بغداد – الراصد 24 ..
طغى على السباق الانتخابي نحو البرلمان العراقي حالة لم تكن مألوفة في الحياة السياسية العراقية خلال الاستحقاقات الانتخابية بعد عام 2003 تتمثل بترشيح اسماء لامعة ووجوه اعلامية وصحافية وفنية معروفة على اللوائح الانتخابية للكتل السياسية في ظاهرة اثارت انقساما ولغطا في الاوساط الثقافية العراقية.
ويخوض غمار التنافس في الانتخابات التشريعية المقرر اجراءها في منتصف ايار (مايو) المقبل اكثر من 30 صحافيا واعلاميا يعملون في مختلف الحقول الاعلامية وخاصة تقديم البرامج او نشرات الاخبار او صحافيين معروفين سيعتمدون في دعايتهم الانتخابية على كونهم شخصيات عامة ومعروفة مما يعينهم على اختصار اشواط طويلة لتعريف الناخبين بهم.
ويبدو ان بعض اللوائح الانتخابية وخاصة في العاصمة بغداد وجدت في العاملين بمجال الاعلام والفنانين مدخلا مهما ضمن محاولاتها لتغيير توجهات الشارع العراقي الناقم على الساسة الكبار واخفاقاتهم في انتشال البلاد من ازماتها حيث انتشرت في الشوارع والساحات العامة صور مرشحين ومرشحات لهن حضور في الساحة الاعلامية العراقية من بينهن على سبيل المثال لا الحصر الاعلامية نوال المعتصم والاعلامية لينا فائق والصحافي المعروف بالدفاع عن حقوق الصحفيين هادي جلو مرعي ومقدمي البرامج في “قناة العراقية” عزيز الحاج وفي “قناة العهد” وجيه عباس بالاضافة الى قائمة من الاعلاميين والاعلاميات والصحفيين والمثقفين والفنانين الذين يزاحمون زعماء سياسيون في مقدمتهم رئيس الوزراء حيدر العبادي وسلفه نوري المالكي ورئيس الحكومة الاسبق اياد علاوي ورئيس البرلمان سليم الجبوري واسماء اخرى تعتبر من اقطاب السياسة العراقية.
ومن ابرز الاسماء التي فاجئ ترشحها لخوض انتخابات البرلمان الاوساط العراقية يبرز اسم المطرب المعروف فاضل عواد وهو من اهم مطربي جيل السبعينيات والذي انخرط في لائحة الوطنية ( بزعامة نائب الرئيس العراقي اياد علاوي) ولم يكن يعرف عنه انتماءا سياسيا سابقا اذ يميل الى الغناء”الصوفي” كما انه يحمل شهادة الدكتوراه في الموسيقى.
ولم ترق ظاهرة ترشيح عدد من المثقفين والاعلاميين والفنانين الى الانتخابات التشريعية الى بعض المختصين بالشؤون الثقافية كونها حالة تعكس سيطرة الاحزاب على المثقف العرافي لدفعه الى التخلي عن قدرته على التغيير فضلا عن محاولة تبديد مصادقية الاعلامي العراقي.
وقال الكاتب والمخرج التلفزيوني العراقي طالب محمود السيد ان “ظاهرة ترشيح الاعلاميين والفنانين والمثقفين الى انتخابات البرلمان العراقي للعام الحالي تعتبر ظاهرة ملفتة للانتباه في السباق الانتخابي الجاري ظاهرها حالة صحية وايجابية لكن المطلع على الوضع الحالي وتداخلاته سيجد فيها ظاهرة تستحق الدراسة خصوصا ان بعض الاعلاميين يشعرون بان لهم جماهيرية ناجمة من خلال عملهم في وسائل الاعلام وهو حالة اقرب الى الوهم”.
