشر مفاهيم السلام وترسيخ مبادئ التعايش السلمي بهدف التصدي لخطاب الكراهية والتحريض على العنف، من خلال اطلاق برنامج دقيق لخلق بيئة صالحة للحوار عبر خارطة سلام ، تمثلها شخصيات معتدلة تحظى بثقة المجتمعالعراقي ، تمثل شخصيات دينية واكاديمية وقادة مجتمع مدني وكتاب وإعلاميون وباحثون في مجال الديمقراطية وحرية التعبير، وممثلون عن وزارتي الدفاع والداخلية وعمليات بغداد ، وشخصيات قانونية من نقابة المحاميين وممثلين عن كافة الديانات وشيوخ عشائر عربية وكردية وتركمانية ، يمثلون “مجلس الإعتدال” الذي سيكون هدفه الاساسيالحفاظ على السلم الأهلي وتعزيز ثقافة الحوار والاعتدال ، بالاعتماد على اليات وفعاليات متنوعة .
وواجبات “مجلس الاعتدال” تتبني دعوة الشخصيات التي مثلت بشكل واضح وصريح صوت الاعتدال والحكمة طوال فترة الاحتقان الطائفي في العراق ، واهداف مبادرة تعمل على تنظيم الاصوات المعتدلة التي بقيت طوال السنوات الماضية أصواتا مبعثرة ، تغلبت عليها أصوات التشدد والتطرف التي عملت بانتظام وما زالت تعمل بشكل ممنهج وفاعل لصناعة العنف وتكريس خطاب الكراهية ، وسيتصدى لهذه الاصوات ببرنامج وضعت له خطة محكمة في الأشهر الثلاثة الاولى من تاريخ اطلاق المشروع ، والعمل على صناعة مركز قوى الاعتدال ورفع صوته ، بالامكانيات المتاحة لمنافسة الاصوات النشاز التي تنطلق من مراكز القوى السياسية والمالية والدينية والعسكرية .
ومبادرة “إعتدال” المتمثلة بمجلس الاعتدال ستعمل على إعادة تأسيس هوية العراق المعتدلة ، التي غيبت تماماً عنالمشهد السياسي والديني والاجتماعي ، وسيعمل المجلس علىإعادة دمج افراد المجتمع العراقي ، ضمن هذا المشروع منخلال جمع اصوت الاعتدال وفق اليات صناعة مركز القوىالمعتدلة ، التي سيكون هدفها الاساسي التأثير على الجمهور بشكل مباشر من خلال خطابها الاعلامي واستهدافه بخطط ايجابية تصب في صالح السلم الأهلي ، فعلى مدى السنوات الماضية طرحت وثائق لمبادرات عديدة للسلم الأهلي ، وتحديدا اثناء العنف الطائفي، وماتلى ذلك من احداث ، حتى سقوط مدينة الموصل وسيطرة تنظيم “داعش” الارهابي عليها وعلى مدن وبلدات اخرى ، مااسفر عن تهجير جماعي أجج خطاب الكراهية.. قوميا ومذهبيا، بشكل مخيف ، ما دفع المراجع السياسية والدينة الى محاولة تفعيل مبادراتها ودعواتها مجدداً لايجاد حلول لتفادي الصدام الطائفي ودعوات الانتقام ، الا ان اغلب هذه الجهات لم تعمل بشكل جاد لتفعيل المبادرات ، وفي وقت قصير اهملت تلك الاطراف هذه المبادرات لانها لم تكن جادة في تطبيقها .
وتم وضع خارطة طريق تبدي “صوتنا” اهتمامها بمبادرة “إعتدال” التي ستعمل طوعياً لإعادة احياء الاندماج المجتمعي وترسيخ ، مفهوم الحوار والتواصل ، من أجل سلامة المجتمع والحفاظ علىالسلم الاهلي ، من خلال مجلس “الإعتدال” الذي سيعمل وفق الية سياسية وميدانية محترفة تتمثل بوحدات متخصصة للتواصل والاتصال واقامة المهرجانات ، ذات الطابع الانساني ، نصطلح عليها “مسارات” وحدة الاتصال الجماهيري ، والاتصال السياسي ودراسة الأفكار وصناعة الرأي وتجارب الشعوب والصوت السياسي والشعبي ، وفعاليات شعبية تحث على التسامح ونبذ العنف والكراهية .