بغداد – الراصد 24 ..
أربعة ايام متتالية تحدى خلالها ثمانية عشر شاب وشاب الاوضاع الامنية والازمات السياسية ، ليطلقوا المهرجان الفني المستقل الثاني “تركيب” على قاعات وحدائق مندى المسرح التجريبي قي شارع الرشد وسط العاصمة بغداد ، وسجل حضور جيد وإقبال مُلفت من مبدعين وفنانين وهواة ومختلف الشرائح ، ليثبت الشباب العراقي ان لا شي أمام إرادة الحياة ، والفن الحديث في تقدم ويهدف الى اسناد الحياة بالارادة والحكمة والتفكير .
وتشير المنسقة الاعلامية لفريق “تركيب” ديما احمد ، ان الاعداد لمهرجان تركيب تم قبل شهرين ،وصادف وقت إقامته مع بداية الازمة السياسية الاخيرة ، وقررنا المضي بإقامته وعدم التأجيل ، وهو عبارة عن مجموعة اعمال فنية مركبة من صنع ١٨ شاب وشابة من المبدعين والموهوبين ، قدموا اعمال لايصال وسائل تحمل في طينها وجهة نظرهم لأكون خارطة المشهد العراقي بأعينهم ، ومن المهم إعطاء الجيل الحالي وسائل التعبير التي من خلالها تسمع اصواتهم وآرائهم الخاصة فيما يجري من حولهم وبشكل سلمي ، وخلق الانتباه والتعاطف والحوار وبذلك نشجع على تغيير أساليب التفكير النمطية ، وحقق شباب تركيب من خلال أعمالهم المميزة وعالجت العديد من المواضيع الحيوية كالتفرقة بين الجنسين واستغلال الاطفال والحرب والفقدان وسوء استغلال السلطة والدعوة للسلام وحرية الحركة والتعبير والجمال والامل وايجاد الحلول وخلق وجهات نظر ايجابية وصولا لحياة مستقبلية مستقرة .
وقدم المختص بالفنون البصرية والتصوير ليث كريم ٢١ سنة عمل ملف جديد ، فلم قصير بالاسود والابيض اهداء لأمهات الجنود الدين سقطوا عبر الحقب المتعاقبة ، يعالج الفلم انتظار الأمهات وفجيعتهن بإعلان اسماء الشهداء من خلال شاشة التلفاز خلال الحرب ، كان الشهداء محض اسماء في ملفات كلما أغلق ملف حرب فتح اخر اخر لاستقبال حرب جديدة ، يدل العمل على حال الأمهات في بلد لا تعرف حروبه الانتهاء .
وعرض محمد خالد ٢٣ سنة مصمم الديكور الداخلي ، شباج “شباك” تراثيا شناشيل تمثل شباك حديث التصميم ، ويرتبط السلاسل في سلسلة ويثبت شباك الشناشيل بمرساة ، يُبين العمل الأثر السلبي للتقاليد على الحياة الحالية والتي تحول دون تحقيق الأقدم المنشود في البلاد .
ولفت ممثل المسرح والافلام أمير البصري ٢٣ سنة ، عمل 549 كم نوم في العراق ، هي المسافة الفاصلة بين بغداد والبصرة ، وصور في سلسلته ثلاثين شخصية تنام متخذة أوضاعا مختلفة الى جانبه ينطلقون جميعهم في الطريق ويستمعًا لقصص بعضهن وأتحول افكارهم الى صوت مشروع ويسافرون مستغرقين في نوم عميق ليستسقضوا وقد تجدد نشاطهم ، والهدف رسالة ايجابية بان يتحاور الناس وتستمر بالحيوية .
اما المصورة مها التميمي ٢٣ سنة ، عملها كامل التاريخ يتضمن سائلة مصورة المجند القديم الذي واقف الجنرال عبد الكريم قايم في العهد الجمهوري الاول في العراق ، تمثل الصور عيون هذا المجند لمرحلة ذلك التاريخ ، ثم تركب السلسلة في كامرة تصوير قديمة صممت لتضفي العمق السطحي ، وتهدف الى الإشارة للجسور مع الماضي والتي تصل مع الحاضر والمستقبل .
وركز المختص بالفنون البصرية زيد سعد ٢٥ سنة ، في عمله مصنع الارهاب ، على معالجة التفسيرات الخاطئة والمعتقدات ، والتي أسئ استخدامها وتأثيرها على الأجيال القادمة والحالية ، والعمل طفل وليد يرتدي القناع المضاد الغازات السامة ومعلق بسلاسل ، السلال نقية على أربعة جدران تعمي اربع قسمات في نشأة وسلوك تأجيل القادم ، وتشير الى استغلال القاصدين والعنف في التلفاز والتطرف الديني والتفرقة بين الجنسين ، والهدف الرئيس توعية الناس وعدم الميل للعنف والحاجة لمعالجة تربوية جوهرية .
