بغداد – الراصد 24 …
حفل التنافس في الانتخابات التشريعية العراقية المقرر اجراءها في 12 ايار ( مايو) المقبل بظواهر ومواقف غريبة لم تقتصر على التسقيط السياسي او بث المقاطع الفاضحة وانما تعدته الى حالات لاتخلو من الطرافة اثارت استغراب الشارع العراقي من ضعف السلطات العراقية على ضبط اليات السباق الانتخابي نحو البرلمان العراقي المقبل.
ومع ان بعض المرشحين اعتاد على الاعتماد على الغيبيات والروحانيات الا ان السباق نحو البرلمان العراقي افرز حالة غير مألوفة تتمثل بظهور مرشح للانتخابات ادعى ” النبوة ” في محافظة ذي قار ( جنوب العراق) بتكليف من الوحي حسب ادعاءه ليكون رئيسا لجمهورية العراق لكن سرعان ماتم القبض عليه اذ اعلنت اللجنة الأمنية في مجلس المحافظة عن اعتقال شخص يدعي بانه “نبي” مرشح لانتخابات مجلس النواب.
وقال رئيس اللجنة جبار الموسوي في تصريح صحفي ان “الأجهزة الاستخبارية في المحافظة اعتقلت مواطنا في قضاء الغراف شمالي المحافظة يدعي النبوة ويقول انه مرشح لانتخابات مجلس النواب” منوها الى ان “الأجهزة الأمنية ضبطت بحوزة المتهم 120 صورة وملصق بمختلف الاحجام يطالب فيها المواطنين بانتخابه لعضوية البرلمان المقبل”.
وأشار الموسوي إلى ان “التحقيقات كشفت ان المتهم ليس ضمن قوائم المرشحين بالمطلق و أن كل ما يقوم به هدفه التشويش على الرسالة الانتخابية بدوافع خارجية لم يكشف عنها” مؤكدا على ان “المتهم احيل الى القضاء مع صاحب المكتبة التي طبعت له الصور والمنشورات لينالا جزاءهما العادل وفقا للقانون”.
واثار قيام لائحة ” سائرون” ( تحالف انتخابي بين التيار الصدري بزعامة السيد مقتدى الصدر والحزب الشيوعي العراقي واحزاب ليبرالية) المعروفة بمواقفها المنددة بهدر المال العام والفساد المستشري في العراق بنصب لوحة دعائية على طول 10 كليومترات امتعاض العراقيين واستغرابهم.
وطرح العديد من المتابعين لمقطع مصور تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي للوحة الدعائية موجة من التساؤلات عن الاموال التي صرفت على اللوحة والتناقض في المواقف من قبل تحالف “سائرون” ازاء مايتم صرفه من قبل اللوائح الانتخابية المنافسة في الانتخابات وهو ما دفع المعلقين الى التاكيد على ان جميع الكتل او الاحزاب المنخرطة في العملية السياسية متورطة بهدر المال العام.
ولجأت اللوائح الانتخابية الكثيرة الى اساليب متعددة المرشحة لكسب اصوات الناخبين لصالحهم فبعض اللوائح لجأت الى توزيع الملابس الداخلية ومبردات الهواء وعليها الرمز او الشعار الانتخابي للائحة المشاركة في الانتخابات حيث تم تداول مقطع مصور متداول قيام عناصر ضمن الحملة الانتخابية لائتلاف دولة القانون (بزعامة نائب الرئيس العراقي نوري المالكي) برفقة مركبة مملوءة بـ” تي شيرتات” قطنية بتوزيعها على الاهالي في احدى المناطق مقابل انتخابهم كما تم نشر صور تظهر ملصقات لمرشحي تيار الحكمة ( بزعامة السيد عمار الحكيم ) على اكياس من السلع الغذائية الموزعة على المواطنين.
وفي معرض تعليقه على مايتم تداوله من صور تهدف للاساءة الى اللوائح الانتخابية اكد محمد المياحي الناطق الرسمي باسم قائمة تيار الحكمة الوطني بان ” الصور المتداولة في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تظهر وضع مرشحين للتيار على اكياس السلع الغذائية غير صحيحة وتمثل جزءا من حملة التسقيط والفبركة”.
