علي السامرائي
كان يوما مشهودا بساعات مفعمة بالمحبة ودفء القلوب وحرارة المشاعر في اجواء احتضنت وجوها تعلوها البسمة واكف ممدودة وقلوب مفتوحة وصدور رحبه لاحتضان الفرح الذي حط من الرياض على ارض بغداد العروبة ونثرته السفارة السعودية في ذكرى العيد الوطني السعودي ال 93.
كانت اجواء الاحتفالية التي اقامتها سفارة المملكة العربية السعودية في بغداد تجسد عمق العلاقات التاريخية والحضارية بين العراق والسعودية وكان لمستوى الحضور وطبيعة الشخصيات و توجهاتها المتنوعة اثرا بارزا يدلل على انفتاح الرياض تجاه العراقيين بمختلف اطيافهم و توجهاتهم و انتماءاتهم دون التوقف عند حدود الطوائف والاثنيات في استلهام واضح لرؤية القيادة السعودية في تعاملها مع العراق ككتلة واحدة ومصير واحد و شعب واحد وهو موقف كثيرا ما عبر عنه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز او ولي عهده الامير محمد بن سلمان في تعاطيهما مع الواقع العراقي.
كانت السفارة في بغداد في حركة دؤوبة فلا فرق بين السفير عبد العزيز الشمري او اصغر موظف في السفارة ، فالجميع في حالة استنفار تام لاظهار المناسبة في صورة تعكس واقع الحال وتظهر مدى التقدم والانجازات التي حققتها المملكة في السنوات الاخيرة و ما تحققه رؤية 2030 من تحولات كبيرة في مختلف المجالات السياسية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية وهي تحولات محط اعتزاز واحترام وتقدير العراقيين جميعا فالعراق والسعودية حجرا الاساس في منطقة تواجه تحديات كبيرة في وجودها ومستقبلها.
وتعكس المشاركة العراقية على مختلف المستويات سواء البرلمانية او الحكومية او الشعبية او الاعلامية الرغبة المشتركة في ان ترتقي العلاقات الثنائية الى مستويات اعلى تكون وسيلة تعبيرية عن القيم العربية والاسلامية والمثل العليا والتاريخ والثقافة والتراث الحضاري المشترك والطموحات لما يجب ان يكون عليه واقع منطقتنا وضرورة اخماد الفتن والنزاعات لتحقيق الاهداف المنشودة في التنمية الشاملة والسلام الدائم.
ان السعودية الجديدة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان وبكل ما تحمله من قيم اجتماعية ومبادئ انسانية و اسلامية ، تستلهم موروثا متجددا على مدى اكثر من تسعة عقود يعينها في انتقالاتها المتسارعة والمتلاحقة نحو التقدم ويجعلها محط انظار العالم لما تعكسه من قصة نجاح متواصلة وهو امر يلقي بضلاله الايجابية على العراق المنفتح تجاه اشقاءه في المملكة للاستفادة المتبادلة من التجارب والخبرات بما يخدم المصالح المشتركة.
وبعيدا عن السياسة فان الفلكلور الغنائي السعودي وموسيقاه التراثية جعلت اغلب الحاضرين يتفاعلون مع الكلمات الحماسية ورقصة العرضة التقليدية التي اداها بشكل مختصر بعض موظفي السفارة لكنها جعلت من ليل بغداد اخضرا .. ودرب الرياض اخضر .