وعرضت جمانة جابر ٢٣ سنة ، عمل خورة ، المعنى الحرفي بكلمة خورة باللجنة العراقية هو الحركة الجاثية المستمرة ، كناية على تراتبية ايام المراة العراقية ، يدخل الزائر بيتاً لامرأة عراقية تقليدية وبمثل البيت عالمها ويستمع الزائر الو يومها المكرر وعملها اليومي ويتابع لأفكارها وحركتها دون ان يراها ، والحل تبدا بيوم متفدئل لينتهي في المساء الى العكس تماما حيث يخور قوامها ويتبدد املها وهكدا تعود في اليوم التالي لحلقتها المكررة المفرغة .
ويرى مرتضى فيصل ٢٥ سنة المصور والمنتج ، في عمل بغداد السلام سلسلة مصورة ، أراد ان يرى العالم ان بغداد في الوجه الحسن مع اجتياح الارهابين مدينة الموصل في حزب ان٢٠١٤، ووثق الحياة اليومية الطبيعية صورياً في بغداد، وأثبت ان الصور رمز السلام ، وعرض رمز سلام كبير الحجم مصنوع من الخشب وبشكل مائل في باحة مهرجان تركيب .
وينظر المصمم عمار سالم ٣٠ سنة ، في عمله عقدة ان نصب الحرية نوع من الماكيت يُبين نفس المنصب بشكل عقدة ، تحت هذا النصب يظهر شخص ينظر الى المنحوتة المعنونة وطني العراق ويعكس العمل طبيعة الحياة في العراق التي تضيق فيها الحريات ، والعمل بعمس الموقف الإيجابي المتفائل لمصير البلد من وجهك نظر الفنانين وكيفية الخروج بنقد بناء للوضع المعقد في البلاد .
ويروي الكرار عبد الستار ٢٦ سنة مصمم ، قصة ابيه من عمله التفاعلي عكاز ، فعندما كان جنديا في الجيش العراقي اثناء حزب الكويت وحينها كان ما يزال في أحشاء أمه ، كان الكرار ولدها البكر ، أصيب ابوه من اثر القنابل الامريكية وطن انه لن يرى ابنه بعد ، حصل الأب على عكاز في مستشفى في البصرة لتعينه علو العودة الى بغداد ، كلن يراوده وجه ابنه اثناء رحلته الشاقة ، بهدف الفنان من خلال العمل الو إبراز تاثير التاريخ على البنية الاجتماعية للناس واهمية الثبات والمطاولة .
فيما قدم طالب المسرح مسلم حبيب ٢٣ سنة ، رسائل حرب في عمل تضمن مجموعة من الصور التي التقطت من الحرب التي دارت ضد داعش في العراق ، وشاهد العديد من الأفعال والمواقف العسكرية خارج ساحة الحرب ،ورالهدف من العمل إظهار تجربة شاب عراقي يصنع الأفلام وفي الرقت ذاته يقاتل من اجل تحرير بلده .
وأبرزت طالبة الرسم نور عبد علي ٣٠ سنة ، عمل مرآة أفعالك ، الناتج للتفاعل والاحتكاك مع الناس في شوارع بغداد ، وعمدت الى جمع الاصوات واللقاءات والاراء والأفكار الخاصة بالصعوبات التي يواجهنها النسوة العراقيات ، وشملت اللقاءات حجر الاساس للعمل الفني المتكون من عدد من اعمال الرسم الواقعي وفن الكوالح التي تعكس الضغوط المسلطة على المراة في المجتمع العراقي ، ومن الجهة الثانية يشاهد الجمهور اعمال فنية بالرسم والكوالح لرجل وأسرته ، بينما يستمع من يقف في وسط هذا القضاء الفني الى حوارات بين رجل وامراة تم اقتناصها من بين الحوارات الحية في شوارع بغداد .
ويعتبر الفنان رأفت رؤوف ٢٥ سنة ، في عمله اليد الواحدة تصفق ، ان اليدين كإنسان بذاته ، احبانا ينسى الناس اهمية دور اليدين ، وما تحقيقاته وما تنجزانه ، ووضع ١٦ يداً على لوحة داكنة وكل يد تحمل شيئا مل ، وتحت اللوحة هناك فلم لعازف بيانو بيد واخدة ، رسالة العمل ان فقدان جزء من اجسادنا او طرف من الأطراف لا يمنع من الاستمرار بالعطاء وعكس الطاقة الإيجابية على الاخرين من خلال خدمة المجتمع .
