بغداد – الراصد 24:
تحدث مصدر مقرب من التحالف الوطني أن بوادر انشقاق جديد في صفوف حزب الدعوة الإسلامي (الشيعي) بدأت تلوح في الأفق.
وذكر المصدر , أن الانشقاق الجديد أخذ يتبلور مؤخرا عبر تشكيل تكتل باسم « كتلة نداء العراق» بمباركة من القيادي في الحزب النائب علي الأديب ويضم نخبة من أنصار الحزب من شخصيات سياسية وقادة منظمات المجتمع المدني واساتذة جامعيين وشيوخ عشائر، ولتكون الكتلة الجديدة الفرع الرابع في الحزب الذي تأسس عام 1958.
وأشار المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن ابرز مكونات التشكيل الجديد هي حركة «حزب الله هم الغالبون» وكتلة الانتفاضة الشعبانية والعدالة والنهوض ومجالس عشائر أحرار العراق ومجلس عشيرة كعب، إضافة إلى منظمات أخرى، مبينا أن معظم المنضمين للتشكيل الجديد كانوا ضمن كتلة القانون التي يرأسها نوري المالكي والتي دخلت الانتخابات النيابية الأخيرة.
وأوضح المصدر المقرب من التيار الصدري، ان بوادر الانشقاق الجديد بدأت خلال فترة تشكيل الحكومة الجديدة عقب الانتخابات عندما تخلت معظم قيادات حزب الدعوة عن دعم تولي رئيس الحزب نوري المالكي واختارت بديله حيدر العبادي نظرا لرفض تولي المالكي رئاسة الوزراء لفترة ثالثة من قبل معظم القوى الشيعية والسنية والكردية وحتى المرجعية الشيعية، في ضوء الفشل الكبير لحكومته خلال ثماني سنوات انتهت بسيطرة تنظيم «داعش» على ثلث مساحة العراق ونهب كل ثروات العراق من قبل الفاسدين، مما أساء كثير لسمعة ومكانة الحزب بين الشعب العراقي بل وحتى بين حلفائه السابقين. وذكر المصدر ان المالكي اتهم قيادات الحزب آنذاك بأنها تآمرت عليه بدل أن يعترف بأخطائه.
وقال المصدر ان لحزب الدعوة الآن عدة فروع أحدها يقوده نوري المالكي والآخر يقوده عبد الكريم العنزي باسم « الدعوة ـ تنظيم الداخل» والثالث يقوده ابراهيم الجعفري باسم « الإصلاح»، والفرع الجديد يقوده علي الأديب. وأعرب المصدر عن اعتقاده بأن يقود رئيس الوزراء الجديد فرعا جديدا للحزب خاصة وأنه أخذ يجمع الأعوان والحلفاء كما كان يفعل المالكي أثناء فترة حكمه. ويلاحظ ان أجنحة الحزب دخلت الانتخابات الأخيرة بشكل منفرد أو ضمن كتل أخرى في تحالفات القوى الشيعية.
ولخص المصدر أبرز اسباب الانشقاقات في الحزب على مدى تاريخه وأولها نزعة الكثير من قيادات الحزب إلى التفرد بالقرارات وضعف الشورى وتبادل الآراء وخاصة في القرارات الحاسمة، وصراع بعض القيادات لنيل المناصب والمسؤوليات في الدولة كما رأينا في قيام العبادي بالتخلص من بعض حلفاء المالكي في الحكومة، أضافة إلى الموقف من إيران بين سعي بعض القادة لمزيد من التقرب إلى إيران وبين رغبة بعضهم في خط مستقل يراعي المصلحة العراقية أولا ويأخذ بنظر الاعتبار مكانة البلد كجزء من العالم العربي.
وتشير المعلومات أن حزب الدعوة الإسلامية أسسه عام 1957 مجموعة من رجال الدين الشيعة منهم محمد باقر الصدر ومهدي الحكيم إضافة إلى وجود مراجع دينية إيرانية في قيادته منهم محمد مهدي الآصفي، وكاظم الشيرازي الحائري، وعلي ألتسخيري، ومرتضى العسكري، ومحمد صالح الأديب، وعلي الكوراني( لبناني).
وقد لعب الحزب دورا رئيسيا في العملية السياسية في عراق ما بعد 2003 وخاصة عندما تسلم قمة السلطة باحتلال منصب رئيس الوزراء من قبل قادة الحزب إبراهيم الجعفري ثم نوري المالكي وأخيرا حيدر العبادي.
وقد ظهرت خلافات بين قيادة الحزب وباقي مكونات التحالف الوطني مثل التيار الصدري والمجلس الأعلى الإسلامي، خلال الانتخابات النيابية الأخيرة بسبب اتهام الحزب بالتفرد بالقرارات وعدم التشاور مع الشركاء.