(أ ف ب) – الراصد 24 ..
تُعتبر منظمة «مجاهدي خلق» معارضة شرسة للنظام الإيراني منذ فترة طويلة.
وطلب الرئيس الإيراني حسن روحاني أول من أمس، من فرنسا اتخاذ إجراءات ضد أنشطة «مجموعة إرهابية» إيرانية موجودة في فرنسا، وضالعة في رأيه في الاضطرابات الأخيرة في إيران، في إشارة واضحة إلى «مجاهدي خلق».
أنشئت المنظمة في العام 1965 بهدف الإطاحة بنظام الشاه ثم النظام الإسلامي. وهي تستلهم الفكر الماركسي والإسلامي، وقد نشأت من انفصال داخل حركة تحرير إيران القومية بزعامة مهدي بازركان. وقضى معظم مؤسسيها في سجون الشاه محمد رضا بهلوي.
بعد فترة قصيرة اعتبرت فيها قانونية بعيد الثورة الإسلامية في 1979، أُعلنت المنظمة خارجة على القانون في 1981 إثر تظاهرة مسلحة قمعت بشدة.
وفي حزيران 1981، حملت السلطات الإيرانية «مجاهدي خلق» مسؤولية اعتداء بواسطة قنبلة استهدف مقر الحزب الجمهوري الإسلامي وخلف 74 قتيلاً بينهم المسؤول الثاني في النظام آية الله محمد بهشتي.
وبعد طردهم من إيران، لجأ المجاهدون إلى أنحاء مختلفة في العالم وخصوصاً فرنسا حيث استقروا في أوفير- سور- واز قرب باريس مع زعيمهم مسعود رجوي الذي أسس المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وفي 1986، طرد مسعود رجوي من فرنسا، في ظل سياسة تقارب مع إيران.
وتمركز مجاهدو خلق في العراق الذي كان يخوض حرباً ضد إيران وقاتلوا إلى جانب الرئيس الراحل صدام حسين، ما دفع النظام في إيران إلى وصفهم بأنهم «خونة»، ولا يزال يُستخدم هذا الوصف حتى اليوم.
وفي 1988، ومع انتهاء الحرب الإيرانية العراقية (1980 – 1988)، شنت المنظمة هجوماً عسكرياً على إيران وسيطرت على مدن حدودية عدة، لكن القوات المسلحة الإيرانية عمدت بعدها إلى سحق المهاجمين.
وتولت مريم رجوي زعامة مجاهدي خلق اعتباراً من 1989. وغالباً ما قورنت المنظمة بطائفة يهيمن عليها الزوجان رجوي. في 1993، ترأست مريم رجوي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
وفي 1987، أنشئت الذراع المسلحة لمجاهدي خلق وعرفت باسم «جيش التحرير الوطني لإيران» الذي تبنى عمليات عدة في إيران وخصوصاً هجمات في 1993 استهدفت أنابيب نفط ومسجد الإمام الخميني قرب طهران. كما نسبت إليه عشرات الجرائم.
وبعد سقوط نظام صدام حسين في 2003، نُزع سلاح المجاهدين وتم جمعهم في معسكر أشرف شمال شرق بغداد. في شباط 2012، وافقوا على مغادرة المعسكر للإقامة قرب بغداد قبل أن يغادروا العراق إلى ألبانيا بناء على طلب السلطات الأميركية والأمم المتحدة. وتم ذلك في أيار 2013.
وفي 2003، أوقفت مريم رجوي في فرنسا مع 160 شخصاً آخرين، ثم أفرج عنها بعد احتجاجات لأنصارها استمرت أسبوعين وتخللها إحراق شخصين لنفسيهما. وأجري تحقيق قضائي واسع على خلفية شبهات بأنشطة إرهابية، لكنه انتهى في أيلول 2014 من دون أي دليل.
وشُطب مجاهدو خلق في كانون الثاني 2009، من قائمة الاتحاد الأوروبي للمنظمات الإرهابية بعدما أدرجوا عليها منذ أيار 2002. وقامت الولايات المتحدة بالخطوة نفسها في أيلول 2012.
وفي تموز 2015، هاجمت مريم رجوي الاتفاق الذي توصلت إليه القوى الكبرى مع إيران حول برنامجها النووي. وفي تشرين الأول من العام نفسه، اتهمت المجتمع الدولي بـ«التساهل» مع إيران في موضوع عقوبة الإعدام.
من جهتها، احتجت الحكومة الإيرانية لدى فرنسا في تموز 2016 على التجمع السنوي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس الذي تعتبر طهران أن «يديه ملطخة بدماء الشعب الإيراني».