فوزي الاتروشي وكيل وزارة الثقافة
فجرَ الإرهابيون مقهاه الذي يمثل أشهر عنوان ثقافي في بغداد والعراق وفقد في التفجير الإجرامي خمسة من أولاده، ورحلت زوجته العزيزة حزناً وألماً.
أنه محمد الخشالي صاحب مقهى الشابندر الذي ما زال محتفظا بابتسامته العريضة وهو يستقبل يومياً، ولا سيما أيام الجمع، العشرات من المثقفين الكتاب والشعراء والمفكرين والفنانين النساء والرجال في مقهى هو في الواقع مركز ثقافي عريق ومكان للتعارف والتواصل والكتابة والنقاشات الفكرية والسياسية وتبادل الكتب والإصدارات.
كلما التقيته صباح أيام الجمع أجده في قمة العطاء والأمل والتفاؤل، لا يشتكي ولا يحزن ولا يمل من الحياة. محمد الخشالي عراقي بفكره وأقواله وملامحه وسلوكه وصفاء سريرته ونقاء نيته لا يعبأ بالمال فثروته معنوية واعتبارية. وفي يوم الجمعة 12/12/2014 بادرته بالقول انه يستحق تمثالا في شارع المتنبي الرئة التي تتنفس فيها الثقافة العراقية بأجلى صورهن.
مؤخرا أقدم على إنشاء مكتبة في المقهى لتوسيع إطار المطالعة والقراءة فكان أن زودناه بعدد كبير من الكتب ومنها كتب مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية/ 2013.
والجميل في هذا المقهى انه المكان الوحيد في بغداد الذي تجلس فيه النساء المثقفات من دون حرج لمشاركة الرجال النقاش والحوار والاستمتاع بمنظر شارع المتنبي المزدحم بالمثقفين وبأكشاك الكتب والمجلات في كل مجالات المعرفة ودائما هناك احدث وأندر الإصدارات.
محمد الخشالي ومقهاه وزبائنه وطريقة تعامله وتواصله مع الآخرين برغم كل أحزانه الشخصية نموذج يقتدى للانسان المكرس للاخرين كجسر تواصل.
والى ذلك فهو منفتح على كل المكونات العراقية فالشاب الكردي القادم من اربيل موجود دائما الى صفه والزبائن من كل التنويعات العراقية، اما اقداح الشاي والحامض وقناني الماء واحيانا فناجين القهوة فهي تدور على الجميع باسعار رخيصة لا تثقل كاهل وجيب اي مواطن.
مقهى الشابندر باب مشروع ونافذة للهواء الطلق ورئة صحية يتنفس من خلالها الجميع في وطن صارت الاماكن فيها خراب وحرائق ودخان بفعل الارهاب الاسود دعونا ننحني اكراما لهذا الرجل الجميل والمثقف محمد الخشالي..