بغداد – الراصد 24 ..
نقل عن نشطاء ومراقبين سياسيين في الموصل التي يحتلها مسلحو (داعش) منذ العاشر من حزيران الماضي، انهم يتوقعون حدوث انشقاقات واسعة في التنظيم بعد ظهور خلافات بين قياداته السياسية والميدانية وتبادل اتهامات فيما بينها برزت الى العلن مؤخرا على خلفية معلومات تؤكد حصول عمليات بيع مناطق ومدن كان يحتلها التنظيم الى ايران.
ونسب الى عدد من الاكاديميين والاساتذة الجامعيين وصلوا الى اربيل في الاسبوع الماضي انهم لاحظوا حصول تنقلات في مراكز عدد من القياديين الميدانيين واغلبهم من الضباط العراقيين السابقين الذين ارتبطوا بالتنظيم في اوقات مختلفة، حيث سحب الكثير منهم ممن كانوا يتولون مسؤوليات عسكرية متقدمة في محاور جنوب محافظة صلاح الدين خلال الشهور الثلاثة الماضية تم نقلهم الى قاطع سنجار وربيعة وحل بدلا عنهم قياديون سوريون لا يعرف ان كانوا عسكريين او دعاة دينيين، واكدوا أن التنظيم في الموصل يشهد لغطا متزايدا منذ انتهاء معارك آمرلي والضلوعية والسعدية وجلولاء في نهاية العام الماضي.
وتوقع استاذ في جامعة الموصل غادر المدينة في وقت سابق كان يتابع ما يحدث في التنظيم عن كثب ان يبرز تيار جديد من داخل (داعش) يقوده عراقيون يدعو الى الانسحاب من المحافظات والمدن السنية بعد فشل التنظيم في تطبيع العلاقات مع ابنائها واخفاقه في عقد صلات تعاون مع فصائل مقاومة وحركات سياسية كانت تنشط فيها قبل حزيران الماضي.
ووفق ما ينقل عن مواطنين اضطروا للبقاء في الموصل ولم تسنح لهم الظروف بمغادرتها، انهم سمعوا من قيادات داعشية من اصول موصلية حصول (خيانات) من مسؤولي التنظيم في معارك آمرلي وسامراء في محافظة صلاح الدين والسعدية وجلولاء في محافظة ديالى، وتسود حالة من الشكوك تجاه مسؤولي تلك المناطق الذين عادوا الى الموصل بعد خسارة تلك المناطق ولم يحدث لهم شيء رغم وجود دلائل ملموسة تثبت تقاعسهم في المعارك بالمناطق المذكورة.
واشار المواطنون الى ان قيادة ولاية الموصل كما يسميها داعش حذرت مسلحي التنظيم عبر خطب الجمعة في الاسابيع الاربعة الماضية من الاستماع الى الشائعات التي تستهدف من وصفتهم بـ(المجاهدين) بعد تسرب معلومات يتم تداولها في اوساط عراقية داخل التنظيم عن عمليات بيع آمرلي وجلولاء الى الايرانيين بمبالغ كبيرة والانسحاب منهما دون قتال جدي.
ونقل عن الشيخ الانصاري وهو احد كبار الائمة في التنظيم في خطبة الجمعة في العشرين من شباط الماضي قوله :(ان اعداء الدولة الاسلامية يبثون سمومهم في الطعن بالمجاهدين والنيل من تضحياتهم فلا تصدقوا ما يقال عن عمليات بيع مناطق وبلدات الى العدو) في اشارة واضحة الى انتشار انباء داخل التنظيم عن صفقات جرت بين مسؤولي مدينتي آمرلي وجلولاء وقادة ايرانيين يعتقد ان الجنرال قاسم سليماني يمثلهم، انسحب بموجبها مسلحو داعش من المدينتين بعد اشتباكات صورية مع القوات الحكومية والمليشيات الشيعية والبيش ميركة الكردية.
ومنذ منتصف الشهر الماضي وقبل ان تبدأ المعارك في محافظة صلاح الدين، فان الشائعات المتداولة في الموصل تشير الى عقد صفقة بين قياديين في التنظيم ومسؤولين ايرانيين تتضمن قتالا محدودا وانسحابا منظما لمسلحي التنظيم من تكريت والدور والعوجة واطراف سامراء تحديدا، مقابل ملياري دولار يتردد ان قاسم سليماني دفعها الى احد مساعدي زعيم داعش ابي بكر البغدادي يدعى ابو طلحة الحمصي في محافظة الرقة السورية.
وفي هذا السياق فان السياسي المستقل ناجح الميزان المقيم في اربيل ابدى استغرابه من سقوط مناطق ومدن كان يحتلها التنظيم بشكل غير متوقع وبسهولة جدا.
وقال الميزان في تصريحات صحفية اطلعت انه بمجرد وصول الجنرال الايراني قاسم سليماني الى المدن الساخنة فان مسلحي داعش ينسحبون منها دون قتال، مما يؤكد وجود تفاهمات سرية بين الجانبين.!
ومما عزز من صدقية تلك التكهنات ان مقاتلين في قوات الحشد الشعبي التي يقودها سليماني تحدثوا لوسائل اعلام محلية وقنوات تلفزيونية واكدوا ان الدواعش في قضاء الدور هربوا منه قبل الهجوم عليه بساعات ، موضحين في الوقت نفسه انهم لم يخوضوا قتالا في قريتي العوجة والبو عجيل اللتين كانتا مهجورتين تماما من المسلحين حتى ان الطريق نحو تكريت كان سالكاً بلا عراقيل او عقبات، رغم ان المعلومات التي روجت قبل الشروع بالعمليات العسكرية كانت تحذر من قوة واستحكامات داعش في هذه البلدات، والمفارقة في هذا المشهد الغريب ان القنوات الفضائية كـ(الغدير والعهد وآفاق والفرات والمسار) راحت تبث صورا وافلاما ولقاءات يومية من ساحة العمليات يظهر فيها مقاتلو الحشد وهم في حالة استرخاء دون ان تبدو عليهم مشاركات قتالية فعلية.
على الصعيد نفسه فان سياسيين ونوابا من السنة لهم علاقات معلنة ومعروفة مع السفارة الامريكية ببغداد اكدوا ان الجانب الامريكي كان على علم بتفاصيل الصفقة بين داعش وسليماني في محافظة صلاح الدين، وانه ازاء ذلك اتخذ البنتاغون قرارا يتضمن حظر مشاركة الطيران الامريكي في عمليات صلاح الدين.
وبهذا الصدد فان نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي وشقيقه اثيل محافظ نينوى يشعران بقلق بالغ ازاء انباء تشير الى عدم استبعاد حصول صفقة بين تنظيم الدولة الاسلامية والجنرال الايراني يتخلى بموجبها التنظيم عن مدينة الموصل ويسلمها الى الحشد الشعبي.
وينقل عن مسؤولين اكراد في اربيل ان اثيل النجيفي نقل مخاوفه الى رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني قبل اسبوعين ودعاه الى التحرك لافشال الصفقة لما تحمله من تداعيات خطيرة على مستقبل المدينة وسكانها.