الراصد 24 (وكالات)…
عدت منظمة بريطانية معنية بحماية المؤسسات الأكاديمية، اليوم الخميس، أن سيطرة (داعش) على جامعتي الأنبار والموصل، وممارساته “التعسفية” هناك، إعادتهما إلى “العصر الحجري”، ورأت أن الجامعات البريطانية قد تكون قادرة على تقديم المساعدة في هذا المجال، من خلال دعم إقامة أبنية بديلة في مناطق آمنة من العراق.
جاء ذلك في تقرير لمنظمة كارا Cara البريطانية المعنية بحماية المؤسسات الأكاديمية التي تتعرض للمخاطر في مناطق النزاع في العالم، بحسب ما أورد موقع تايمز هاير ايدجوكيشن البريطاني لتصنيف الجامعات العالمية Times Higher Education World University Rankings، عن مدى “التأثير المدمر” الذي خلفه تنظيم (داعش) على المؤسسات الأكاديمية في المناطق التي استولى عليها في العراق.
ونقلت منظمة كارا عن أحد شهود العيان من الأكاديميين في الرمادي، رفض الكشف عن اسمه، عما تعرضت له جامعة الأنبار، قوله إنه “حتى قبل فرض التنظيم سيطرته في حزيران 2014 المنصرم، فإن الأكاديميين لم يكونوا قادرين على التحدث بحرية أو طرح آرائهم علناً عن داعش، لوجود طلبة لهم علاقة بالتنظيم”، مشيراً إلى ان “العديد من المحاضرين كانوا يتعرضون للخطر أو الضرب من قبل أولئك الطلبة، إذا ما اعطوهم درجة قليلة”.
وأضاف الأكاديمي، أن “الامور زادت سوءاً بعد أن هيمن تنظيم داعش على المنطقة، وطالب أساتذة الجامعة الترويج لفكره خلال المحاضرات”، مبيناً أن الذي “كان يمتنع عن ذلك من التدريسيين يتعرض للتعذيب بل وحتى القتل”.
وأوضح التدريسي في جامعة الأنبار، أن “داعش منع الأكاديميين من مغادرة مبنى الجامعة واستخدمهم كدروع بشرية”، لافتاً إلى أن “أبنية كلية القائم التي احتلها تنظيم داعش، تحولت إلى سجون وقاعة محكمة”.
وذكر الأكاديمي شاهد العيان، أن “الأمر لم يقتصر على ذلك، حيث بدأ مسلحو التنظيم باعتقال التدريسيين الواحد تلو الآخر واقتيادهم إلى السجن، الذي هو في الحقيقة كليتهم، وتعريضهم للإهانة والتعذيب”، وتابع ان “المحظوظ منهم كان من استطاع الهرب من المدينة مع عائلته تحت ظروف خطيرة، للتخلص من ذلك المصير”.
واستطرد الشاهد للمنظمة البريطانية، أن “ذنب التدريسيين الوحيد إزاء ذلك كله، هو أنهم يريدون الارتقاء بالتعليم العالي في البلد وتدريس الطلبة معلومات حديثة”، مستدركاً “لكن ذلك كان مرفوضاً تماماً من قبل تنظيم داعش”.