عمان – الراصد 24:
حدّد عناصر تنظيم “داعش” المتطرف هدفًا ثقافيًا جديدًا لهم عبر تهديدهم بنسف مدينة نمرود الأثرية في جنوب الموصل بعدما أثارت عملية تدمير الآثار مخاوف على ما تبقّى من مواقع أثرية في محافظة نينوى ومركزها مدينة الموصل في وقت أكدت دار الإفتاء المصرية أن هدم الآثار بدعة لا تستند إلى نص شرعي مذكّرة بأن الصحابة تاريخيًا حافظوا على معالم مصر التراثية لدى “فتحها”.
وأعلنت دار الافتاء المصرية الجمعة ان تدمير جهاديي تنظيم الدولة الاسلامية في الموصل قطعًا أثرية تعود الى حقبات تاريخية سبقت الاسلام يفتقد الى “اسانيد شرعية”، موضحة ان الحفاظ على التراث “أمر لا يحرّمه الدين”.
وبث تنظيم داعش الخميس شريطا يظهر جهاديين وهم يحطمون تماثيل ومنحوتات تعود الى حقبات آشورية وآكادية في متحف الموصل، مستخدمين مطارق وآلات ثقب كهربائية.
واكدت دار الافتاء في بيان ان “الآراء الشاذة التي اعتمد عليها “داعش” في هدم الآثار واهية ومضللة، ولا تستند إلى أسانيد شرعية”، واشارت الى ان “هذه الآثار كانت موجودة فى جميع البلدان التي فتحها المسلمون، ولم يأمر الصحابة الكرام بهدمها أو حتى سمحوا بالاقتراب منها”.
التاريخ شاهد واوضحت ان “الصحابة جاؤوا إلى مصر إبان الفتح الإسلامي، ووجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها، ولم يصدروا فتوى أو رأيًا شرعيًا يمسّ هذه الآثار، التي تعد قيمة تاريخية عظيمة”.
اضافت ان “الآثار تعتبر من القيم والأشياء التاريخية، التي لها أثر في حياة المجتمع وبالتالى فإن من تسوّل له نفسه، ويتجرأ، ويدعو إلى المساس بأثر تاريخي، بحجة أن الإسلام يحرّم وجود مثل هذه الأشياء في بلاده، فإن ذلك يعكس توجهات متطرفة تنمّ عن جهل بالدين الإسلامي”. وشددت على أن “الحفاظ على هذا التراث ومشاهدته أمر مشروع ولا يحرّمه الدين”.
ويضم متحف الموصل تماثيل وآثار من الحضارات الآشورية والهلنستية والآكادية، يعود تاريخها الى قرون عدة قبل المسيح، ما حدا بخبراء الى المقارنة بين تدمير آثار متحف الموصل، وقيام حركة طالبان الافغانية في العام 2001 بتدمير تمثالين عملاقين لبوذا في منطقة باميان. ويأتي تدمير الآثار بعد نحو اسبوعين من تبني مجلس الامن قرارًا هدفه تجفيف مصادر تمويل تنظيم الدولة الاسلامية، بما فيها تهريب القطع الآثرية.
محو حضارات وأكد الخبراء عملية التدمير، واعربوا عن الاسف لها. وطالبت منظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) الجمعة بعقد اجتماع طارئ لمجلس الامن الدولي حول القضية. وقالت مديرة المنظمة ايرينا بوكوفا في بيان ان “هذا الاعتداء هو اكثر بكثير من مأساة ثقافية، هذا ايضا شأن امني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق”.