واضاف المياحي في تصريح صحافي”نحن نوزع الورود وبرنامجنا الانتخابي الى الناس ولا نعطي الوعود والهبات ولا نشتري الذمم وهذا منهجنا في تيار الحكمة ومنهج السيد الحكيم”، متهما”جيوش الفيسبوك والمأجورين والقوى السياسية الذين يعتاشون على خلط الأوراق بالوقوف وراء هذه الاعمال” مؤكدا بان “الاستهداف والتسقيط والفبركة أصبحت رائجة كبضاعة تستهدف أغلب القوى السياسية”.
ومع انطلاق الحملات الدعائية للانتخابات العراقية في 14 من الشهر الجاري بدأت حملات تخريب وحرق واتلاف ملصقات المرشحين للانتخابات التشريعية تاخذ بعدا تنظيميا لم يقتصر على بغداد بل في غالبية المدن والبلدات العراقية.
وبحسب مصادر امنية مطلعة فان”حملات تخريب الدعاية الانتخابية لمرشحي الانتخابات التشريعية بات يصعب السيطرة عليها لتحولها الى حملات منظمة ذات بعد تنظيمي تضم عشرات الشباب المستقلين غير المنتمين للاحزاب ويصعب القبض عليهم والقاءهم بالسجن كما هو مفترض”، مشيرة الى ان ” قيام الشباب بحملات التخريب يعود الى النقمة المستشرية لتحميلهم الساسة والوزراء والاحزاب مسؤولية الازمات التي يشهدها العراق” لافتة الى انه ” تم القبض على بعض المتورطين لكن تم اطلاق سراحهم بعد اخذ تعهدات منهم بعدم تكرار مثل هذه الاعمال”.
ومثل لجوء بعض افراد الحملات الدعائية الى الاستعانة ببعض المعالجين الروحانيين المشهورين على مواقع التواصل الاجتماعي ومنهم “الشيخ احمد الوائلي” المكنى بأسم” ابو ثقب ” والمعروف بقيامه بعلاج المصابين بالامراض النفسية بالرقية والسحر ، احدى الوسائل المستخدمة لرفع اسهم لوائح معينة في السباق الانتخابي لكن ” ابو ثقب” نفسه طلب في مقطع مصور نشره اخيرا بـ “عدم استخدام اسمه لكسب الأصوات لصالح الاخرين ” مؤكدا على ان”خبر ترشحي في الانتخابات البرلمانية العراقية عار عن الصحة وخاصة إنني بعيد كل البعد عن السياسة”، موضحا بأن “مهمتي تقتصر فقط على معالجة المرضى والفقراء “.
واصبح انتشار صور المرشحات الحسناوات في القوائم الانتخابية العراقية في الشوارع والساحات العامة مادة للتندر والسخرية وحتى لجذب المترددين للتصويت في الانتخابات التي مازالت تشهد عزوفا شعبيا فالمرشحات بحسب الناخبين سيساهمن في حصد اصوات المترددين كما ان انتشار صورهن تسبب بوقوع حوادث سير تم تسجيلها في بعض الطرق لانشغال السواق بالنظر الى بعض صور المرشحات الجميلات اللاتي اسدت لهن برامج تعديل خدمة كبيرة لتغيير ملامح بعضهن لكي يظهرن اكثر جمالا وربما شبابا.
ويتنافس في الانتخابات العراقية 320 حزبا سياسياً وائتلافا وقائمة انتخابية موزعة على 88 قائمة انتخابية و205 كيانات سياسية و27 تحالفاً انتخابيا بمشاركة 7 آلاف و367 مرشحا، وهذا العدد أقل من مرشحي انتخابات العام 2014 الذين تجاوز عددهم 9 الاف مرشح.

ملصق انتخابي لمدعي النبوة
مدعي نبوة لم يهنأ بخوض الانتخابات ولوائح تستعين بمعالج روحاني ومرشحات تسببن بحوادث سير
مقالات ذات صلة
-
العضو الفخري لجمعية “إعلاميون”.. عقاب العبيوي: برؤية ولي العهد.. المملكة رقمًا صعبًا وعضو رئيسًا وفاعلًا ليس بG20 بل في الساحة الدولية قاطبة
-
العضو الفخري لـ “إعلاميون”.. عادل الشاعر: ولي العهد أعطى زخمًا وأبعادا عالمية غير مسبوقة لقمة الـ 20
-
بارزاني و علاوي يؤكدان على حل المشاكل بين اربيل وبغداد قبل تفاقمها