وعالج الممثل والمخرج المسرحي اكرم عصام ٣١ سنة ، من خلال مشروعه قطرة ، مسالة الهجرة فمنذ عقود والنَّاس تهاجر من العراق ودوّل العالم الثالث للحصول على فرصة أفضل للعيش ومستقبل واعد ، وعرض صندوق خشبي كبير يضم بداخله صندوقا اصغر فيه جنين مغمور بالماء ، بينما يتقاطر على طائله بداخلها خارطة أوربا الموضوعة أسفل الصندوق كإشارة الو قطرة في البخر ، والعمل جاء استجابة لنرجع الهجرة التي اجتاحت العراق العام الماضي وفيها دعوة قوية للتشبث بالوطن ولعب دور فعلل في النهوض بمستقبله .
وذهب المصور عبد الرحمن حميد ٢٠ سنة ، من خلال عمله جدل الى سلسلة صورية ركبت بشكل انستاليشين من خلال مكعب شفاف صندوق الفن ، في مركز الصندوق يجد المشاهد طبقا مصور الوجهين بالتقاطعات له ، تمثل كل واحدة منها خالك معينة يعيشها العراقيون خاصة النساء وهن يواجهن ضغط المجتمع والاحكام على الأفراد والرحلة الخطرة من الظلام الو المور وتعبر الصور عن معاناته الداخلية وصراعه مع التطرّف في الكثير من الامور .
وتؤمن مارينا جابر ٢٥ سنة في عملها التفاعلي ، ان التكرار و الإكثار من الخالة يمكن ان يخلق حالة من التفرد وحيث تكون الحالة طبيعية بعد ما كانت تعتز حالة شادة في المجتمع ، وركبت دراجة هوائية بالرغم من الرفض لركوبها من النساء والبنات خاصة بالبلدان الاسلامية ، ومن اجل الحد من الله اف الاجتماعية ضد حرية المراة ، وعبرت بركوب الدراجة والسير في عدد من شوارع بغدا. ووثقت التجربة ، وتهدف الو ارشاد الجمهور الى الإصرار في تحقيق هدف الحرية .
اما طالب الفنون البصرية حسين عادل ٢٢ سنة ، فقدم البدالة المضادة للانفجار ، محور العمل التهديد المستمر للحياة اليومية في العراق وتهدي. الاٍرهاب ، وصممت البدالة المضادة الانفجار من اجل غايات محددة وهي تفكيك الألغام وحمائم المختصين بتنظيف الساحات المختلفة من المتفجرات غير المنغلقة وما اه من تاثير على الحياة العامة. ، ودفع التساؤل عن شكل الناس قي المستقبل في ظل الإرضاع المستمرة ، وهل هذا شكل المستقبل ، وعالج الموقف بطريقتين اما ان يتكيف ويتعايش مع المعظلة او يجد حلاً ، والوصول للجمهور من خلال التكيف مع الإوضاع دون ايجاد الحل المناسب .
وقدم الرسام التشكيلي رائد مطر ، عملا تحول من هدف اصلاح المجتمع والنَّاس الى اصلاحه شخصيا ، وابراز ان الفن له دور موثر ، وهدف العمل ان في هذا العالم لا يوجد مكان أمن وآخر خطر ، بل ان المكان الامن يمكن ان يبقى او ياتي شخص يُجلب الخطر والدمار اليه ، كذلك يمكن ان يأتي شخص لمكان خطر ويعمل على اعادة الاستقرار والحياة اليه ، ويبقى الامل بنشر السلام في كافة بلدان العالم .
وذهب قادر فاضل الذي تميز خلال السنوات الاخيرة بالاعمال التركيبة للفن الحديث ، في عملين الاول عبارة عن غرفه بيضاء اللون اضائتها قوية جدا مثلت فيها حركة حياة الانسان ، وكان فيها صوت تنبيه كما في المطارات اشارة الى ان الجميع مغادرون يتضمن صوت الرسالة علئ ضرورة ترك اثر طيب علئ الارض ،ايضا كان في داخل الغرفة فديو ارت يطرح ادمان المجتمع علئ استخدام اجهزة الموبايل بشكل سلبي ، اما العمل الاخر كان نحت تجميعي تتلخص فكرته حول الشباب الذي يحلم بالهجرة فقط ولايهتم لبغداد ، حيث يرى المتلقي من خلال هذا النحت صورة حية من بغداد وبواسطه التلسكوب يشاهد ماذا سيحل ببغداد ان هاجر شبابها .