بغداد – متابعة الراصد 24 ..
«رجل واحد، له سبعة أسماء مستعارة، أعلن عن مقتله أربع مرات، الرجل الثاني في أخطر تنظيم إرهابي اليوم، وها بدأ الغموض ينقشع»
«حجي إمام»، «على الأنباري»، «أبو علاء العفري»، «حجي إيمان» أو «القادولي» جميعهم أسماء شخص واحد أربك الشرطة العراقية والاستخبارات الأمريكية، ويبدو أن الغموض صار سمة أساسية له، فحتى ويكيبيديا تضع سيرتين لحياتية، كما تعتبره أمريكا الرجل الثاني في تنظيم الدولة. تقول صحيفة «ذا ديلي بيست» إن اسمه القانوني هو «عبدالرحمن مصطفي القادولي».
أعلن الجيش الأمريكي عن مقتل «القادولي» في غارة جوية في «دير الزور» شرق سوريا في 25 مارس (آذار) الماضي، وذلك على الرغم من إعلان العراق مقتله أربعة مرات، وإعلان أمريكا عن مقتله مرتين من قبل. تكشف صحيفة «ذا ديلي بيست» عن حقيقة القادولي وتاريخه وأدواره في التنظيم، كما ذكرت في تقرير لها أنها تمكنت من الحصول على تسجيلات للقادولي امتدت لـ20 ساعة من خطبه. مشيرة إلى أنه رجل لم يسمع عنه إلا وقت مقتله المتكرر، وفي نفس الوقت هو الرجل الثاني حسب وصف أمريكا، هو بالتاكيد أمر جلل، وخاصة، بعد هالة الأساطير والشائعات فضلًا عن التضليل الذي لحق سيرته.
من هو القادولي؟
تشير أحد الروايات، بحسب الصحيفة، أن «القادولي» هو مدرس فيزياء انضم لقوافل المجاهدين منذ عام 1980، ويقال إنه كان قائدًا عامًا في الجيش العراقي. بدأ « القادولي» حياته كداعية غير رسمي، وبعد المضايقات التي تعرض لها من قبل صدام حسين ونظامه، ترك العراق متجها إلى أفغانستان في أواخر 1990. وعاد في عام 2000 إلى « السليمانية» في شمال شرق العراق حتى ينضم إلى أنصار الإسلام، وهو أحد التنظيمات الجهادية التي تقوم بعمليات في إقليم «كردستان». في 2003 دشن مجموعة مستقلة محلية إسلامية في « تلعفر» عرفت بجماعات الجهاد؛ لمقاتلة قوات الاحتلال الامريكية. وانضم لتنظيم القاعدة في العراق عام 2004. وصار تحت قيادة الجهادي الأردني «أبي مصعب الزرقاوي».
وتشير الصحيفة أنه على الرغم من الوصول لبعض تاريخه، كما ذكر سابقًا، إلا أنه ما يزال يحيط به الغموض، على سبيل المثال: ما هي مدينة ميلاده؟ أهي « تلعفر»، ولذلك أطلق عليه العفري؟ مع العلم أن المدينة اشتهرت بسوء سمعتها؛ لتصديرها سيل من المجندين لداعش! أم أن موطنه الأصلي منطقة «الأنبار»، لذلك أطلق عليه الأنباري؟ إلا أن الصحيفة أوردت عن لسان أحد الصحفيين المشهورين المتخصصين في المجموعات والتنظيمات الإسلامية أنه ولد في جنوب منطقة «نينواة».
أفكاره
من خلال تسجيل مدته 20 ساعة لخطب عدة ألقاها القادولي على قادة التنظيم على كل المستويات حتى العليا منها، نجد أنه ركز على العقيدة الإسلامية، ونظرته لمعايير الديموقراطية الحديثة. ويتضح، وفق الصحيفة الأمريكية، أن خطاباته مبنية على كراهيته المَرَضيَّة لليزيديين، وهوسه بالسنة غير الملتزمين أو الفاسدين لمجرد رغبتهم في مشاركة غير المسلمين. بالنسبة «للقادولي» ليس هناك الكثير من الخيارات: إما أن تنضم لميليشيات التنظيمات التكفيرية أو تتعامل مع مؤسسات الدولة الديموقراطية.
اليزيديون
تقول «ذا ديلي بيست» إن تسجيلات خطب « القادولي» تظهر بشكل عام أن خطبه كانت مقسمة لعدة نقاط أساسية عبر فيها عن آرائه ضد القوانين والمؤسسات – الوضعية – والبرلمانات والمحاكم والأعراف الديموقراطية مثل تقسيم السلطة والسيادة الشعبية، كما يعرض فيها رؤيته للأقليات الاخرى، وبالاخص « اليزيديين» بوضوح. فعلى سبيل المثال: هو يرى اليزيديين على أنهم «كفار»، ولا يجوز للمسلمين المشاركة في برلمان أحد أعضائه من اليزيديين، ولا يجوز من الأساس مشاركة المسلمين الكفار البرلمانات والتشريعات الديموقراطية.
كما تقول « ذا دديلي بيست» فإن التسجيلات أظهرت أن «القادولي » ينكر الدستور العراقي؛ لسماحه لليزيديين بناء دور عبادة ولا يسمح للمسلمين بهدم دور عبادة غير المسلمين. ويظهر «القادولى» مقته الواضح لـ« سليم الجبوري» المتحدث السني باسم البرلمان العراقي، والقيادي في الحزب الإسلامي العراقي المنحاز لجماعة الإخوان المسلمين؛ وذلك لأنه يريد عودة اليزيديين لموطنهم، وأن تترك لهم حرية بناء دور العبادة الخاصة بهم، بل لو استطاع لأمدهم بالمال لبنائها. ويذكر أيضا حسب مقال «ذا ديلي بيست» أن ذوي العمائم – أي الأئمة- التابعين للنظام العراقي سيسمحون لهم بذلك. بالإضافة إلى ذكره الشيعة في التسجيلات، كما أنه يعيب على الدستور أنه يكفل للكفار بناء دور العبادة وحمايتها وحرية ممارسة الطقوس الدينية.