واضاف المخرج التلفزيوني العراقي في تصريح لـ ( الراصد 24 ) بان” من خلقته الشهرة المزيفة عبر ( اللايكات) اي ( الاعجابات) على منشوراته اوصوره في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي سيتخيل بان له شعبية اوجماهيرية تمكنه من دخول البرلمان كما ان بعض المرشحين والمرشحات من فنانين واعلاميين واعلاميات استند على الاساس العشائري في ترشحه للبرلمان وهي ظاهرة غير صحية” موضحا بان ” العاملين في مجال الاعلام يجب ان يتحلوا بالموضوعية والاستقلالية والمرشح او المرشحة لخوض الانتخابات النيابية لابد ان يكونوا على لائحة معينة او حزب بمعنى تبنيه لمشروعهم وبالتالي سيكون منضويا تحت شعارات واهداف هذه الكتل”.
واشار الكاتب والمخرج طالب محمود السيد الى انه في”حال عدم فوز المرشحين من اعلاميين او اعلاميات فان ذلك سيؤدي الى انهيار الصورة الحيادية لهم ويكونوا ممثليهم في القنوات التلفزيونية وفي حال الفوز سيجدون انفسهم واجهة من واجهات الاحزاب المنضوية في قبة البرلمان وهذا انهيارا كبيرا للقيم المهنية الصحفية في الموضوعية والحيادية في الرقابة” مشددا على ان “الاعلامي والمثقف عموما قادر على احداث التغيير لكن ليس من خلال قبة البرلمان وانما عبر منظمات المجتمع المدني والنقابات والنشاطات الاخرى عبر الصحيفة او المسرح اوالسينما اوالكتابة”.
وتشغل قضايا الحريات العامة وبناء دولة مدنية جيزا واسعا من البرامج الدعائية للمرشحين والمرشحات من العاملين في مجال الاعلام والتعهد لناخبيهم الذين لايعرفونهم الا بكونهم اعلاميين او صحفيين بتحقيق وعودهم اذا ما قدر لهم الفوز بعضوية مجلس النواب العراقي.
وتدافع الاعلامية عايدة ابراهيم علي مراد المرشحة ضمن قائمة ائتلاف دولة القانون (بزعامة رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي) عن حق العاملين في مجال الاعلام بالدخول الى السباق نحو البرلمان العراقي، مشددة بان” ترشيح الإعلاميات لبرلمان ٢٠١٨ يأتي لما تعانيه البلاد من عقبات بعد ١٥ سنة من النظام الديمقراطي والذي وجدت الصحفية والباحثة والكاتبة فيه الحاجة لدخولها قبة البرلمان للسير نحو طريق يخدم البلاد”.
وتابعت المرشحة مراد في تصريح لـ ( الراصد 24) بان” الصحفي والاعلامي يقدم خدمة مجانية للدولة من خلال الرصد والتنبيه والتشخيص لكافة الجوانب السياسية والخدمية والاجتماعية والإدارية ونجد بان المشاركة بعضوية مجلس النواب يمثل الدافع الاول لما نراه من وجوه جديدة عملت بالساحة الإعلامية من اجل الانتقال للعلاج المباشر بدلا من الكلام مع المسؤول وهو مايتيح للاعلامي ليصبح مسؤولا يحل ويعالج واقع الحال خاصة الجوانب الدستورية والقانونية والانسانية”.
كما ترى الإعلامية كولشان جلال مصطفى المرشحة التركمانية ضمن ائتلاف الوطنية (بزعامة نائب الرئيس العراقي اياد علاوي) بان دافع تغيير واقع الحال “دفع الإعلاميين والصحفيين للترشيح ومصرين على تحقيق تغيير شامل يصل في أدنى حالاته الى ٧٠ بالمئة من الواقع السياسي في البرلمان والمناصب الحكومية كافة” منوهة الى ان” انتخابات الدورة للرابعة البرلمانية للعام الحالي ستكون مفاجأة والمنافسة فيها اشد من الدورات السابقة”.

الاعلامية المرشحة منال المعتصم